أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني














المزيد.....

إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الحراك المدني في لبنان يفتقد الحاضنة الشعبية لسنوات طويلة مضت. وكان الحراكيون يتساءلون: طالما أن الفساد يطال بنيرانه كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. وطالما أن النيران تشب في حقول جميع اللبنانيين، من جميع الطوائف. لماذا تجمَّد الشارع اللبناني عند مئات من الأفراد كانوا ينزلون إلى ساحات الاعتصام، بل كان عددهم لا يتجاوز الآلاف في أفضل الحالات؟ وهل نار الغلاء، وإهمال شتى الجوانب المعيشية للبنانيين، لا يكوي أكثر من آلاف من الشعب اللبناني؟
وكان الحراكيون، الذين شكلوا طليعة أولى لما يجري، يتساءلون أيضاً: أين هي الحركات النقابية، التي عليها أن تمثل مئات الآلاف من العمال والفلاحين والمزارعين وذوي الدخل المحدود، لماذا لا تدعو منتسبيها الذين تمثلهم للنزول إلى الشارع؟
وفجأة، ومنذ السابع عشر من تشرين الأول من العام 2019، تمتلئ الشوارع في العاصمة، وتمتد إلى كل محافظات لبنان. وأصبحت ساحات رياض الصلح، وساحة الشهداء، ساحات تعم لبنان من أقصاه إلى أقصاه؟
هل هناك قدرة سحرية قلبت المشهد رأساً على عقب؟
ليس في القضية سحر، بل فيها صحوة وعي شعبي، جاءت إثر تراكم الأزمات بلغت حد الاحتقان. وتلك ظاهرة وضع علم الاجتماع تفسيراً لها، كما وضع علم الظواهر الطبيعية تفسيراً لانفجار البراكين. وموجزها أن كل ظاهرة اجتماعية تتكون عبر تراكمات متواصلة، بحيث تنفجر حينما يبلغ الاحتقان حداً يفوق قدرة الاحتمال.
كان لأمراء الطوائف في لبنان قدرة على احتواء أبناء طوائفهم. وحيث إن هؤلاء الأمراء يشاركون في السلطة أي لهم حصة فيها تحت ذريعة (المحافظة على حقوق طوائفهم). وحيث عمَّ الفساد في السلطة. راح كل منهم ينهش حصته من أرباح الصفقات الفاسدة، ليغذي منها جيوبه أولاً، ويتكرَّم بما بقي من فتاتها على أزلامه وأدواته ليحمي نفسها بها.
هذا الواقع، ولأنهم جميعهم متورطون بالكسب غير المشروع، كانوا يعتبرون أي حركة شعبية ترفع شعار (مكافحة الفساد) المتورطون به، وكأنها موجَّهة لإضعاف الطائفة، وهذا يوجب على أبناء كل طائفة أن يمتنعوا عن الانخراط في أي حراك ينال من السلطة الذين هم أعمدتها. وساء الأمر أكثر عندما فرضوا وصايتهم على النقابات العمالية، فسكتت دهراً، وابتعدت كثيراً عن مهمامها في الدفاع عن حقوق المنتسبين إليها.
كذبوا كثيراً على أبناء طوائفهم، وانخدع الأبناء كثيراً بشعارات (حماية الطائفة). وجاع الكثيرون ومرضوا وواجهوا البطالة والاهمال، وغابت كل الخدمات وساءت أوضاع البنى التحتية... ولم تعد الوعود تطعم جائعاً، أو تشفي مريضاً، أو توفر فرصة عمل، ...
وهكذا انكشفت الأقنعة، وازداد الاحتقان، فكان انفجار السابع عشر من تشرين الأول من العام 2019. فنزلت الجماهير اللبنانية إلى الشارع بزخم لافت، فاق كل التصورات، على الرغم من محاولات إحباطها المستورة، ولكنها كانت مغطاة بدعاوى كاذبة للمشاركة في التظاهر.
لقد انتفض الشعب اللبناني ضد الأهداف المقنَّعة، وانتقل من ضفة أكذوبة (حماية الطائفة)، إلى ضفة (حماية الوطن)، وبذلك أعلن بالفم الملان: (إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني).
ولهذا، وقبل أي شيء آخر، على الشعب أن يرفع شعاراً أساسياً:
-(إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني، وسيكون بكل طوائفه بألف خير).
-(إرفعوا السرية المصرفية عن صناديق الأمراء). لتكشفوا عن حجم الفساد، وعن حقيقة المصادر الخفية لتمويل الأحزاب (الطائفية السياسية).



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية
- الحراك الشعبي وحركة التحرر العربي جناحان تتكامل بهما عملية ا ...
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق ...
- دراسة تاريخية ومعرفية في عناصر تكوين القومية العربية
- الفصل الرابع من كتاب الماركسية بين الأمة والأممية
- الفصل الثالث من كتاب (الماركسية بين الأمة والأممية).
- الفصل الثاني من كتاب - الماركسية بين الأمة والأممية
- كتاب الماركسيـة بين الأمـة والأمميـة - الفصل الأول: مقدمات م ...
- الناسخ والمنسوخ
- الإشكالية بين الفكرين القومي والديني


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني