أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة














المزيد.....

الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6401 - 2019 / 11 / 6 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يسود الخطاب السياسي في لبنان منهج ميكيافيلي فاقع بألوانه المزيَّفة، نلحظ هذا من خلال تزويج خطاب أحزاب السلطة بين متناقضين اثنين وجمعهما بشكل مستهجن.
-الوجه الأول: يتمثَّل باعتراف تلك الأحزاب بوجود الفساد، والاعتراف بشرعية مطالب الجماهير المنتفضة.
-والوجه الثاني: ويتمثل باتهامها للمنتفضين وتخوينهم.
والميكيافيلية في الخطاب تظهر من تجاهل أسباب الانتفاضة التي ما كانت لتحصل لولا انتشار الفساد. ولأنها، أي أحزاب السلطة قصَّرت، عن سابق تصميم وإصرار، بحسن نية أو سوئها، عن اتخاذ الموقف العملي للقضاء على تلك الآفة، قامت الجماهير الشعبية بالنزول إلى الشارع بكثافة عددية ووعي اجتماعي ووطني، بعيداً عن التطييف ووصاية أمراء الطوائف.
ما كانت الجماهير الشعبية لتنتفض لو وجدت حزباً واحداً على الأقل، من الأحزاب المشاركة بالسلطة، يكشف عن الفساد ويصرُّ على فتح ملفاته. وهنا، وإذا صحَّت أكذوبة تخوين المنتفضين، فهي لا تصح ضد من نزل إلى الشارع مطالباً بإشهار الحق، بل تجوز ضد من ارتكب فعل الفساد ومن سكت عنه. ويتساوى بالاتهام الفاعل والساكت عنه، سواءٌ أكان من المعمرين على كراسي السلطة أم من الجدد منهم.
لقد أصبح الفساد تهمة واضحة منذ أكثر من ثلاثين عاماً مضت، بحيث أدَّت إلى انتشار كل الآفات الاجتماعية والمعيشية والسياسة لأكبر شريحة من اللبنانيين وأوسعها. وهذا لا يجوز أن يمتد أكثر فأكثر، وعنها قال الإمام علي بن أبي طالب: (لوكان الفقر رجلاً لقتلته)، وقال آخرون: (الساكت عن الحق شيطان أخرس). ولهذا يستحق المنتفضون شهادة بالأخلاق، وليست شهادة بالتخوين.
يزول استغرابنا، بتخوين المنتفضين، إذا علمنا أن أمراء الأحزاب الطائفية في السلطة، هم وحواشيهم والمحيطين بهم، وخدامهم من مثقفي الميكيافيلية، هم الذين يحتكرون كل مصادر الفساد والإفساد. والسبب الذي جعلهم يعترفون بوجود وحش الفساد، فلكي يمتصوا نقمة مؤيديهم وأنصارهم ممن كوى الفقر والحاجة معظم جوانب حياتهم الاجتماعية والمعيشية. ولو كانت أحزاب السلطة صادقة باعترافها بوجود الفساد، لكان عليها ليس أن تؤيد المنتفضين فحسب، بل لكان عليها أيضاً، أن تتفق على تشكيل حكومة لا تحمي أحداً. وتلتزم ببيان تعطي فيه الأولوية لاستعادة (الأموال المنهوبة). ومن أجل ذلك تقوم بتكليف (هيئة قضائية) يتم تشكيلها خارج قيد الإذعان لرغبات أمراء الطوائف ومصالحهم، خاصة أنهم متهمون كرؤوس للإفساد والفساد.
نحن على يقين بأنهم لن يفعلوها، فهم ركبوا كراسي الحكم منذ عشرات السنين، وهم لن يضيعوا جنى سرقاتهم بمثل تلك السهولة.
إن أسوأ ما في الأمر، هو أن أحزاب السلطة، مجتمعين أم منفردين، يغلٍّفون وقوفهم ضد المنتفضين وتخوينهم، بابتكار أسباب لا علاقة لها بمن انتفض ضد الجوع والمرض والإفقار، يمكننا تعداد البعض منها، أو ما ظهر منها حتى الآن،
1-دعوتهم لفتح الطرقات ليس إلاَّ حرصاً كاذباً على مصالح الناس. ودعوتهم تلك والتركيز عليها دعوة مشبوهة هدفها الإيقاع بين الجماهير المنتفضة وحاضنتهم الشعبية. علماً أن الحراك نفسه أعلن أنه ضد إقفال الطرقات لأن أهدافه الضغط على منظومة الفساد وإسقاطها، وليس التضييق على مصالح من نزلوا إلى الشارع من أجلهم.
2-التهويل بالانهيار الاقتصادي، علماً أن الانهيار جار على قدم وساق قبل نزول الجماهير الشعبية إلى الشارع، وسوف يستمر إذا تراجعت الجماهير المنتفضة عن قرارها.
3-خوفاً من فتنة تؤدي إلى حرب أهلية وكأن الفتنة لم تخيم على لبنان نتيجة نظام المحاصصات الطائفية في كل لحظة كان يتضرر فيها هذا الأمير الطائفي أو ذاك. وليعلموا أن الجماهير التي ملأت الشوارع، لا تملك مالاً أو سلاحاً. فليكفوا المنتفضين مؤونة نصائحهم، ويكفوهم شر ما يمتلكون من مال وغيره.
4-التخويف من المخططات التي تُحاك ضد السلم الأهلي في لبنان، وكأن الأطراف الكثيرة المشاركة في الحراك غافلة عما يجري على المستويين الدولي والإقليمي من مشاريع مشبوهة تقتات على دماء العرب وأرواحهم، وهي تريد أن تقتات من دماء اللبنانيين وأرواحهم. فلتطمئن أحزاب السلطة إلى وعي المشاركين في الانتفاضة التي تكتسب شرعيتها الوطنية من إدراكها لضخامة المؤامرة التي تحيط بالوطن العربي كله، ولن تكتفي بلبنان وحده.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟
- ليس العراق أرضاً فارسية إخرج منها قاسم سليماني
- نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
- ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية
- الحراك الشعبي وحركة التحرر العربي جناحان تتكامل بهما عملية ا ...
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق ...
- دراسة تاريخية ومعرفية في عناصر تكوين القومية العربية


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة