أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - التعديلات الدستورية الملحة 1














المزيد.....

التعديلات الدستورية الملحة 1


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفاضة تشرين الشبابية حركت الماء الراكد، وجعلت موضوع التعديل الدستوري، يتقدم إلى الواجهة، مما دفع الطبقة السياسية، متمثلة بالسلطة التشريعية أن تشكل لجنة للتعديل الدستوري. وفي الوقت الذي لا نستطيع أن نعول على هذه اللجنة، المتشكلة من نواب، معظمهم من نفس الأحزاب التي خرجت حشود الثوار مُدينة لسياساتها، مما يجعل الأصل في الشك بأهليتها لهذه المهمة الخطيرة. ولكننا نحتاج أيضا من أجل بعث وعي دستوري في المجتمع، لاسيما لدى ثوار تشرين، أن نسهم في تسليط الضوء على التعديلات الدستورية الملحة، لاسيما تلك التي تمتلك قدرا من الواقعية، أي من إمكانية تمريرها في الظرف الراهن، لكن دون إهمال الإشارة إلى تطلعاتنا المستقبلية البعيدة أو متوسطة المدى، حتى لو اعتبرنا تحقيقها مؤجلا حاليا.
من الضروري جدا، أن يراعى في التعديل الدستوري، أن تجعل الأولوية للإنسان، وكرامته وحقوقه، لتكون المادة الأولى مخصصة لتأكيد هذا المبدأ، متقدما حتى على هوية وطبيعة الدولة. ونتمنى أن تتكون هذه المادة (الأولى) من بندين على النحو الآتي:
أولا: كرامة الإنسان هي المبدأ الدستوري الأسمى في العراق، وحرمة الإنسان تعلو ولا يعلى عليها، على رأسها حرمة حياته وكرامته وحريته وحقوقه وسلامته وأمنه وعيشه الكريم، والدولة مسؤولة عن صيانتها، وجعلها المعيار المعتمد في أداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وجميع مؤسسات الدولة التابعة لها.
ثانيا: المساواة في المواطنة والإنسانية أساس دستوري ثابت وشامل ومطلق، تكفل الدولة سريانه على جميع الأفراد بلا استثناء، فيما لهم وفيما عليهم، وفي جميع المجالات.
أما المادة المعنية بتعريف الدولة (جمهورية العراق)، فنعتقد إن المادة الأولى في دستور 2005، لا ينبغي تغييرها، إلا من حيث إعادة الصياغة، دون تغيير المضمون، فيكون التعريف للدولة كالآتي:
جمهورية العراق دولة ديمقراطية اتحادية واحدة، مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها نيابي.
أما ما نتطلع إليه مستقبلا، هو تأكيد علمانية الدولة، تلك العلمانية التي تحفظ للدين مكانته، وتكفل بها حرية الدين والعقيدة، مع الفصل التام بين الدين وعموم العقيدة إيجابا أو سلبا من جهة، وشؤون الدولة والسياسية من جهة أخرى، ليكون نص المادة المعنية مستقبلا، ولو في المستقبل البعيد، أو المتوسط كالآتي:
جمهورية العراق دولة ديمقراطية علمانية، اتحادية واحدة، مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها نيابي.
أما الدعوة من قبل الكثيرين اليوم إلى العودة إلى النظام الرئاسي والدولة المركزية، فهو متأت من خيبة الأمل، من خلال التطبيق السيئ، دون الالتفات إلى إن العيب في التطبيق، وليس في أصل مبدأي الفيدرالية والنظام البرلماني. فكما أشرت في مقالات سابقة، فكل من النظام الرئاسي والحكم المركزي، هما من لوازم النظم الديكتاتورية، أكثر من كونها من لوازم النظم الديمقراطية. فنحن إذا عالجنا أخطاء التطبيق السيئ لمجلس النواب، بحل الأحزاب للدورة الانتخابية الأولى بعد ثورة تشرين، باعتماد الترشيح الفردي لهذه الدورة حصرا، وإعطاء فرصة أثناء هذه الدورة لتأسيس أحزاب وطنية ديمقراطية غير دينية وغير متخندقة طائفيا، وقائمة على أسس المواطنة والدولة المدنية، ثم إذا منع من الدورة التالية تشكيل الائتلافات الانتخابية، وكذلك الائتلافات النيابية ما بعد الانتخابات، باستثناء تشكيل الائتلاف الحكومي المعمول به في الديمقراطيات الراسخة، في حال لم يملك الحزب ذو العدد الأكبر من المقاعد، حصرا عبر الانتخابات الأكثرية المطلقة، وليكون الترشيح بعد الدورة الأولى بطريقين، إما الترشيح ضمن حزب من الأحزاب التي ستتشكل على أسس صحيحة، وإما الترشيح الفردي، وحظر تشكيل الائتلافات الانتخابية، كما مر، ثم بطريقة توفق بين الانتخاب عبر الدوائر الصغيرة، والانتخاب من القائمة الوطنية، وسأبين سبب هذا المقترح والآلية المطلوب اعتمادها لتحقيق ذلك في حلقة قادمة من هذه السلسلة. وهكذا بالنسبة للتطبيق للفيدرالية الذي يسجل الكثيرون الملاحظات عليه، فهذا لا يدعو للمطالبة بالعودة إلى الدولة المركزية، بل بإعادة صياغة العلاقة بين إقليم كردستان والسلطة الاتحادية، كما قلت في مقالة سابقة، بمنح الإقليم كامل حقوقه من جهة، ومن جهة أخرى عدم القبول بتمدده على حقوق عراق ما خارج الإقليم، فيما يتعلق بالاستحقاقات المالية والنفطية، والتعامل في الكثير من القضايا كدولة مستقلة، أكثر مما هو إقليم في إطار دولة اتحادية. ويجب هنا التمييز بين أداء الأحزاب الكردية المتنفذة في كردستان، وبين الشعب الكردي. أما الخشية من النظام اللامركزي إذا ما شمل بقية أنحاء العراق، وتأسست أقاليم أخرى، من أن يؤدي ذلك إلى تكريس الفساد المالي والإداري، فإن ذلك ليس بسبب الإدارة اللامركزية، وإنما بسبب الفساد المتفشي على صعيد السلطات الاتحادية وسلطة الإقليم والحكومات المحلية للمحافظات، وهنا يجب استئصال الفساد، وليس العودة إلى الدولة المركزية، ولا يسع المجال هنا لبيان إيجابيات النظام الفيدرالي، وسرد الأمثلة الرائدة كجمهورية ألمانيا الاتحادية. كما أعيد إن ما حصل عليه الكرد يعتبر حقا مكتسبا لا يجوز الرجوع عنه، باستثناء ما يجب تصحيحه من التطبيق للفيدرالية، وبما لا يؤثر سلبا على عراق ما خارج الإقليم، ولا يسلب الكرد حقوقهم، على أن يشمل إعادة تشكيل الأحزاب السياسية على أسس صحيحة في كردستان، كما هو الحال مع سائر العراق.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 3/3
- مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 2/3
- مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 1/3
- الشعب يقرر مصيره لا أمريكا لا إيران لا مقتدى
- سلطة تقتل ليس لها إلا أن تسقط
- لماذا يجب إلغاء الثورة أو تقليصها لحكم الإعدام؟
- لماذا يجب التمسك بالنظام الفيدرالي؟
- لا لحصر الرئاسات الثلاث في الشيعة والكرد والسنة
- الخطوة التمهيدية لتعديل الدستور
- دستور دولة المواطنة دستور ثورة تشرين
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 3/3
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 2/3
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 1/3
- فاجأتُنَّنا وفاجأتُمونا يا شابات وشباب العراق
- هل ثورة تشرين العراقية شيعية؟
- الرد على الشبهات المثارة على الاحتجاجات
- الصراع شيعي-شيعي أم عراقي-عراقي؟
- تحذيري 2007 من خطر الاحتلال الإيراني
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 24
- مع بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 3/3


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - التعديلات الدستورية الملحة 1