أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 2/3














المزيد.....

مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 2/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحب أن أبيّن لماذا أصرّ على استخدام مصطلح (الشيعسلاموية)، الذي طالما طرحته في مقالات عديدة لي، وكذلك في ظهوري الإعلامي المكثف قبل اتخاذ قرار العودة إلى ألمانيا صيف 2012. فالتقسيم الثلاثي سيئ الصيت وذو النتائج المدمرة، للشعب العراقي والمشهد السياسي، إلى شيعة-إسلاميين، وعرب-سنة، وكرد [قوميين]، شكلت فيه القوى الإسلامية الشيعية النسبة الأكبر، والأكثر تأثيرا على مسار العملية السياسية. فبينما نجد السنة العرب متوزعين ما بين إسلاميين متمثلين بالدرجة الأساسية بالحزب الإسلامي العراقي [حركة الإخوان المسلمين سابقا]، وعروبيين، وذوي نزعة قبلية، وطائفيين، وذوي حنين لعهد صدام، نجد السياسيين الكرد قوميين بامتياز، تمثل القوى العلمانية [أو الأصح غير الدينية] لكن غير الديمقراطية العامل المؤثر عندهم، لكن يشتملون أيضا على قوى إسلامية متمثلة بالاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية، والذين عموما - بما فيهم الإسلاميون - أصبحوا قوميين فوق ما تتطلبه مصالح الشعب الكردي، وبما أضرّ كثيرا بها، نرى إن الشيعة كلهم إسلاميون، وبذلك هم يحملون هوية مزدوجة، أحد طرفيها يتمثل بإيديولوجية إسلامية مُؤسَّسة على مفاهيم الإسلام السياسي، القائمة على فكرة أسلمة المجتمع، وطرفها الثاني يتمثل بهوية شيعية طائفية، بمعنى منغلقة على الطائفة، ومدعية تمثيل مصالح المكون الشيعي. فالطائفية عندي لا يجب أن تكون بمستواها الأعلى، أي بكره الطائفة الأخرى، ومزاولة الفعل العدواني تجاهها، أو تهميشها وإقصائها، بل مجرد التخندق سياسيا في هوية طائفية معينة هو لون من ألوان الطائفية السياسية، التي لم يكن عنصر أضرّ بالعراق، كما أضرّت هي، لأنها هدم لأهم ركن للدولة الديمقراطية الحديثة، ألا هو ركن المواطنة، التي غدوا [في السنوات الأخيرة] يلوكونها مؤخرا بألسنتهم كشعار مفرغ من محتواه، ويدوسونها في ممارستهم السياسية بأقدامهم.
ولكن لماذا يا ترى أرى الشيعسلامويين أنهم هم بالدرجة الأولى والأساس الذين دمروا العراق وأحلام العراق وديمقراطية العراق واقتصاد العراق وأمن العراق ومستقبل أجيال العراق القادمة، إلى أمد غير منظورة حتى الآن نهايته؟ فبحكم أن الشيعة يمثلون الأكثرية من نفوس العراق، وبما أن الدولة والسياسة والتعددية والحياة الحزبية، قائمة على أساس المكونات، لاسيما الثلاثة الكبرى (الشيعية-الكردية-السنية)، وبما أنهم حتى الآن هم الذين شكّلوا الأكثرية البرلمانية (الائتلاف العراقي الموحد 169)، ثم (الائتلاف العراقي الموحد 555)، ثم لدورتين (التحالف الوطني) متشكلا من (ائتلاف دولة القانون + الائتلاف الوطني)، وهم الذين ترأسوا الحكومات الأربع المتعاقبة، حيث كان رئيس مجلس الوزراء دائما من حزب الدعوة الإسلامية (الجعفري، المالكي، المالكي ثانية، العبادي درءً لكارثة التثليث للمالكي)، فهم المسؤولون بشكل أساسي وبإصرار عن:
1. دولة المكونات بدلا من دولة المواطنة.
2. الطائفية السياسية (الشيعية-السنية).
3. المحاصصة الطائفية (شيعة سنة) والعرقية (عرب كرد).
4. التحاصص بناءً على ذلك في الفساد المالي وسرقة المال العام بين سراق شيعة، وسراق سنة، وسراق كرد، لكل حسب حصته في السلطة، مما أدى إلى التستر المتبادل، والسكوت عن تهريب أكثر من سارق بما سرقه من ثروة خيالية إلى خارج العراق، ليتنعم ويترفه ويَتَمَلْيَرْد أو على الأقل يَتَمَلْيَن من قوت فقراء العراق.
السياسيون السنة لم يكونوا أقل سوءً، بل طائفيتهم كانت هي الطائفية الأشد والأعنف، لكنهم كانوا أبعد عن الإسلام السياسي، ثم هم لم يروا خيارا آخر غير التخندق سنيا، بعدما رأوا الشيعسلامويين قد تخندقوا شيعيا، دون تبرئة الطائفيين منهم، وهم ليسوا قليلين، بأن طائفيتهم كانت ستكون فاعلة وبادئة، وليست بالضرورة منفعلة ورادّة، لكن كان بالإمكان إحراج الطائفيين منهم بسحب بساط المبررات عبر الفعل الطائفي للطائفة ذات الحجم الأكبر. فالشيعة هم الذين يتمتعون بالناخبين الأكثر عددا في المجتمع العراقي، فما كان من السياسيين السنة وقواهم إلا أن يرفعوا راية تمثيل مصالح [واستحقاقات] المكون السني وحمايته من التهميش والإقصاء، ثم الاضطهاد الطائفي من قبل الطائفة الأكبر عددا، والأشد نفوذا، كدافع أو مبرر لخلق طائفية سنية سياسية مقابل الطائفية السياسية الشيعية. وبقينا نسمع العزف النشاز على وتر (تمثيل المكون) و(استحقاقات المكون)، وغير ذلك، فقضي بذلك على مبدأ المواطنة، وأصبح مجرد علكة تلوكها أفواه السياسيين، كما يلوكون بمصطلحات أفرزها هذا الواقع الشاذ والسيئ، من قبيل «حكومة وحدة وطنية»، «حكومة شراكة وطنية»، «توافقية»، «اتفاقات السلة الواحدة»، وأخيرا «التسوية السياسية التاريخية»، ألا [لبئس] هذه الطروحات الكاذبة وعديمة الحياء.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 1/3
- الشعب يقرر مصيره لا أمريكا لا إيران لا مقتدى
- سلطة تقتل ليس لها إلا أن تسقط
- لماذا يجب إلغاء الثورة أو تقليصها لحكم الإعدام؟
- لماذا يجب التمسك بالنظام الفيدرالي؟
- لا لحصر الرئاسات الثلاث في الشيعة والكرد والسنة
- الخطوة التمهيدية لتعديل الدستور
- دستور دولة المواطنة دستور ثورة تشرين
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 3/3
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 2/3
- مع إعلان الثورة بمطالبه العشرين 1/3
- فاجأتُنَّنا وفاجأتُمونا يا شابات وشباب العراق
- هل ثورة تشرين العراقية شيعية؟
- الرد على الشبهات المثارة على الاحتجاجات
- الصراع شيعي-شيعي أم عراقي-عراقي؟
- تحذيري 2007 من خطر الاحتلال الإيراني
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 24
- مع بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 3/3
- بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 2/3
- مع بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 1/3


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مَنْ دَمَّرَ العراق؟ مَنْ؟ 2/3