تفاديا لكل ما من شأنه

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعدما كان يوم 26 أكتوبر ، هو يوم الدعوة للنزول الى الشارع ، وحيث ان هذا التاريخ سيكون يوم السبت ، يكون فيه الموظفون والمستخدمون ، والتلاميذ ، والطلاب ، في يوم استراحة ، حيث تتعطل الإدارات في المغرب يومي السبت ، والأحد ، ويكون الشارع مليئا بالمارة ، الامر الذي قد يسبب في بعض الانفلات الذي سيصبح صعب الضبط بسهولة من قبل النظام ، قرر " الائتلاف " ، الداعي للانخراط في الدعوة ، تحويل تاريخ النزول الى الشارع من 26 أكتوبر ، الى 28 أكتوبر ، أي بَدَلَ النزول يومه السبت ، سيصبح النزول يومه الاثنين ، ودائما على الساعة 18.30 ، أي بعد خروج الموظفين ، والمستخدمين ، والتلاميذ والطلاب تعبانين ..الخ من عملهم ...
واضح هنا ان الدعوة للنزول ، لو بقيت محافظة على التاريخ الأول الذي هو 26 أكتوبر ، لصعب التكهن بنوع النزول ، أي هل سيكون وقفات ، او سيكون مسيرات ، او سيكون مظاهرات تعم الازقة ، والاحياء الشعبية ، لان الجميع في عطلة نهاية الأسبوع ..
لكن الآن وقد تم تغيير تاريخ النزول الى 28 أكتوبر ، بدل 26 ، فقد توضح جليا ، كيف سيكون نوع النزول .
النزول وهي كلمة تثير الرعب ، وتحمل اثقالا اكبر من الداعين اليها ، اصبح الآن شكله واضحا ، وجليا ، وكذلك شعاراته التي سيرددها Les mêmes Gladiateurs ، الذين يحتركون لوحدهم صورة الوقفات امام البرلمان ، وامام نافورة الحمام بالدارالبيضاء .
فالنزول لا ولن يكون مسيرات ، ولا ولن يكون مظاهرات غير متحكم فيها ، في الاحياء والازقة الشعبية ، والتي تكون لها شعاراتها الخاصة بها ، لكن النزول سيكون في شكل وقفات بالمناطق الرئيسية ، ومن نفس الوجوه ، مع ترديد نفس الشعارات التي تلامس ضفاف الحكم ، و تتحاشى جوهره .
ان اختزال النزول يوم 28 من الشهر الجاري ، في شكل وقفات ، يعني ان المدة الزمنية التي ستستغرقها الوقفات ، سوف لا تصل الى ثلاثة ساعات ، إنْ لم تكن مدة الوقفة ، هي ساعتين .
وكالمعتاد بالنسبة للوقفات السابقة ، فهي ستكوم مؤطرة من طرف سلطات العمالات ، والولايات ، ومحروسة من طرف البوليس ، كما ستحظى بتغطية مخدومة للقنوات الفضائية الرسمية لاستيعابها ، والالتفاف عليها ، مع اجراء مقابلات مع بعض Les Gladiateurs لإعطاء حمولة ( نضالية ) للوقفة .. وهنا أكيد ان سلطات الولايات ، والعمالات ، ومديرية الاستعلامات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني ، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، والدرك الملكي ، والجيش ....لخ ، لهم قائمة بأسماء الأشخاص الذي سيؤطرون الوقفات ، كما لهم معرفة بالشعارات التي سترفع في الوقفات ، وأكيد ان تكون هناك توجيهات من السلطة الى الداعين للمشاركة في الوقفات ..
لكن السؤال ، وبخلاف " الائتلاف " الذي رفع مطالب نقابية ، ورفع مطلب اطلاق سراح المعتقلين الريفيين ، دون ان يشمل المطلب معتقلي الحركة الطلابية بمختلف المواقع الجامعية ، ولم يشمل معتقلي فاضحي الفساد الذي حوكموا بمحاضر بوليسية مخدومة ، كما اعترفت بذلك هجار الريسوني ، ومعتقلي حركة 20 فبراير بمختلف المواقع بالمغرب ، وملف حميد المهداوي الذي ينزل بثقله على الضمير الغائب للنظام ... ، كيف سيكون اللقاء بين " الائتلاف " الملكي ، وبين أصحاب دعوات طرح مطلب الملكية البرلمانية ، ودعوات العصيان المدني ؟
فمَنْ سيؤثر في مَنْ ؟
ثم اين جماعة " العدل والإحسان " من دعوة النزول ، خاصة وانها تجسد المعارضة الإسلامية الراديكالية للحكم ، وليس للحكومة ؟
فهل ستقبل الجماعة فقط المشاركة في الوقفات التي ستكون ابتداءً من الساعة 18.30 ، وبعد استهلاك المسرحية ، سيتفرق الجمع ، نحو الجلوس في المقاهي ، لممارسة النميمة والدردشة ، ام ان موقفها سيبقى غامضا ، لأنه رغم انها لا تعترف للملك بالشرعية الدينية ، وترفض حكمه الذي تصفه بالجبري ، فهي سوف لن تقامر بالانخراط في دعوة مطلب الملكية البرلمانية ، ولا في دعوة العصيان المدني ، لان الواقفين وراء هذه الدعوة ، هم مجرد اشباح يتحركون عبر النايت ، والفضاء الأزرق ، أي غير معروفين ..
النزول في باريس سيكون فاشلا بسبب شعارات العنصرية ، والشوفينية ، والتفرقة ، كالفشل الذي عم المسيرات السابقة التي جرت بمختلف المدن الاوربية ، والنزول في المغرب ، سيكون نزولا لخدمة النظام ، لا نزولا ضده ...
النزول في باريس قد يتخذ مسيرات ، مع رفع شعارات تخص الريف ، والنزول في المغرب سيكون وقفات فلكلورية لامتصاص الغضب ، بتحنيط الواقفين ، وتغليف الشعارات ..
مسيرة باريس قد تبدأ صباحا ، وسيؤطرها البوليس في الشارع ، وولاية باريس ، و وزارة الداخلية ، ووقفات المغرب ستبدأ على الساعة 18.30 ، ولتنتهي على الساعة 19.30 ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل