|
تقرير الامين العام للامم المتحدة عن نزاع الصحراء الغربية - Le rapport du Secrétaire général des Nations nies sur le conflit du Sahara Occidental
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 18:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرفت الدورة الرابعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة ، تطورات خطيرة تضرب في الأصل أطروحة النظام حول مغربية الصحراء . ان أسباب الخطورة ، ليس فقط في الدول التي تناولت الكلمة امام حضور مائة وثلاثة وتسعين دولة ، وركزت في كلمتها على التشبث بالمشروعية الدولية ، التي عكستها كل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكل قرارات مجلس الامن ، بخصوص فض نزاع الصحراء الغربية ، كالإمارات العربية المتحدة التي وجهت طعنة لأطروحة مغربية الصحراء ، عندما شكرت النظام المغربي ، على مجهوداته لحل سياسي للنزاع ضمن المشروعية الدولية ، وهو موقف يستهزئ النظام المغربي ، من جهة عندما يقدم له الشكر ، ومن جهة ان موضوع الشكر هو حل النزاع ضمن الأمم المتحدة ، وإنّ من يعرف المواقف التي اتخذتها الجمعية العامة منذ 1960 ، والمواقف التي اتخذها مجلس الامن منذ نشوب الحرب في بداية سبعينات القرن الماضي ، ومن خلال تحليل القرارات الصادرة عن الهيئتين ، فإنها تربط حل النزاع بالاستفتاء وتقرير المصير ، طبقا للقرار 1514 المصوت عليه من قبل الجمعية العامة . قلت انّ مكمن الخطورة لا يتوقف عند هذه المواقف ، بل بالرجوع الى التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة ، والذي يعتبر فيه حل قضية الصحراء الغربية ، يبقى هو الاستفتاء وتقرير المصير ، موجها دعوته الى مجلس الامن ، والى أصدقاء الصحراء ، والى مجموعة 24 ، والى اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ، الى الضغط على النظام المغربي ، وعلى جبهة البوليساريو ، من اجل الحفاظ على السلام ، الدخول في مفاوضات ثنائية ، وبدون شروط ، لإيجاد حل يؤدي الى تقرير مصير ( الشعب الصحراوي ) . ان مكمن الخطورة بالنسبة لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة ، علاوة على انه لا يعترف بمغربية الصحراء ، ويعتبر وجود النظام المغربي بمثابة احتلال يجب انهائه طبقا للمساطر الدولية ، فان اكبر خطورة للتقرير هذا ، انه جاء غداة انعقاد دورة قادمة لمجلس الامن في أكتوبر المقبل تخص نزاع الصحراء الغربية . فالتقرير يمكن اعتباره بمثابة دعوة مفتوحة الى مجلس الامن ، لاتخاذ التدابير الضرورية على ضوء القرارات الدولية ، والدعوة لا تلزم مجلس الامن بالتقيد بخيار خارج خيار الاستفتاء وتقرير المصير . لكن من خلال الرجوع الى نص الكلمة التي القاها الأمين العام ، ومن خلال التمعن في حيثياتها ، سنلاحظ ان السيد أنطونيو گتريس يعتبر ان الصحراء غير مستقلة ، لأنها لا تتمتع بالحكم الذاتي ، وهنا نسائل ، والسؤال موجه الى الأمين العام ، هل الامر يتعلق بالنسبة لنزاع الصحراء الغربية ، بحل الحكم الذاتي ، ام انه يقصد أشياء أخرى لا يدرك كنهها غير السيد گتريس ؟ ثم كيف يمكن الجمع بين حل الحكم الذاتي الذي اعتبر السيد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره ، انّ الصحراء تفتقده ، وبين الاستفتاء كحل للصحراويين في التعبير عن ارادتهم واختيارهم ؟ وهنا ، ألا يشير السيد الأمين العام عندما يتكلم عن الحكم الذاتي ، وفي نفس الوقت يتكلم عن الاستفتاء ، الى اتفاق الاطار الذي سبق للمبعوث الشخصي للأمين العام السيد الجميس بيكر ان تقدم به ، وقَبِل به النظام المغربي ، ثم تراجع عنه ، عندما قسم مخططه الى محورين : المحور الأول ، هو منح الأراضي المتنازع عليها ، حكما ذاتيا لمدة خمس سنوات . المحور الثاني ، انه بعد انقضاء مدة الخمس سنوات ، سيخضع الإقليم المتنازع عليه ، الى استفتاء يقرر بموجبه الصحراويون مصيرهم ، سواء بالبقاء ضمن الدولة المغربية ، بعد ان يكونوا قد جربوا الحكم ضمن حل الحكم الذاتي ، او يعلنوا الاستقلال ، وتأسيس دولتهم الصحراوية التي تمثلها اليوم جمهورية تندوف المسماة ب " الجمهورية الصحراوية " . انه نفس الحل كان يخطط له كذلك المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر رووس . فهل ما جاء في التقرير الذي قدمه أنطونيو گتريس الى الجمعة العامة للأمم المتحدة ، ودعوته لمجلس الامن ، ولأصدقاء الصحراء ، و مجموعة 24 ، واللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، هو دعوة لتبني مخطط جميس بيكر بكل حذافيره ؟ وإذا كان السيد گتريس لا يميز بين حل الحكم الذاتي ، وبين الاستفتاء وتقرير المصير ، ويدعو الجهات المختلفة المعنية ، الى تبني مواقف سبق وان فشلت ، سواء برفضها من قبل النظام المغربي ، او رفضها من قبل النظام الجزائري عراب جبهة البوليساريو ، فكيف يمكن الآن التسويق لمشاريع تضرب في الصميم وحدة الشعوب ، ووحدة الجغرافية ، وتطعن في التاريخ ، وفي الإرث الإنساني المتراكم منذ آلاف السنين ؟ وبما ان السيد أنطونيو گتريس تجاهل هذه المرة ، اعتبار الجزائر كطرف رئيسي في النزاع المفتعل ، فهو بذلك يكون قد تخندق الى جانب طرف على حساب طرف آخر ، وهو ما يشكل ضربة للقرار الأخير لمجلس الامن 2486 الذي ذكر الجزائر بالاسم مرات عديدة . ان نزاع الصحراء المركب والمتداخل ، والذي عمر لما يزيد عن أربعة وأربعين سنة ، مقبل على تطورات خطيرة ، ليس بفعل عجز مجلس الامن عن حل اقدم صراع بالمنطقة وفي العالم ، بل ان سبب الخطر ان مجلس الامن ، وبعد ان ينفض يديه من النزاع ، سيحيله على انظار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي ستتخذ فيه قرارات ستضرب في الصميم أطروحة النظام حول مغربية الصحراء ، كما ستشرع لرسم جغرافية جديدة ، وظهور كيانات سياسية جديدة . ان آخر دورة لمجلس الامن عن قضية الصحراء ، ستكون في أكتوبر 2020 ، وبعدها تبقى المنطقة مفتوحة على الحرب ، او على اللجوء الى الاعتراف مباشرة من قبل الأمم المتحدة ب ( الجمهورية الصحراوية ) .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعديل الحكومي
-
الثورة سلسلة -- La révolution est une chaîne
-
الاسلام الشعبي . الاسلام الرسمي . الاسلام السياسي --
-
قضية الصحافية هاجر الريسوني -- Laffaire du journaliste Hajar
...
-
جنسية المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة حول الصحراء
...
-
جبهة البوليساريو وهيئة الامم المتحدة -- Le Polisario et lON
-
فيلم بين اسرائيل وحزب الله -- n film entre Israël et le part
...
-
اللواء جميل السيد -- Le général Jamile Assaid
-
ألاعيب الرباط -- Les magouilles de Rabat
-
ألاعيب طوكيو -- Les magouilles de Tokyo
-
دعوى التخلي عن الجنسية المغربية ، وخلع عقد البيعة من العنق
-
تحليل بسيط لخطاب الملك -- ne petite analyse du discours du R
...
-
الدكتاتور -- Le dictateur
-
القرصنة -- La piraterie
-
جيل السبعينات
-
الاعتقال السياسي
-
الشعب المُفترى عليه
-
إبراهيم غالي يهدد بالحرب ويعتبرها محطة اجبارية
-
لا ثورة بدون ازمة ثورية
-
مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
المزيد.....
-
مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق
...
-
بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا
...
-
الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
-
-وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم
...
-
بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا
...
-
عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر
...
-
خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
-
مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو
...
-
مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|