سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6303 - 2019 / 7 / 27 - 14:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال المعارك الطبقية ، المسترسلة يوميا داخل المجتمع ، تحتدم التناقضات الطبقية ، وتتعمق الهوة السحيقة بين الأقلية الناهبة المُسغلِّة ، وبين الأكثرية المسْتغلَّة
. ومع وصول الصراع الطبقي الى النهاية الفاصلة ، فإن أزمات ثورية تظهر فجأة ، وبشكل قد يعجل في قلب الأوضاع بما يُفرّش البساط الاحمر للدولة الديمقراطية .
وبما ان اية ثورة في امسّ الحاجة الى ازمة ثورية تعجل بإشعال الثورة ، فان اية ثورة تبقى مستحيلة بدون ازمة ثورية .
من مؤشرات الازمة الثورية داخل أي مجتمع او دولة :
1 ) عجز الطبقات السائدة عن الاحتفاظ بالسلطة ، بتخبطها في فوضى السلطة العارمة .
2 ) تفاقم فقر وبؤس الطبقات المقهورة والمسحوقة .
3 ) تركيز الحكم بيد الأصدقاء ، والمقربين الكسالى ، وعديمي التجربة ، والضمير ، و المروءة .
4 ) كثرة النهب والاثراء الغير المشروع ، وتهريب الأموال الى خارج البلاد .
5 ) تعاظم حركة الجماهير ، ورفضها الاستمرار تحت سلطة الطبقة الحاكمة الفاسدة المُغْتصبة للحكم .
6 ) فقد النظام للبوصلة ، وتخبطه العشوائي كالناقة التي لا تبصر ليلا .
7 ) اعتقال وسجن المعتقلين السياسيين ، ومعتقلي الرأي ، ومعتقلي لقمة العيش ، واعتقال وسجن المثقفين ، والطلاب بمحاضر بوليسية مزورة ، لإسكات صوت الرفض ، وصوت فاضح الفساد .
8 ) سرقة البوليس للدولة ، وبوْلستها ، لتصبح دولة تدمير وخراب ، لا دولة بناء وتعمير .
9 ) كثرة الحركات الداعية للانفصال ، وكثرة الحركات العرقية والاثنية .
10 ) انتشار الظلم والطغيان ، وغياب العدل والقانون ، واطلاق يد البوليس للفتك بالشعب و بقواه الحية ، ومثقفيه .
......لخ .
لكن رغم هذه العناصر الدالة على قدوم التغيير ، فان الثورة لا ، ولن تنفجر ، إلاّ إذا أُضيف الى كل هذه العوامل ، العامل الذاتي . واعني به الطبقة الثورية الموحدة ، القوية ، واحزابها ، وتنظيماتها الثورية الصلبة ، المُحْكمة ، والتي تنجح في لف الجماهير الشعبية العريضة حولها ، وحول قيادتها في النضال الثوري .
ان نضوج الوضع الثوري يتطلب نضوج الأداة الثورية ، ضمن جبهة وطنية ، تقدمية ، ديمقراطية ، او كتلة تاريخية ، جماهيرية ، شعبية ، تضم كل قوى التغيير ، مع رفض الاقصاء والابعاد ، أي تحويل الصراع الاستراتيجي الى ثانوي ، والثانوي الى استراتيجي ، وتحول الصراع الاستراتيجي الى صراع طبقي .
ان نضوج الوعي ، والوضع الثوري ، يتطلب نضوج الأداة الثورية المُتماسكة ، القوية ، الهادفة ، وبدون هذا النضوج الثوري والقناعة الثورية ، يستحيل نجاح الثورة ، واية ثورة ، و نتائج ما سُمّي بالحراك العربي غير خافية على البال .
عندما توجد الازمة الثورية ، فهي تهز المجتمع من اسفله الى قمته ، من علاقاته الإنتاجية ، الى أفكاره ، ومؤسساته المختلفة .
ان الازمة الثورية هي قبل كل شيء : حركة شعبية جماهيرية ، عميقة وقوية ، لأنها تحدد وترسم نهاية حقبة وبداية أخرى .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟