أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الشعب المُفترى عليه














المزيد.....

الشعب المُفترى عليه


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب المُفْترى عليه
منذ ان نما وعينا بالعمل السياسي ، ونحن نسمع الجميع يردد كلمة شعب ، حكاما ومعارضين .
لكن هل من قيمة للشعب لدا مستعملي كلمة شعب ، ام انهم يستعملون الكلمة في التوظيف لبلوغ اهداف ومصالح ذاتية ، لا علاقة لها اطلاقا بمصالح الشعب ؟
الجميع يتظاهر بانه مع الشعب ، وانه من وسط الشعب ، وان ما يؤرقه ويشغل باله هو الشعب . لكن السؤال : من فوّض لهؤلاء التحدث باسم الشعب ، ومن فوض لهم حق الدفاع عن الشعب ؟ هل نصبوا نفسهم كمتطفلين ما دام ان استعمال كلمة شعب ، تجلب الخير والنعيم ، وتسهل تغيير المواقع من العسر الى اليسر ؟
فبالنسبة للمعارضة ، وكل من يدعي المعارضة ، فهو يدعي انه يعارض من اجل الشعب ، وبالنسبة للحكم ، واي حكم فهو يدعي انه يمارس القمع ، مرة باسم الشعب ، ومرة للدفاع عن الشعب .
لكن هل حقا انّ من يعارض نظام من الأنظمة ، هو يعارض من اجل الشعب ؟ .
وهل حقا انّ أي نظام عندما يجثم على المجتمع ، ويمارس القمع والدكتاتورية ، هو يفعل ذلك باسم الشعب ، وللدفاع عن الشعب ؟
والسؤال بالنسبة لكلا الجانبين اللذين يتظاهران بالدفاع عن الشعب ، هل حقا ان ما يقومان به من بهلوان ، هو من اجل الشعب ، ومن اجل مصلحة الشعب ؟
لكن هل الشعب واي شعب ، هو على ادراك بان ما يسمى بالمعارضة ، هي تعارض من اجل الشعب ، وان وجود النظام ، واي نظام ، هو من اجل مصلحة الشعب ؟
منذ الخمسينات من القرن الماضي ، وكل الصراعات بين المعارضين وبين النظام ، كانت تجري باسم الشعب ، كما ان كل الصراعات الداخلية التي انتهت بالانشقاقات ، كانت تحصل باسم الشعب .
ورغم ان الشعب هو المُغيّب في كل هذه الصراعات ، فطالما انساقت بعض فئاته لهذا الجانب ، وانساقت اخرى لذاك الجانب ، لكن رغم الانسياق الاعمى أحيانا ، والانتهازي أخرى ، فهو كان يوظف ويستعمل في الصراع ، لا لبلوغ مصالح الشعب ، او تحقيق ذاتيته ، لكن كان يوظف لخدمة مصالح المعارضين بالنسبة لبعض الفئات ، وخدمة مصالح النظام بالنسبة لأخرى .
وبقدر ما كان تغتني المعارضة التي تعارض باسم الشعب ، ويغتني النظام الذي يقمع باسم الشعب ، بقدر ما يتم الإجهاض على حقوق الشعب ، وبقدر ما كان يغتني الطرفان معارضة ونظام ، بقدر ما تزداد الهوة مع الشعب ، وبقدر ما يزيد فقر الشعب .
فكم اطربت شباب الستينات والسبعينات ، سمفونية كلمات ، من قبيل الشعب والجماهير الشعبية ، وهم يرددونها بحناجر مبحوحة ، لكن دون وعي ولا ادراك ، بان تلك السمفنونية كانت تلحن لواقع آخر ، لا علاقة له لا بالشعب ، ولا بالجماهير الشعبية .
لقد دخل الشباب السجون باسم الدفاع عن الشعب ، وتمادى النظام في البطش باسم مصلحة الشعب ، والى الآن لا تزال السمفونية تردد من قبل المنادلين الجدد المعتقدين دفاعهم عن الشعب ، والى الآن لا يزال الجميع يضحك على الشعب ، ولا تزال كلمة الشعب توظف ، لرمي الطعم مرة ، وللوصول باسم الشعب مرة .
لكن الى متى سيظل الشعب ، واي شعب ضحية هذا الاستعمال المقيت الذي يوظف الشعب ضد مصلحة الشعب ؟
الم يحن الوقت لكي يقول هذا الشعب ،كفى كفى من الضحك على الشعب باسم الشعب ؟
كل الجماعات والأشخاص التي استخدمت مصطلح الشعب للدفاع عن الشعب منذ سنة 1959 ، وكل الظواهر التي جاءت من بعد ، اغتنت منذ تلك الفترة باسم الشعب ، والحربائيون الذئاب المفترسة ، تجار الدين ( حزب العدالة والتنمية ) ، استعملوا منذ 2011 مصطلح الشعب لخوض نزال باسم الشعب ، وعندما وصلوا انقلبوا على الشعب ، وغرقوا في خدمة مصالحهم الشخصية باسم الشعب المغيب والمفترى عليه في هذه المسرحية المفضوحة .
هكذا ستتحد المعارضة باسم الشعب ، والنظام الذي يقمع باسم الشعب ، للدفاع عن الشعب ، معاً في خندق واحد ضد الشعب ، فيصبح الجميع معارضة ونظام ، ضد الشعب ، وباسم الشعب .
لا مفر من مقاطعة المسرحيات الانتخابية التي تدخلها ، ولا أقول ( تتبارى من اجلها ) ، المعارضة المزيفة التي تتلاعب باسم الشعب ، وتتظاهر بالدفاع عن مصالح الشعب ، حتى عندما تصل ، تنقلب الى ضد الشعب ، باسم الشعب المُغيّب والمفقر ، والمفترى عليه في هذه الديمقراطية المغشوشة .
فبدون الدستور الديمقراطي ، فان اية مشاركة في اية مسرحية ، هي خدعة واكذوبة على الشعب ... فالى متى سيستمر العبث باسم الشعب ، والكذب باسم الشعب .. ؟



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيم غالي يهدد بالحرب ويعتبرها محطة اجبارية
- لا ثورة بدون ازمة ثورية
- مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
- الشعب المغربي -- le peuple Marocain
- حيّا على الثورة ، وحيّا على الثوار
- Est ce la ( gauche) va gouverner هل سيحكم ( اليسار ) ؟
- قرار تاريخي لملك المغرب ( منع رجال الدين من السياسة )
- حزب من اجل الجمهورية المغربية
- العلمانية والديمقراطية ( 3 ) La laïcité et la démocratie
- La laïcité : العلمانية ( 2 )
- العلمانية – اللاّئيكية ( 1 ) La laïcité
- جبهة البوليساريو في مفترق الطرق
- أية نكسة اصابت الجمهورية الصحراوية ؟
- تناقضات النظام المغربي
- L’échec de l’autonomie interne – فشل الحكم الذاتي
- في أسباب هزيمة يونيو 1967
- بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي
- لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
- La visite du conseiller principal du président Donald Trump ...
- شروط الإمام المفتي في السعودية


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي لـCNN: -كل شيء على الطاولة- للرد على ...
- بالصور: عام من الحرب في غزة
- غرق سفينة نيوزيلندية قبالة جزيرة ساموا.. وهذا هو مصير 75 شخص ...
- بوندسليغا.. مرموش يهدي فرانكفورت تعادلا ثمينا أمام بايرن
- الإمارات تطلق حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني
- تدمير سفينة أوكرانية محمّلة بالذخيرة قادمة من أوروبا
- -يدعم محور الشر-.. نتنياهو يرد مجددا على ماكرون بعد دعوته لح ...
- تونس.. إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية
- -حماس-: -طوفان الأقصى- ستؤسس مرحلة جديدة للقضية الفلسطينية ...
- ماكرون لنتنياهو: حان الوقت لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الشعب المُفترى عليه