فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 10:05
المحور:
الادب والفن
الإثنين 21 / 10 / 2019
أنا المخطوفة من زهرة الألم...
أجِدُنِي خارج اللغة
أُهَمْهِمُ في الصمت...
أن المنفى داخلنا
وليس هناك ...
قذائف اللعنة تواري
جثث السماوات....
الفراغ يتآكل في شظايا الذاكرة
ويُفْصِحُ عن جرائم الشرف ...
شرف المرآة
على سَبَّابَةِ امرأة...
ترى وجهها مشقوقا
بحب الوطن...
و أصابعها تسبح
لإله التراب...
أَنْتَعِلُ الوطن هاوية...
دون إسمه
أتنفس اللاإكثرات
في قلعة الموت...
أرى شعبا خارجا من جماجمه
يدخل العدم...
ويمزق الهوية على هواة الألم
يخذلنا دمهم...
في مدن تجثو على الدم
من هيكل عظمي...
فر من أصابعي
لِيَفْتِلَ الصمت في علبة الصبر...
أخلع وجهي من طُرَّةِ الدمار...
لنقول :
لم يَكُنْ قضاء وقدرا...
أستبيح الزغاريد في سُبْحَةِ
ضَلَّتْ طريق البلد...
عَلِقَتِ الأَلْسُنُ
كلما رفرفت في ضوئها
الفراشات....
كلما استشهد طفل أو طفلة...
ينام الحلم
في ثقوب الناي فلا يغني...
ما مات وطن ترفعه الأمهات
في ضفائر الرضاعة...
و الموت على النهد أنقى...
من موت العشب...
وعلى حافة الرقص...
يشهد العالم سُونَتْرَا الدم
على الصهيل الموجع...
هنا / هناك/ هنالك
مساحات تشهد أن الحياة
مربعات حمراء...
وأن الحرب مكعبات ألم....
وعلى الحصى وجه مكتوب :
أول الوطن آخر الوطن وتر وتر...
بين الأوتار سهم مقَطِّبٌ ....
مسح عنه نغما
التبس عليه الحَظُّ والخَطُّ...
في نافورة المَغْنَى
كَبَّلَتِ الزئير في مسطرة...
وضعت على الزَّانَةِ جثة
ترتب صوتها ...
على خيط الرحيل
تنشد :
مَدَدْ...مَدَدْ...!
في رغوة الريح مشنقة...
وفي برج الغد
رجل يكتب صدره :
أحس كأنَّ الوطن أراه لأول مرة ...
أحس كأن الوطن أراه لآخر مرة...
فاطمة شاوتي
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟