أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كتالونية انفصال ام استقلال ؟














المزيد.....

كتالونية انفصال ام استقلال ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتالونية انفصال ام استقلال ؟ – La Catalogne Sécession ou indépendance ?
هل يوجد في القانون الدولي ما ينص على الاستفتاء وتقرير المصير ؟
نعم انّ من بين المبادئ الأساسية للقانون الدولي ، التنصيص على تقرير المصير ، بواسطة الاستفتاء ، ليقرر شعب من الشعوب مصيره .
لكن هل الأمم المتحدة عند تعاملها مع تقرير المصير بواسطة الاستفتاء ، اعتمدت النص كشكل ، ام تعاملت معه كمضمون ؟
وبالرجوع الى القانون الدولي ، خاصة في المادة المتعلقة بتقرير المصير ، سنجد ان محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ، تحرص دائما في قراراتها واستشاراتها ، على تأكيد تقرير المصير في كل احكامها ، حتى ولو كان هذا الحق بالنسبة لحالات خاصة ، هو حق يراد به باطل .
لكن بالرجوع الى المبادئ العامة للقانون الدولي ، فان لحق تقرير المصير مفهوم خاص ، تركب عليه العديد من الجهات لتحريفه عن هدفه ، وعن منطوقه ، أي ان فهمها لمفهوم تقرير المصير في القانون الدولي هو فهم ضيق ، يزيغ عن ما تسطره المبادئ العامة للقانون الدولي لهذا الحق .
وبالرجوع الى اصل النص المحدد لحالات تقرير المصير بواسطة الاستفتاء ، نكاد نلحظ تحديدا دقيقا للحالات التي تخضع للاستفتاء وتقرير المصير ، وهي واضحة وجلية ، تخص أراضي الشعوب التي تخضع للاستعمار ، ، او أراضي الشعوب الخاضعة للحماية الدولية ، وهو ما يتنافى اطلاقا مع حالة كتالونية La Catalogne ، كما يتنافى مع حالة Les Flamands , Wallons , Bruxellois ، ويتنافى مع حالة L’Écosse ، وحالة La Corse … ect
وبالرجوع الى لينين Lénine الذي افرط في الإشادة بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، فهو قصد بذلك الشعوب الخاضعة للاستعمار الأجنبي والمباشر ، ولم يقصد بذلك تثبيت الانفصال ، والتجزئة للدول ، بدعوى ان حق تقرير المصير يدخل ضمن المبادئ العامة للقانون الدولي .
لذا فان شروط تقرير المصير ، كما يفسرها ، ويحددها القانون الدولي ، لا تنطبق بتاتا على الحالة الكتالونية La Catalogne ، لان الإقليم لا يخضع لاحتلال اجنبي ،او لاستعمار اجنبي ، بل ان الإقليم يدخل ضمن الدولة الاسبانية التي تتميز بتعدد اللغات ، وتعدد الخصوصيات التي ينفرد بها كل إقليم عن غيره من الأقاليم الأخرى ، لكن هذا التمايز والخصوصية المحلية ، لا تبرر اطلاقا للكتالونيين Les Catalans ، أي حق لتقرير المصير المؤدي الى اضعاف القومية الاسبانية للشعب الاسباني ، التي تعلو على القومية المحلية ، كالقومية الباسكية ، والقومية الكتالونية ...لخ ، كما ان العملية في لُبّها ، واصلها ، هي سياسية ، لذا فهي لا تعني الاستقلال ، بل تعني الانفصال عن الدولة الام ، لان حالات ، وشرط الاستقلال كما يحددها القانون الدولي ، هنا منعدمة بالنسبة للحالة الاسبانية .
وبالرجوع الى القوانين المختلفة للدول الديمقراطية ، كالقانون الاسباني ، والقانون البلجيكي ، والقانون الإنجليزي ... ، سنجد كل هذه القوانين تنصص على التمايز المحلي للأقاليم ، مع ما يتبع ذلك من احترام حقوق الشعوب ، كاحترام اللغة ، والعادات ، والتقاليد ، لكن كل ذلك يتم ضمن الدولة الديمقراطية الغير الشوفينية ، والغير الفاشية ، أي الدولة المنفتحة على جميع شعوبها ، دون اقصاء ودون تمييز ...
فهل اسبانيا ، او بلجيكا ، او إنجلترا ... لخ ، هي دول فاشية ، عنصرية ، تنتصر لشعب معين ، دون غيره من الشعوب الأخرى المكونة للدولة ؟
في جميع الدول الديمقراطية ، التي تساوي بين مواطنيها ، وكل شعوبها ، ضمن الدولة الواحدية ، كالاتحاد الاسباني ، فان أي دعوة لتقرير المصير ، هي دعوة للانفصال ، ولا علاقة لها بالاستقلال ، كما يسطر ذلك القانون الدولي ، لان كل مكونات الدول الديمقراطية ، كإسبانية ، وبلجيكا ، وانجلترا ، لم تخضع لاستعمار اجنبي دخيل ، كما لم يسبق لشعوبها انْ خاضت حروب تحرير للاستقلال عن الدولة الام .
ان انشاء اتحادات الدول الاوربية ، كان استجابة للشعوب التي انتصرت لوحدة القومية العامة للدولة ، على حساب القوميات المحلية التي ظلت ضمن الاتحاد الاسباني ، والبلجيكي ...لخ تحتفظ بكل خصوصياتها ، من لغة ، عادات ، تقاليد ...لخ
ففي الدول الديمقراطية الحقيقية ، الانفصال مرفوض ، وما يسمى بالاستقلال معدوم ، لعدم توفره على شروط تقرير المصير كما يحددها القانون الدولي في مبادئه العامة ..
لذا يمكن ان نتفهم ، نوع الملكية البرلمانية الاسبانية ، التي تختلف عن الملكية البلجيكية ، والهولندية ، والسويدية ...لخ ، حيث للملك الاسباني كلمته الأولى والأخيرة ، في القضايا الاستراتيجية التي تهم الاتحاد الاسباني ، كالانتصار للوحدة ، وللدولة ، على حساب الاطماع الضيقة المضرة بوحدة الدولة ، ووحدة الامة الاسبانية ، كما يمكن ان نتفهم دور الجيش الذي ظل متمسكا ، ومتشبثا بالوحدة ، ولم ينزلق الى صبيانية جيوش الدول الدكتاتورية ، التي سرعان ما تتأثر بالانقسامات التي تغديها الأعراق، والاثنيات التي كانت تُكوّن الدولة ، كالسودان ، وجنوب السودان مثلا ...
وما اضعف الانفصاليين الكتالونيين ، انهم اصبحوا محاصرين في قعر دارهم ، وذلك عندما اصبح الشارع يعج بمظاهرة للانفصاليين ، وبجوارها مظاهرة أخرى اكثر قوة للوحدويين من الكتالونيين .
لقد امتنعت دول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، والصين ، وكل العالم على مساندة انفصال كتالونية ، خاصة وان الشعارات السياسية التي تم ترديدها ، كلها كان مطلية بالعنصرية والفاشية ، وهي الدعوات المرفوضة أصلا من كل الدول الديمقراطية ..
لقد فشل انفصال كتالونية ، وانتصرت وحدة الاتحاد الاسباني ، ووحدة الامة الاسبانية ، التي تعلو جميع القوميات المحلية ، المكونة للاتحاد .




#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستاذ محمد الساسي يحمل النظام ، والاحزاب مسؤولية الازمة ال ...
- تحليل خطاب الملك بالبرلمان
- النظام السياسي الإيراني
- العربان -- Les Arabes
- الدكتاتور . المستبد . الطاغية
- تجار اللحم البشري
- فرنسا صديق حميم للمغرب
- النائب البرلماني عمر بلفريج
- مجلس الأمن -- Le conseil de sécurité
- تقرير الامين العام للامم المتحدة عن نزاع الصحراء الغربية - L ...
- التعديل الحكومي
- الثورة سلسلة -- La révolution est une chaîne
- الاسلام الشعبي . الاسلام الرسمي . الاسلام السياسي --
- قضية الصحافية هاجر الريسوني -- Laffaire du journaliste Hajar ...
- جنسية المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة حول الصحراء ...
- جبهة البوليساريو وهيئة الامم المتحدة -- Le Polisario et lON
- فيلم بين اسرائيل وحزب الله -- n film entre Israël et le part ...
- اللواء جميل السيد -- Le général Jamile Assaid
- ألاعيب الرباط -- Les magouilles de Rabat
- ألاعيب طوكيو -- Les magouilles de Tokyo


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كتالونية انفصال ام استقلال ؟