إقتراح بفتح حوارا حول ، تنازع الهويات ..!

هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 09:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

في الدول والشعوب العربية والاسلامية عامة والشعب العراقي خاصة هناك ما يشبه الضياع أو الصراع بين الهويات الثلاث وأحيانا الاربع ، الطائفية ، القومية، الدين ، الوطنية ، فالفرد الشيعي عند الشيعي يتقدم على السني ، والعكس صحيح أيضا وهذا ما يجري حاليا في العراق بصورة واضحة جلية ،والعربي يتقدم على غير العربي ، والمسلم أو المسيحي مثلا ، يتقدم على غير المسلم أو المسيحي ، وأخيرا العراقي يتقدم على غير العراقي ، طبعا بإستثناء العلمانيين والديمقراطيين الوطنيين .
وبعض القوميين أو المتاجرين بالقومية يتقدم عندهم العربي المصري أو السوري أو في أي بلد كان على العراقي ، كما رأينا في شعاراتهم ومنها " نفط العرب للعرب ..!!" وليس نفط العراق للعراقيين ، ودون ذكر شيئا عن رفع الظلم والغبن على الفلاح العراقي الكادح الذي كان يعمل كالعبد لدى الاقطاعي ، بل طالبوا توزيع نفط العراق مجانا الى العربي في مصروالسودان وموريتانيا وجيبوتي! بل أينما وجد العربي يعطى له حصة من نفط العراق ، قبل العامل العراقي وساكن الصرائف الطينية ، والمتسكعين دون عمل ، وطالبوا بتحرير فلسطين!! قبل تحرير الشعب العراقي من الثالوث البغيض الفقر والمرض والبطالة .!والغريب العجيب أن القومي أو المتاجر بالقومية ،في الدول العربية الاخرى غير العراق ، يتاجر بقوميته لمصلحته ومصلحة بلده ، بعكس تماما ما رأيناه في المتاجر القومي العراقي .
. ومثلا لم يطالب المتاجر الاول بالقومية العربية عبد الناصر ب" قناة السويس أو القطن المصري للعرب جميعا !!! وما يصح بالنسبة الى المتاجرين بالقومية العربية ، يصح وينطبق تماما لدى العراقي المتاجر بالطائفية أو الدين وهكذا .
أعتقد أن هذا داء بل وباء ينخر في جسد العراق ، لاسيما وإنه كالمريض في دور النقاهة ، يحتاج الى عناية مركّزة ، وليس كلاما معسولا أو عبارات تطمينية .
إن المعالجة المستعجلة والانية تقع على عاتق القادة السياسيين ورجال الدين الذين هم مع الاسف يساهمون في تأجيج هذه النعرات الطائفية والقومية والدينية بشتى الحجج الواهية ، والدستور العراقي الجديد جاء تثبيتا وتأكيدا على التفرقة الواضحة الجلية بحجة أن الفئة الفلانية تعرضت على الظلم أكثر من غيرها ، مختصرين التاريخ العراقي منذ تأسيس الحكم الملكي ، بل من آلاف السنين بحادثة أو حادثتين ، متناسين ما قدمه الشعب العراقي من ضحايا وشهداء على أيدي أفراد من كل الطوائف والقوميات والاديان ، أو بعبارة إخرى على أيدي الرجعية الدينية كالحكم العثماني والذي كان حكم الخلافة الاسلامية والقومية الشوفينية .

كل الشعوب المتطورة في أوروبا وأمريكا ، كان من عوامل تطورها العلمي والاجتماعي ، بتخلصها من النعرات الطائفية والقومية ، فشعوب الامريكيتين
هم من أصول وطوائف وأديان مختلفة متباينة ، كلها أنصهرت في بودقة الوطنية ، مع الاعتزاز كل بقوميته أو طائفته أو دينه ، والاعتزاز غير التعصب وغير التعالي وغير إستغلال الغير بحجة أنه كان مظلوما ، علما بأن ليس من حق المظلوم أن يظلم بل أن يزيل الظلم على الغير .
والمهمة الثانية والأكثر أهمية وفعالة هي في مناهج التربية والقائمين عليها ، عيلهم مسؤولية تاريخية أمام الشعب والاجيال القادمة ، وبعكسه ستصيبهم اللعنات التي لاترحم .

وحيث اني لا أجد في نفسي الكفاءة والاهلية الكافية لبحث المشكلة بكل تعقيداتها ووضع حلولا لها ، لهذا أقترح فتح حوارا موسعا معمقا ، يلم بكل جوانب القضية ، بأسبابها ومعالجاتها. لكونها – برأي – قضية ساخنة تمس تقدم العراق وتطوره ، وهو الهدف الذي يسعى اليه كل المخلصين للعراق وشعب العراق في هذا الزمن الصعب .

#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل