أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمز كوهاري - كيف ومتى بدأ ..تسيس الدين في العراق 5















المزيد.....

كيف ومتى بدأ ..تسيس الدين في العراق 5


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسيس الدين في العراق ...؟
[ 5 ]
مرت السنوات من تأسيس الدولة العراقية في سنة 1921 وحصل العراق على عضوية عصبة الامم المتحدة في 1932 ، وكان في هذه الفترة مستشارون إنكليز في أكثر الوزارات ، وفتحت المدارس للبنات ، ونوادي للانكليز ، وبدأت خلايا الحزب الشيوعي العراقي منطلقة من الجنوب وبالتحديد من الناصرية والبصرة معقل الشيعة ومناطق التي ثاروا الائمة فيها محرضين الناس ضد الدخيل الاجنبي " الكافر " !! حتى طالبوا من تركيا العودة لإحتلال العراق وطرد المحتل الكافر! دون الالتفات الى ما جاء به هذا المحتل الجديد من مظاهر الحضارة ، كما بدأت الحلقات الماركسية في بغداد وبالاخص في باب الشيخ وتوزيع النشرات بأسم الحزب الصريح ، بالاضافة الى تنظيمات أخرى كتنظيم الاهالي في بغداد ،

ثم مقتل الملك غازي بحادث سيارة ، وقيل أنه كان مدبرا من قبل نوري السعيد والسفارة البريطانية لأنه أظهر عداءا واضحا ضد الانكليز معتمدا بذلك على الوعود التي قدمتها له ألمانيا النازية .

ولم يحرك رجال الدين ساكنا بإعتبار القتيل أحد أحفاد الملك حسين شريف مكة ، ولكن إنتفض بدلا عنهم الضباط القوميون ، بالانقلاب الذي قاده العقداء الاربعة ولم يكن إتجاههم ديني ، بل كان قوميا متطرفا ، ومعاديا للانكليز ، وخاضوا حربا ضد الجيش البريطاني في قاعدة الحبانية، وكانت أقرب الى " لعبة عيال " كما يقول المصريون ، من الحرب او المعركة ، وحسب وصف الجنود العراقيين الذي إشتركوا فيها فعلا .حيث لم يكن يملك الجيش العراقي الناشئ غير الرشاشات الخفيفة وربما عدد من المدافع مع عتاد محدود ، عدا سلاح الشعارات القومية الصبيانية ، فإعتقدوا بهذا أنهم يهزمون الامبراطرية البريطانية التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها ونفوذها من إيرلندا حتى الصين وجنوبي شرق آسيا ، ويؤسسون إمبراطورية عربية من الخليج الثائر الى المحيط الهادر على حد قول القموميين العرب !!.

ربما فاتهم إستغلال رجال الدين في تحريض بسطاء الناس ضد المحتل " الكافر " كما حدث في ثورة العشرين ، لأنهم أرادوها حركة قومية خالصة تستند على بعض الضباط العروبيين من جهة ومن جهة ثانية كانوا يعتمدون على وعود ألمانيا النازية ، أما رجال الدين فكانوا يعتبرون هذا إحلال محتل" كافر " بدل محتل" كافر" آخر .

رجع نوري السعيد الى السلطة وعبد الاله الوصي على عرش العراق وإنتقموا من العقداء الاربعة بإعدامهم ، ومهما يكون تصرف أولئك العقداء الاربعة ، فإن ذلك كان إهانة للجيش العراق وخلق حقدا على الوصي ونوري السعيد بالذات .

وحيث أن بريطانيا كانت تقود جبهة الدول الديمقراطية ضد دول المحور ، أعتبر العراق مساهما في الحرب بموجب معاهدة 1930 في مجال تقديم التسهيلات اللازمة ، والسماح لمن يريد من الشباب التطوع في الجيش البريطاني ، شكلوا منهم وحدة سميت ب( جيش ليفي)

تميزت فترة الاربعينيات منذ فشل حركة رشيد عالي الكيلاني بإطلاق كثيرا من الحريات الديمقراطية و بنشاط سياسي ملحوظ وتوسع الحركة الحزبية ونمو الاحزاب القديمة وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراق وخاصة بعد إشتراك الاتحاد السوفيتي في الحرب المذكورة و بهذا أعتبر من الحلفاء وتحسنت العلاقات بين العراق والاتحاد السوفيتي ، وإستفاد الحزب الشيوعي من هذا الانفتاح ، فتوفرت الكتب الماركسة وأسست أحزابا علنية كواجهة للحزب الشيوعي العراقي ، مثل حزب التحرر الوطني وحزب الشعب ، وصدرت صحف علنية تتبنى قضايا العمال ونقاباتهم والفلاحين وتظلماتهم والطلبة واضراباتهم إن وجدت بل كانت أيضا واجهة للحزب الشيوعي ، مثل جريدة الاساس لصاحبها شريف الشيخ وجريدة العصور، ،أما جريدة "الاهالي " كانت لسان الحزب الوطني الديمقراطي لم تكن تتردد من قضايا السلم والاشتراكية ، وعرائض وتظلمات العمال والفلاحين ومشاكل الطلبة والقائد الثورية للشاعر محمد مهدي الجواهري والسياب ، حيث كان الاخير شيوعيا آنذاك. ولم يكن في الساحة جريدة قومية سوى جريدة " الاستقلال " الناطقة بإسم حزب الاستقلال ورئيسه " محمد مهدي كبه " إضافة الى جريدة قومية محلية في الموصل ، وكان هناك جريدة " الزمان " لصاحبها ، توفيق سمعان ، كان يطلق عليها جريدة الموظفين والمتقاعدين ، وكثيرا ما كان يكتب إفتتاحياتها الشيخ العلاّمة محمد رضا الشبيبي ، مقالات توجيهية غير دينية علما بأنه كان مرجع للشيعة آنذاك ومعمما. ، كذلك جريدة " البلاد لصاحبها روفائيل بطي وكانت حيادية .
كل هذه التطورات التي حدثت في الساحة السياسية والنشاطات
الصحافية وما أريد قوله هنا ، أننا في زحمة كل هذه التطورات السياسية والصحفية ، لم نشهد تنظيما أو حزبا دينيا ولا جريدة دينية تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية أو تهاجم الاحزاب والصحف العلمانية ، إضافة الى أن بغداد كانت تزدحم بالبارات ومحلات بيع المشروبات و والملاهي ، وكانت بعض القصائد للشاعر جميل صدقي الزهاوي تصل حد الالحاد في العشرينات والثلاثينيات ، لم يعلن أحد هدر دمه ولم تخرج مسيرة أو مظاهرة ضده ، ويؤكد هذا صاحب جريدة " البلاد " روفائيل بطي ، في مذكراته ،فيقول " في سنة 1925 ، دخلت مجلسا كان يضم عددا من الادباء ومن ضمنهم الشاعر الزهاوي وكأنني دخلت مجلسا للالحاد يستهزؤن بنار الآخرة وغيره من المعتقدات الاخرى ..الخ .

إذا كيف ومتى بدأ تدخل رجال الدين بالسياسة أو أقحم الدين ورجاله بالسياسة ومن حرضهم على ذلك، وكانوا أبعد من غيرهم في بقية دول المنطقة . الم يكن المسلمين غيورين على معتقداتهم، مع كل هذه التجاوزات ؟ فقد ألقى الشاعر محمد صالح بحر العلوم وهو من البيوت الدينية المشهورة في العراق قصيدة في الاربعينات رباعية بعنوان (أين حقي...) هاجم فيها رجال الدين بما لم يسبق لأحد من قبله ولا من بعده أن تفوه بمثل ما قاله في تلك القصيدة ومنها ، لا يسعني ذكر الابيات التي تتعلق بالدين ورجاله لأن ،الآن يعتبر ناقل الكفر بكافر أيضا .
لم يثر ضده أيا من الائمة ولا من أتباعهم أو يطالبوا بمعاقبته بل عاقبته حكومة علمانية لا لتهجمه على رجال الدين بل لتهجمه على الحكومة فإعتقلته فورا بعد إنتهائه من إلقاء القصيدة.!

إن نقطة التحول بتسيس الدين وإقحام رجال الدين بالسياسة كانت ،إنتفاضة 1948 الشعبية التي كانت أقرب الى ثورة عارمة من الانتفاضة ، وقد عايشتها وكنت آنذاك طالبا قي الصف الثاني المتوسط ، فقد شملت ، كما يصفها الكاتب " حنا بطاطو " بأكبر ثورة مسلحة في تاريخ العراق، ثورة الجياع والعمال والفلاحين التي بدأها طلبة الكليات منطلقة إحتجاجا على توقيع معاهدة " بورتسموث " كبديل لمعاهدة 1930 ولكن جاءت مخيبة للامال ومن دون الرجوع وإستشارة الساسة العراقيين وخاصة رؤساء الاحزاب .
ولكن كيف ولماذا ...؟ [ يتبع ]



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!سمفونيات في سوق الهرج والمرج
- متى وكيف بدأ ...تسيس الدين في العراق ؟
- على - مرام - تشكيل حكومة الظل
- متى وكيف بدأ --- تسييس الدين في العراق 3
- كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2
- متى وكيف بدأ -- تسيس الدين في العراق
- الحكيم يخشى على الديمقراطية في العراق !!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية ..!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية [2]
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية
- المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمز كوهاري - كيف ومتى بدأ ..تسيس الدين في العراق 5