متى وكيف بدأ ...تسيس الدين في العراق ؟

هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بعد وفاة الملك فيصل الاول في سويسرا 1933 ، توج نجله غازي ملكا على العراق ، كان شابا قليل التجربة والخبرة ، كان الساسة يستغلون ضعفه لتنفيذ مآربهم ، كجريمة إبادة الاثوريين بتحريض من الضباط القوميين العروبيين الشوفينيين وليعتبرونه درسا قاسيا للاقليات الدينية والعرقية و لمن يجرئ أن يعرّض سلطتهم لأي خطر أو حتى إنتقاد ! ، ثم بدأوا يحرضون قادة الجيش الذين قدموا مع الملك فيصل وخدموا في الجيش العثماني الذي كان يعامل الطوائف والقوميات كالمسيحين من الارمن حيث أباد الاتراك بحدود مليون ونصف مليون من الشعب الارمني ولا يستبعد أن يكون ضمن هؤلاء الضباط الذين قاموا بالمجزرة ضباط عراقيين نفسهم الذين حرضوا على إبادة الاثوريين
في سنة 1936 قام الفريق الركن بكر صدقي بإنقلاب عسكري وكان أول إنقلاب عسكري في العراق والبلاد العربية وفرض حكمت سليمان رئيسا للوزارة ، إلا أن قادة الجيش تذمروا من تصرفات بكر الصدقي لأستئثاره بالحكم وميوله الدكتاتورية ، فدبروا مؤآمرة لإغتياله ، فقتل في الموصل في 11/ آب / 1937ن إجبر حكمت سليمان على الاستقالة وتولى رئاسة الوزارة جميل المدفعي ،وكان في هذه الفترة الحزب الشيوعي يزداد في النمو خاصة في أوساط العمال والفلاحين وبالاخص في المناطق الجنوبية والفرات الاوسط ، كذلك جماعة الاهالي ، التي كانت نواتا للحزب الوطني الديمقراطي .
كل هذه الفترة لم نرى أي نشاط لفئات دينية لا كموجهين أو محرضين ، ولا دعوات الى الساسة على وحدة الامة من هذه التطورات .

في أواسط سنة 1939 توفي الملك غازي بحادث سيارة ، قيل أنه كان مدبرا من قبل نوري السعيد والسفارة البريطانية ، للعلاقات التي بدأها الملك الشاب مع المانيا النازية وتحريض الاخيرة على طرد الانكليز ، وكان قد نصب إذاعة سرية في قصره تأجيجا للمشاعر ضد الانكليز . في أيلول من تلك السنة بدأت الحرب العالمية الثانية ، وكان رئيس الوزراء نوري سعيد الموالي للانكليز ،قد قطع العلاقات العراق مع ألمانيا ، في سنة 1940 وتحت ضغط مجموعة من الضباط القوميين ، تشكلت وزارة برئاسة القومي رشيد عالي الكيلاني .

ومن هنا من حقنا أن نتسأل ، لما كان لثوار ثورة العشرين التي إنطلقت من الجنوب وشملت معظم مناطق العراق وبقيادة وتحريض رجال الدين الشيعة ، مطلبين أساسين ، أولهما أن يتوج على عرش العراق أحد أنجال الملك حسين ، شريف مكة إضافة الى إعتبار الدين الرسمي للدولة ، الاسلام .
إذا لماذا لم يثوروا أو حتى لم يتظاهروا ويطالبون بكشف الحقيقة ومعاقبة المسؤولين ، عندما أشيع بأن الملك فيصل وهو نجل شريف ملكة أنه مات مسموما ؟ كما لم أن هؤلاء الائمة لم يثوروا على مقتل الملك غازي نجل الملك فيصل وحفيد شريف مكة ؟ بينما إنتقم الضباط الطامعون بالسلطة من جهة ومن جهة أخرى لمعاداة الانكليز ؟
هل كان الثوار في ثورة العشرين محرَضين من جهة معينة ؟ ولم يُحرضوا للإحتجاج على قتل الملكين فيصل الاول وغازي ؟ أم لم يكونوا راضين من إدارة كليهما للمملكة العراقية ؟ . في الوقت الذي كانت حركة" إخوان المسلمين " في مصر في تنامي ، ولم يؤسس لها فرع أوحزب مشابه لها في العراق ولا حزب ديني آخر .!.
[ يتبع ]

#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل