أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!















المزيد.....

بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تناقلت الصحف العالمية ، بأن المليادير ، بل شيخ الملياديرية في العالم وأثرى
أثرياء العالم - بيل غيتس - تبرع ب [ 28 ] مليار دولار! ، أي بنصف ثروته
الى الاعمال الخيرية . أما كم يساوي هذا بالدينار العراقي ، فأترك الاحتساب
الى القارئ الكريم
وتناقلت الصحف والفضائيات العراقية أن الدكتور الفاضل الجعفري ، أي
رئيس وزراء العراق الذي تأتيه التبرعات " الكدية"! من هناك وهناك نقدا وعينا
تفضل فخامته وتبرع أي تفضل بمكرمة !! بعشرات الملايين من الدولارات
وأخشى من ذكر المبلغ " ربما أكون " غلطان بالنمره "! الى الحجاج ،واكرر
! نعم بعشرات الملايين من الدولارات وليس من الدنانير العراقية
لتسهيل أداء فريضة الحج .! وقبلها الى الموظفين بمناسبة
العيد السعيد .
بيل غيتس – يتبرع من حسابه الخاص وإستقطاعاً من رصيده
والجعفري يتكرم ! من حساب الخزينة وإستقطاعاً من حقوق الناس ، بما فيهم
الايتام والمشردين والعراة والعاطلين ..!
وحسب علمي أن الكريم يكون على حسابه الخاص، وليس على حساب
الغير يكون ، كريما رحيما عطوفا حنونا !!
بيل غيتس ، تبرع للاعمال الخيرية و لمكافحة الفقر والمرض ومرض الايدز ،
وللجامعات والابحاث العلمية لتقدم البشرية ، ومن حقه أن يفتخر ويتفاخر بهذا
العمل الجبار الذي لم يحدث في التاريخ مثيلا له ، وأن يكسب ثوابا لنفسه فقط ..!
والجعفري يكرم الحجاج ، ولم يقل هل هذا ثوابا لجميع الشعب العراقي !؟
لأن كل عراقي له حصة في كل دولار في خزينة الدولة ،(هذا إذا يوجد خزينة
للدولة )، من المسلمين وغيرهم الذين لا يشملهم الحج، أ والمسلمين الذين لا يحجّون .

بيل غيتس – له كل الحق والصلاحية للتصرف بماله وثروته لا يخضع
للتدقيق والمحاسبة ، وثروته أكثر من ديون العراق المتراكمة و تحتاج
هذه الخطوة الى الجرأة بأن يتخلى شخص بهذا المبلغ من حسابه الخاص ..!

الجعفري - لا يملك حق التصرف بأموال الدولة، ولكنه يملك الجرأة اللازمة لصرف
هذا المبلغ .!! لانه المسؤول في تبذير وتبديد أموال الخزينة في فترة
" الهوسه" كما قالها رئيس وزراء العراق في الاربعينيات ، أرشد العمري ، عندما
شكوه من كثرة السلب والنهب من المال العام ، قالها باللهجة الموصلية
"هي سفينة وق ِتغغق ! بقى كل ويحد يجرلو شقلايي وينهزم !! أي شبه العراق بسفينة
شراعية آيلة الى الغرق وكل واحد يسحب عمود من أعمدة السارية وينهزم " أي
أحسن من أن تبتلعها مياه البحر ، ولسان حال الجعفري يقول صرفت هذه
الاموال لأغراض إيمانية ! أفضل من أن تذهب الى القضايا العلمانية أو الالحادية ..!!

وحسب علمي ، أن أي شخص لايتمكن ماليا على تحمل مصاريف الحج أو تكون
تلك المصاريف مستقطعة من معيشة أفراد عائلته ، غير مقبول ذلك الحج ، فكيف
إذا كانت مستقطعة من قوت الشعب المحتاج الى كل دولار ، ويمد يده الى الغير
لطلب المساعدات أو إعفائه من الديون ، وهناك ملايين يطالبون بتوفير الماء النقي
والكهرباء والغذاء وبقية الخدمات الضرورية ، وترد الحكومة وفي مقدمتهم الجعفري ،
بعدم توفر المخصصات اللازمة ..أولعدم كفاية ما تبرعت به الدول ، طبعا لا العربية
ولا الاسلامية !!
وبإمكاني ، أو أي معلق آخر أن يملئ صفحات وصفحات تعليقا ، لهذا " الكرم "
العجيب الغريب في الوضع العجيب الغريب .
إني فقط أسال د. الجعفري من الناحية الحسابية فقط ، هذه المكرمة من أي باب
أو فصل أو مادة أو فقرة من ميزانية الدولة صرفت أو نقلت ؟، وأين الجمعية الوطنية
أو هيئة النزاهة ؟، إلا إذا كان المصوتون في الجمعية من نفس الحجاج .

في إحدى جلسات مجلس الوزراء في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، طلب الزعيم
من وزير المالية محمد حديد ، أن يصرف مبلغ لمشروع خدمي ، لم أتذكره ، قال
له الوزير :" لكن سيد الزعيم من أي باب في الميزانية أصرف هذا المبلغ "؟ أي لم يخصص
في الميزانية باب أو فصل لهذا النوع من الصرف أو المبلغ ، قال له الزعيم:
" من الباب الذي دخلتَ منه الى الوزارة !! " وكان يقصد الزعيم أن المشروع خدمي "
ضروري لخدمة الناس ، فيجب أن نتجاوز بعض قوانين الميزانية ، التي على الوزير
التمسك بها ، وعند الضرورة القصوى، يسن قانون جديد بإضافة المبلغ المذكور الى
الميزانية . إضافة الى أن الزعيم لم يتجاوز صلاحية الوزير الذي عينه هو ، بالصرف
المباشر ، بل طلب من الوزير المختص القيام بذلك، إحتراما للوزير وللقوانين .
وبالمناسبة ، أن إضافة مبلغ للميزانية العامة يكون بسن قانون ، كما مر ذكره، من قبل البرلمان ،
ومناقلة من باب الى باب بقرار مجلس الوزراء ومن فصل الى فصل بموافقة
وزارة المالية ومن مادة الى مادة بموافقة الوزارة المختصة وهكذا. بإعتبار أن الميزانية
صدرت بموجب قانون صادق عليه البرلمان ، ثم مجلس الوزراء ثم الرئاسة ، وأن أي تغيير
فيها يعني تعديل قانون ، ومعلوم أن البرلمان هو المخول بتعديل القوانين .

ونسأل الدكتور الجعفري، هل سيكون هذا الكرم ، الباب التي ستدخل منه أو بواستطه
رئاسة الوزارة مرة ثانية ، أشك في ذلك .
المهم في هذا أرجو أن أؤكد للقارئ الكريم أن إعتراضي ليس لنوع الصرف فقط
بل لاسلوب الصرف أولا ، وعلى الجمعية الوطنية أن تسن قانون بمنع التبرع أو
الاكراميات على حساب المال العام بأسماء المسؤولين ، من رئيس الجمهورية حتى
الملاحظ ، سواء كانت نقدا أو عينا ولأي فئة كانت أو أي غرض كان ، وإنما تصرف
وفق أصول وقواعد المحاسبات العامة ، ومن يريد أن يكرم الغير ، فليكرمه من حسابه
الخاص ، لا أن يكون سخيا كريما رحيما !! على حساب الشعب ! أو المال العام ، إلا
"إذا أرادوا العودة الى عهد الخلفاء ، حيث كان يأمر الخليفة وزيره " أعطوه ألف درهم ٍ"

ويعلق الكاتب الكويتي د. أحمد الربعي ،الذي إشتهر بقول الحق، وكشف الحقيقة
والنقد البناء دون مجاملة وإلتواء.. على تبرعات – بيل غيتس السخية- في جريدة
" الشرق الاوسط " ويقول:

" لو كان بيدي لعلقت هذا الخبر على بوابات المدن العربية،الممتدة من البحر الى البحر......"!!
ويضيف ، " ولوزعته مع دفاتر الاطفال في المدارس، ووضعته على طاولات
الافطار في كل بيت ولأرسلته لكل الذين يخطبون في المساجد والذين يعلمون في المدارس ،
هذا الخبر مفرح للانسانية ، أن يتبرع إنسان بنصف ثروته من أجل الابحاث العلمية
ومن أجل الجامعات ومن أجل المحتاجين ....."
ويستمر : "هذه الامة التي تمتليء منابر مساجدها وشاشات تلفزيوناتها بالخطب والوعظ
عن الخير " ويكتب صفحة كاملة في المقارنة بين خير امة أخرجت الى الناس ،
مع خير من تبرع للناس !! ويختتم مقاله بعبارة مؤثرة لمن له شعور تجاه
"بلده وشعبه ويقول :" بيل غيتس .. شكرا لقد أحرجتنا ...!!

ومن المؤسف لم يطلع أو يسمع الكاتب بمكرمة د. الجعفري التي تفوق أهميتها
أهمية تبرع –بيل غيتس – لأن مكرمة الجعفري كانت لإنقاذ ألاف الناس من نار
جهنم ..!! بينما تبرعات –بيل غيتس – فقط لإنقاذ المرضى وقد يصيبهم المرض مرة
ثانية وخاصة من مرض الايدز ! ، المرض الذي أصابهم من سوء تصرفاتهم !! وعدم
تمسكهم بالاخلاق الفاضلة ! والسيرة الحسنة !.تلك الاخلاق التي قد يتصفون بها الحجاج
الذين أدوا فريضة الحج بفضل مكرمة فخامة السيد رئيس الوزراء .

إلا إذا كان غرض الدكتور كما أظن ، ولو بعض الظن إثمن ، رشوة إنتخابية
لأن لعبة النار والشيطان ... لم تعد تفيدهم لإحتلال هذا المكان ، بعد كل هذا
التذمر والاحتقان .!!



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!
- الى السيدالرئيس ..مام جلال ،..ثمّ إغسل يديك مثل ما فعل -بيلا ...
- !! لنا ..الدنيا ولكم الآخرة
- قصيدة :أطفال العراق في العيد
- قصيدة: شعب العراق إنهض!!
- [2].....الدستور الشريعة
- الدستور..والشريعة
- قصيدة - أسفي على عراقِ
- حقوق المرأة ...منوأد البنات ..الى وأد الحريات..!!
- الماركسية.. خدمت الانسانية أكثر من أي مبدء آخر
- الديقراطية..من يعارضها ويحاربها .. ولماذا ؟
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في الوطن العربي
- الدستور .. المحتوى ....والتطبيق !
- الدستور
- متى كان أبو هذه السنانير شمّاعا!!؟؟
- لنستعد للانتخابات القادمة : الاستفتاء في الهواء الطلق ..!! أ ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!