أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الديقراطية..من يعارضها ويحاربها .. ولماذا ؟















المزيد.....

الديقراطية..من يعارضها ويحاربها .. ولماذا ؟


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى بأن كل فكرة جديدة أو نظام جديد يتكون له أعداء
ومعارضين في بدايته أما لتعارضه مع مصالحهم الاقتصادية أو مراكزهم أو
أفكارهم الدينية أو الطائفية أو العشائرية أو التقاليد الأسرية البالية .
وتتخذ هذه المعارضة أساليبا مختلفة ومتنوعة ، وقد تكون مباشرة وعنيفة
إذا كان المبدأ أو النظام الجديد يحدث تغييرا جذريا في النظام الاقتصادي السابق
أو النظام الاجتماعي المراد تغييره . أن تلك المعارضة العنيفة تستعمل نوعين من
الوسائل للوصول الى أهدافها وقد يسبق أحدهما الآخر أو كلاهما في آن واحد
وهما السلاح المادي أي الناري أو السلاح الأبيض أو أية مادة أخرى تصلح للمقاومة والآخر السلاح الفكري ، وربما يكون السلاح الثاني أي الفكري
أمضى وأجدى ، وهذا ما أريد أن أؤكد عليه في كلمتي هذه .
أنه المسخ والتشويه في الشعارات وما يعرف ب( قول حق يراد به باطل)
وهذا السلاح أيضا له أساليب عدة يتبعها المتمرسون طبقا لاسس وقواعد ،
فأما يعارضون المبدأ جهارا ويضربون على الوتر الحساس وأقصد الدين
وخاصة في المجتمعات المتمسكة بقشور الدين والتي لا تمت بصلة لجوهر الدين
وما أضيف إلى الدين من قبل " وعّاض السلاطين "، وهنا لا أخص دينا أو مذهبا معينا ،فأتباع الديانات الوثنية قاوموا ظهور وانتشار الديانات السماوية
والكنيسة قاومت بعنف النهضة الأوربية وحتى الإصلاحات داخل الكنيسة كحركة الإصلاح الديني وكلا الديانتين المسيحية والإسلامية وأقصد "وعّاض السلاطين"في كلتيهما قاوموا الأنظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان كذلك قاوموا
مبدأ فصل الدين عن الدولة ، وما زال الإسلام السياسي يقاوم فصل الدين
عن الدولة وبعكسه نواجه تنازع السلطات وهو عكس فصل السلطات .و لا يمكننا تصور نظاما ديمقراطيا تقدميا دون فصل الدين عن الدولة . كما أن فصل الدين عن الدولة يأتي في صالح الدين نفسه للمحافظة على مكانته الرفيعة وصيانة
قدسيته من الألاعيب السياسية التي تتطلبها أحيانا المصلحة العليا للبلد وقلت في مقالة سابقة بهذا الصدد إن السياسي يتعاون حتى مع الشيطان !اذا تعرض الوطن للخطر كما قال ذلك السياسي المخضرم رئيس وزراء بريطانية " ونستن تشر تشل" عندما تعرضت بريطانية الى الخطر النازي في الحرب العالمية الثانية إضافة الى مصالح الإمبراطورية البريطانية آنذاك . أما الرجل الديني الملتزم قد يضحي بالوطن الغالي ولا يخرج عن الشريعة باعتبارها القانون السماوي أو الإلهي ولا تخضع لمتطلبات البشر ، وبعكس ذلك فالسياسي المخلص والغيور على وطنه عليه ان يسلك كل الطرق ويتعاون مع أية جهة كانت لإنقاذ الوطن
والشعب بل يحتم عليه واجبه ذلك. وهذا ما حصل فعلا في الحرب العالمية الثانية فقد التقوا الأعداء التقليديين ، تعاون الاتحاد السوفيتي مع المعسكر الرأسمالي بالرغم من أن الأخير قاد حرباً تدخل عدوانية عند انتصار الثورة البلشفية، تعاونوا ضد الخطر النازي، كما تعاون جيش التحرير الصيني بقيادة " ماو تسي تونغ" مع عدوه جيش "تشان كاي تشيك" ضد الغزو الياباني .
وهنا من حقنا أن نسأل السياسي الذي يتعكّز على الدين أي طريق سيسلك إذا كان في موقع المسؤولية وتعرضَ الوطن إلى الخطر، هل يترك الوطن ويتمسك بالشريعة أو بالعكس ؟!ويمكنني أن أوفر عليه الإحراج في الإجابة وأقول انه يترك الاثنين ويتمسك بمصلحته الشخصية !،لأن التجاءه الى الدين في شعاراته السياسية لم يكن ألا لفشله في كسب التأييد الشعبي له وطبعا هذا أيضا لتفاهة أهدافه وضحالة برامجه او لسوء ماضيه !، فالتجأ إلى الشعارات الدينية والدين ليس ملكا لأحد .
أما الفئة الأخرى التي تقاوم الديمقراطية جهارا :هي المتخلفة اجتماعيا والمتمسكة بالعادات والتقاليد البالية بحجة تفتت المجتمع وتحلله ، وبالحقيقة أن النظام الديمقراطي لم يفتت سوى مصالحهم الذاتية الضيقة وسلطتهم داخل العشيرة أو حتى داخل الأسرى .
أما الفئة السياسية و المتمرسة في أساليب اللف والدوران والخداع وفن المراوغة فهي الأخطر حيث تبدأ بتأييد المبدأ والتحمس له كي لا تتهم بالتخلف والرجعية ، وخاصة عندما تقتنع بعدم إمكانيتها بمقاومة تمسك الجماهير بالمبدأ الجديد ،أي لم يسبحوا ضد التيار بل يدخلوا فيه ويبدأون بالعمل على حرفه ، وهذا ما حصل فعلا للاشتراكية أي الاشتراكية العلمية
وعند عدم إمكانيتهم مقاومتهم للمبدأ يسلكون طريق التحريف ، فقالوا بالاشتراكية الطوبائية والاشتراكية المسيحية والاشتراكية الاجتماعية ، وفي الدول الإسلامية الاشتراكية الإسلامية والاشتراكية الرشيدة والاشتراكية العربية.!!
وعرف الذين لم يكن يعرفوا ماذا كان يعني حزب البعث باشتراكيته !
إن أمثال هذه الأحزاب ليست فقط عدوة الاشتراكية بل عدوة الإنسانية.
أن الشعب العراقي يمتلك الوعي السياسي ما يكفيه لتمييز وفرز الشعارات
الصادقة والمخلصة ولم تعد تنطلي عليه تلك الشعارات الديماغوغية مهما زينت
ولمّعت بكلمات برّاقة وما بين سطورها من نوايا مغرضة ، فكما رأينا أن "وحدة"
حزب البعث كانت وحدانيته في النهب والغدر والقتل ."والحرية" حريته للتصرف بمصائر مئات الآلاف بل ملايين الوطنيين العراقيين و"الاشتراكية" كانت
اشتركهم جميعهم بجرائم القتل والتعذيب والمقابر الجماعية وقصر الموت وسراديب التعذيب، وقال (حسن العلوي )أحد قادة البعث سابقا ،ضمن حلقات عن عبد الكريم قاسم في إحدى الفضائيات قال :
" إن الشعار الذي رفعناه في بداية ثورة 14/ تموز/1958 كان شعارا خاطئا ومغرِضا وكان فقط لمعارضة شعار الحزب الشيوعي العراقي الذي كان اكثر واقعية وصحيحا في حينه وهو : اتحاد فدرالي صداقة سوفيتية " كما عرفنا ماذا كان يقصد حزب البعث ومن وراءه كافة القوى الرجعية ببقية الشعارات كالحرية والاشتراكية وهم أعداء مضمون تلك الشعارات !والرسالة الخالدة !وعرف من خدعوا بها أنها تعني النهب والاغتصاب والأنفال والمقابر الجماعية ومحاربة الشعب العراقي والبلدان المجاورة !.
انه المسخ والتشويه في الشعارات ، انه قول حق يراد به باطل .
ولكن الشعب العراقي سوف لن تنطلي عليه الشعارات الديماغوغية مهما
تفنن رافعوها في تلميعها( وزركشتها) إن لديه من الخبرة النضالية والوعي
السياسي ما يكفيه للتمييز بين الصادق منها والمُغرض .كما يعرف من خبرته الطويلة .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في الوطن العربي
- الدستور .. المحتوى ....والتطبيق !
- الدستور
- متى كان أبو هذه السنانير شمّاعا!!؟؟
- لنستعد للانتخابات القادمة : الاستفتاء في الهواء الطلق ..!! أ ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الديقراطية..من يعارضها ويحاربها .. ولماذا ؟