أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور الاتاسي - البورجوازيه في صعودها الوطني















المزيد.....

البورجوازيه في صعودها الوطني


منصور الاتاسي

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لعبت البرجوازية الأوروبية دورا تقدميا في صراعها مع الإقطاع وبناء نظام عالمي جديد فتح الآفاق أمام تطورات علمية هائلة ساهمت في تطور القوى المنتجة ….ثم مالبثت ان تحولت إلى دول استعمارية فجرت حربين عالميتين في صراع دولها على اقتسام العالم لاحتكار الأسواق وتأمين المواد الأولية لصناعتها ،،ثم تحولت إلى امبريالية عالمية ..اتفقت فيما بينها على اقتسام العالم ،،

والآن من الواضح أن البرجوازية الاوروبيه فقدت قدرتها على التطور والاستمرار ..لذلك هي تشبه في واقعها الحالي الدولة العثمانية التي بقيت عقودا تترنح حتى سقطت …وكل عوامل ضعفها وتهالكها اصبحت واضحة فهي لم تعد قادرة على الدفاع عن ناقلة نفط مثلا اعتقلتها ايران ..وكل التقارير الصادرة عن مراكز الدراسات بأوروبا تنبئ بقدوم أزمة اقتصادية ستودي بما تبقى من نفوذ لها ..وهكذا نرى انكلترا تحاول الهروب من السوق الاروبية في محاولة منها لإطالة عمر نظامها ،،،،،الخ
وبسبب ضعف التيارات اليسارية والنقابية في دول اوروبا بدأت تظهر تيارات يمينية متطرفة تحاول السيطره على السلطة وفرض نظام يزيد من اضطهاد واستغلال الطبقة العاملة الاوروبيه وتوظيف مجمل الاقتصاد الأوروبي لصالح الطبقات العليا ..وهذا خطر وقد يؤدي صعود وسيطرة اليمين إلى المزيد من الحروب في العالم وفيما بين الدول الأوروبية نفسها ،،
بالنسبة لسورية ..فقد حاولت البرجوازية بناء صناعة وطنية ودولة وطنية بعد الاستقلال مباشرة إلا أن مشاريعها اصدمت برفض مطلق من قبل الدول الاستعمارية التي حاولت بقاء هذه الدول أسواقا لمنتجاتها ومزارع للمواد الأولية التي تتطلبهاصناعتها .... بالاضافة لبقائها امتدادا لسلطتها السياسية على المستوى العالمي 
.وحين اعترضت مشاريع الدول الاستعمارية السابقة مع مواقف حكومات هذه الدول مستغلة علاقتها مع ضباط تطوعوا في فترة الاستعمار و استمروا على علاقة مع مخابرات الدول الأوروبية ..وهذا ما تم حين اعترضت الحكومة السورية على تمديد خط نفط العراق من العراق إلى البحرالمتوسط .......و سرعان ما انقلب العسكر على الحكومة الوطنية ..وكان اول عمل لهم هو التوقيع على اتفاقية خط التبلاين ..وهكذا افتتحت مرحلة الانقلابات في سورية بعد سنوات قليلة من الاستقلال واستمرت سورية في حالة من التخبط نتيجة الانقلابات المتتالية ..حتى عام 1954حين عادت الديمقراطية وبدأت حالة جديدة ..ويمكن ان نعتبر ان السمة الأساسية فيها هي سيطرة البرجوازية الوطنية على السلطة التي بدأت ببناء الدولة الوطنية بما فيها بناء الصناعة الوطنية والجيش الوطني وتطوير الزراعة ..اصدمت هذه السياسة برفض دول أوروبا الغربية المطلق ….وهكذا لجأت البرجوازية السورية للدول الاشتراكية التي لبت الطلب وباعت للسوريين كافة المعامل التي بنيت في هذه الفترة كما تجاوبت مع طلب الحكومة بتزويدها السلاح فكانت الصفقة التشيكية ثم الأسلحة السوفيتية …(وبالمناسبة لايزال الغرب يمنع تزويد الشعب السوري حتى بقذائف تخفف من القتل والدمار الذي يتعرض له الشعب) وهكذا فقد حققت الفترة الديمقراطية -قفزة في الحياة السياسية اسست لتطور اقتصادي وبدأت في بناء اسس الدولة و لأول و آخر مرة جرى تداول للسلطة بحفل رسمي حين سلم هاشم الأتاسي مقاليد رئاسة الحكومة للسيد شكري القوتلي بمراسيم واضحة …
وهكذا نمت برجوازية وطنية معادية للدول الاستعمارية التي وقفت ضد نموها وصديقة للدول الاشتراكية التي ساهمت ببنائها هذه الظروف التي تشكلت فيها البرجوازية الوطنية في عدآئها للدول الرأسمالية وتوجهها وصداقتها مع الدول الاشتراكية،،أي ان تطورها كان ذا طبيعة تحررية معادية لقوى اليمين العالمية لذلك نلاحظ في هذه الفترة انتعاش الحركة السياسية و انتعاش اليسار في سورية ،والتأسيس لتحالف اليسار مع البرجوازية الصاعدة والمتحالفة مع اليسار العالمي وقد سمي خالد الغظم آنذاك ب(الملينوير الأحمر)…وهذا ما دفع القوى المرعوبة من هذا التطور بالتشجيع نحو الوحدة المصرية السورية بشعارات محبية للشعب
..وهكذا عاد العسكر في البلدين للسيطرة على مقدرات الوطن ..وضرب العمل السياسي الذي هو اساس النهضة ….
وفي فترة الوحدة وما تلاها بعد انقلاب البعث سارع الانقلابيون الى تأميم كل مابنته البرجوازية الوطنية ..وكان ذلك بدعم من الدول الاشتراكية التي دعمت أساسا نهوض البرجوازية الوطنية كما ذكرنا بعد ان سيطر على كبار مفكريها شعار -التطور اللارأسمالي - اي الدخول إلى الاشتراكية بدون المرور في المرحلة الرأسمالية -خلافا لمنطق المادية التاريخية التي تؤكد على التطور التاريخي عبر تشكيلات اجتماعية كل تشكيلة لها دورها التاريخي..
ورغم ان الحزب الشيوعي السوري رفض مقولة التطور اللارأسمالي وحذر منه الا انه انصاع للتوجهات الأممية وهنا كانت الكارثة 
..فقد توقفت الحياة السياسية في بلادنا وتوقف التطور الاقتصادي الاجتماعي ثم ساد النظام الأمني الذي فكك القوى السياسية فلم يعد النظام السوري يحتمل نجاح لجنة نقابية لعمال قطاع خاص بشكل حر ،ولم يجر ان دخل معارض واحد إلى مجلس الشعب او بعض مجالس الإدارة المحلية ، ولم يسمح لجريدة واحدة أن تعمل في سورية
،،ومن يقرأ جريدة معارضة تنشر بشكل سري يعتقل عامين….وهكذا ضربت البرجوازية السورية وضرب العمل السياسي ..وانتجت الدول التي تبنت التطور الرأسمالي جميعها الفساد و الاستبداد وطبقات اقتصادية جديدة سميت في مصر القطط السمان وفي سورية البرجوازية الطفيلة وهي نتاج نظام كما زكرنا نهب الاقتصاد الوطني وربط الثروة بمشاركة السلطه وظهرت فئة تمتلك نصف الثروة الوطنية ..هذه الفئات هي التي ساهمت في الانفجار الذي تم 2010 ونلاحظ ان غالبية الشعوب التي ساهمت في التصدي لهذه الأنظمة هي شعوب التي تبنت التطور الرأسمالي ... الجزائر ليبيا ..مصر ..اليمن.. سورية... العراق ….الخ 

وهذا يؤكد استنتاجنا النظري الذي يقول ان تجاوز التطور الرأسمالي الطبيعي قد انتج حالة من التشوه الاجتماعي تعاني منها ولا تزال شعوبنا العربية ..وان تحطيمها يتطلب اكثر من ثورة …..وعلينا ان نتابع هنا تطورات الثورة السودانية 
الآن ماهو واقع البرجوازية الوطنية وما هي الصعوبات التي تعترض عودتها وما تأثير غياب البرجوازية الوطنية على ثورتنا ؟

—

ان المتابع للتطورات الاقتصادية في سورية وخصوصا بعد الثوره يلاحظ التالي:
-𔆑- ظهور مافيات في الجزء الحكومي و الأجزاء التي كانت تسيطر عليها قوى التطرف بدأت بتراكم الثورة عن طريق السرقة والنهب والقتل والخطف والتبعية للخارج و أدت إلى تدمير الاقتصاد الوطني

2- قابل هذا الواقع فقر شديد ومعمم في كل أجزاء سورية وتراجع سعر صرف الليرة السورية من 50 ليره للدولار الى 630 ليره للدولار مما أدى إلى وجود قفزات هائلة في أسعار جميع المواد مقابل تطور خجول في الأجور لم يزد عن المئة بالمئة من الأجور القديمة وخلق هذا التفاوت الهائل بين الأجور و الأسعار إلى انتشار الفساد في كافة مفاصل الدولة …وفي مناطق سيطرة الميليشيات المتطرفه ..

3- انتجت الحرب التي قادها النظام ضد شعبه إلى انتشار السلاح بأيدي ملايين السوريين - وبسبب الفقر فإن التوقعات تؤكد تحول قسم من حاملي السلاح إلى عصابات مسلحة قد تزيد من الفوضى ومن القتل والنهب..
4- تسليم النظام ممتلكات الشعب السوري وثروته الى الروس و الإيرانيين من النفط إلى الغاز إلى السماد إلى الموانئ ….إلخ مما قتل كل تطور للاقتصاد الوطني وهذا يتطلب ثورة تعيد سيطرة السوريين على اقتصاد بلادهم

5-و أدى عدم وجود برجوازية وطنية وارتباط محدثي النعمه بالسلطة إلا فيما ندر و تردد البرجوازيون الوطنيون العاملون في الخارج بدعم الثوره وتغطية نفقاتها .. قسم من السوريون يتلقى دعما اقتصاديا من الخارج الذي مالبث إن هيمن على الثورة وعلى مقدرات سورية ونشر التطرف …


إن جزءا من هذا الواقع كان بسبب غياب البرجوازية الوطنية وتبعية الطفيليين الكلية للنظام وتردد البرجوازية التي نشأت خارج بلادها مما أفقدها الارتباط بالوطن وحمى ثرواتها من ابتزاز النظام ومن سرقة لصوص الثورة ..

6- من كل ماسبق نستنج ان البرجوازية الوطنية ستنمو في صراعها مع الاستبداد وتشاركنا النضال لتحطيم شكل التراكم الرأسمالي وفي نضالنا ضد مختلف أشكال عصابات النهب وستعمل معنا من أجل التحرر من هيمنة الروس الإيرانيين على المفاصل الأساسية للاقتصاد السوري
..وهذا يخلق تحالفا متينا معها في نضالنا ضد الاستبداد والنهب والتبعية والتطرف …وننهي الحالة الشاذة والكارثية التي سببتها مقولة طريق التطور الاجتماعي ..
وهذا ماقصدناه في تقريرنا السياسي المقدم إلى المؤتمر الثاني بمقولة تحالف المنتجين.



#منصور_الاتاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوه للحوار
- واقع السوريون في تركيا
- مناقشه هادئه للسياسة التركية
- هيئة تحرير الرافد مخوله ان تعلن
- العسكر من المشروع القومي إلى دولة الطوائف
- تقرير اللجنة المركزية لحزب اليسار الديمقراطي السوري
- سكن لائق لاهلنا في المخيمات واجبنا جميعا
- العلم الفتنة
- بلاغ عن أعمال اجتماع اللجنة المركزية الثاني لحزب اليسار الدي ...
- ايران و روسيا
- الارهاب
- لنصون وقف اطلاق النار في ادلب و لننتقل للحل السياسي
- حماية المدنيين في إدلب حماية للإنسانية جمعاء
- هل فشلت السياسة الروسية
- سوريا في لقاء بوتين وترامب
- ماذا إرتكب الأسلاميون 
ردا- على تساؤل السيد ملهم الدرو ...
- كل التضامن مع الشعب الفلسطيني

وستبقى القدس عربي ...
- الاستقالات والفراغ السياسي

- الثوره والإسلام السياسي
- بيان صادر عن حزب اليسار الديمقراطي السوري بعنوان الغوطة هل ن ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور الاتاسي - البورجوازيه في صعودها الوطني