أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور الاتاسي - العسكر من المشروع القومي إلى دولة الطوائف














المزيد.....

العسكر من المشروع القومي إلى دولة الطوائف


منصور الاتاسي

الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العسكر من المشروع القومي إلى دولة الطوائف منصور الاتاسي
استقلت الدول العربية في ظروف شديدة الخصوصية …إذ تحقق الاستقلال وقسما كبيرا من الدول العربية مقسما انسجاما وتنفيذا لقرارات سايكس بيكو ..وصولا إلى تسليم فلسطين للصهاينه تنفيذا لوعد بلفور .. تلك التقسيمات التي رفضهتا شعوبنا العربية وأنظمتها المشكلة حديثا آنذاك، التي ساهمت في ظهور التيار القومي وإنتشاره كرد فعل رافض للتقسيم واغتصاب الأرض …وبدأت الدول الوطنية المشكلة حديثا تخوض معركة البناء الاقتصادي وبناء الجيوش الوطنية وتسليحها لتحقيق أهدافها الوطنية القوميه والدفاع عن أوطانها …وبدلا من أن تساهم الجيوش التي بنيت من أجل تحقيق المشروع الوطني وبناء الدول الوطنية وإنهاء أشكال التقسيم التي فرضت على بلادنا وتساعد في تطوير الحياة الديمقراطية القادرة على تسريع تحقيق المهام الوطنية والقومية ، انقض قادة الجيوش على السلطات الوطنية القائمة وفرضوا الاحكام العرفيه بذريعة أننا في حالة حرب مع إسرائيل…..
وبدلا من محاربة إسرائيل، حارب قادة الجيوش شعوبهم وقمعوا الحريات ..والأنكى من ذلك هو أنه عندما شنت إسرائيل عدوانها عام 1967، لم تستطع تلك الجيوش الصمود لأكثر من ستة ايام لتنهار وينهار معها المشروع القومي..
.وبدلا من فتح حوار وطني يناقش أسباب الهزيمة ويعمل على تجاوزها ..اعتبر العسكر أنهم حققوا انتصارا ساحقا بالحفاظ على ” أنظمتهم التقدمية ….. “، وهكذا تحولت الهزيمة إلى انتصار، هذا التسويق الإعلامي المزيف والترويج لأكذوبة الانتصار، أضفى نوع من الشرعية على هذه الأنظمة العسكرية وأمن لها الاستقرار، وخصوصا بعد عام 1970 ومع هزيمة المشروع القومي واستمراره واستقرار الأنظمة العسكرية القمعية التي عمت الدول العربية كافة….بدأت تظهر وتستقر مفاهيم أنفصالية إنعزالية كالدولة القطرية ويستقر معها (الزعماء) ويزداد القمع العاري ومنعت أدنى أشكال الحريات ، وبات معها القضاء خاضع لسيطرة النظام ثم للقائد الذي أصبح المرجع والقانون فتوجيهاته مقدسة وكلامه منزل ،
انتجت هذه الحاله مجموعة من المتكسبين والمستفيدين من خلال تقربهم للأنظمة وإنبطاحهم على حساب القيم والاخلاق الأمر الذي أدى إلى تشكل طبقة طفيلية استحوذت على حصة كبيرة من الدخل الوطني، ما أدى الى خلل واسع في توزيع الدخل الوطني ، وبدأت تتراكم ثروات خيالية لدى البعض، في مقابل فقر مدقع عند غالبية المطلقة من الشعب ..وبسبب منع ممارسة العمل السياسي بكل اشكاله (في سوريه لم يسمح لمعارض واحد الدخول الى مجلس الشعب) ولا الى نقابه عمالية…الخ بدأت تتشكل تجمعات بشرية على أساس ديني وقومي وطائفي وقبائلي وساد المجتمع الاهلي بعد ان ضرب المجتمع المدني.
وكي يضمن ( القادة ) استمرارهم طبعوا علاقتهم مع الدول التي كانوا يدعوا محاربتها بما فيها إسرائيل فإعترفت مصر بوجودها وعقدت معها اتفاقية سلام ، وصمتت الجبهة السورية لأكثر من 4 عقود ، وكانت مهمة الجيش السوري حماية الحدود مع أسرائيل من أي دخول للمقاومين الى الداخل الإسرائيلي ..ودخل الجيش السوري الى لبنان وتحول إلى جيش للسلب والنهب ….وكي يستمر الزعماء على عروشهم وكراسيهم شجعوا الاصطفاف المذهبي والطائفي وضمنوا من خلال هذا التشجيع دعم الأقليات لهم وظفوهم في إعمالهم القذرة.
ومع تقدم (الزعماء) في العمر بدأت تظهر ظاهرة التوريث لدى حسني مبارك وصدام حسين ومعمر القذافي وحافظ الاسد الذي نجح في تنفيذ الفكرة قبل غيره، ولأسباب عديدة من تسليم السلطه لإبنه ….وكانت الكارثة …التي نعيشها حتى اليوم والتي أدت إلى ما أدت إليه.
لم تستطع الشعوب العربية الاستمرار في ظل القهر والافقار التي حققتها هذه الانظمة فإنتفضت في ثورة عفوية جارفه سميت عن حق ب(الربيع العربي) وبسبب ضعف القوى الثورية واحزابها نتيجة القمع الشديد والمتواصل لعقود بدأت تظهر تنظيمات تنسجم وطبيعة التجمعات في المجتمع الاهلي فظهرت تجمعات طائفيه وقومية وشجعت على الصراع فيما بينها …وهكذا تقدمت الانتماءات المذهبيه والطائفيه والقومية على الانتماءات الوطنية..واستفادت الانظمة من هذه الصراعات ولتعود تلك الأنظمة بوجوه جديدة في مصر وتونس، في حين تعيش دول اخرى بحالة انقسام مثل العراق واليمن ولبنان وليبيا واليمن ..أما في سورية يزداد الانقسام حدة بسبب غزارة الدماء التي سفكت ..
ورغم كل ماجرى وانطلاقا من سيادة المجتمع الاهلي كإنعكاس لشكل الصراع يؤكد رئيس النظام السوري : ” أن الوضع الحالي افضل بكثير مما كان قبل 2011 “.
علينا ان نعترف أن الأحزاب المتصارعه في سورية هي أحزاب طوائف وقوميات وأن هذا الصراع سيؤدي الى ظهور دول الطوائُف والقوميات التي ستبقى تتصارع حتى تتلاشى
أن الرد الذي نراه مناسبا هو تقديم الانتماء الوطني على أي انتماء آخر عن طريق تغييرالتجمعات المذهبية والطائفية والقومية والعودة للتجمعات والتنافس السياسي الذي يحمي وحدة الوطن ويؤسس لتطوره اللاحق.



#منصور_الاتاسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير اللجنة المركزية لحزب اليسار الديمقراطي السوري
- سكن لائق لاهلنا في المخيمات واجبنا جميعا
- العلم الفتنة
- بلاغ عن أعمال اجتماع اللجنة المركزية الثاني لحزب اليسار الدي ...
- ايران و روسيا
- الارهاب
- لنصون وقف اطلاق النار في ادلب و لننتقل للحل السياسي
- حماية المدنيين في إدلب حماية للإنسانية جمعاء
- هل فشلت السياسة الروسية
- سوريا في لقاء بوتين وترامب
- ماذا إرتكب الأسلاميون 
ردا- على تساؤل السيد ملهم الدرو ...
- كل التضامن مع الشعب الفلسطيني

وستبقى القدس عربي ...
- الاستقالات والفراغ السياسي

- الثوره والإسلام السياسي
- بيان صادر عن حزب اليسار الديمقراطي السوري بعنوان الغوطة هل ن ...
- بيان صادر عن حزب اليسار الديمقراطي السوري
- دروس من سوتشي
- فصل السلطات
- ثورة ايران
- ماذا بعد جنيف؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في ...
- الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش ...
- من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام ...
- حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ...
- 8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟ ...
- سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
- -واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا ...
- ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
- المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
- حتى لو استسلموا أبيدوهم!


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور الاتاسي - العسكر من المشروع القومي إلى دولة الطوائف