قراءة في الإسلام السياسي

محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 18:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من مظاهر أزمة الاخوان بل وأزمة كل فصائل الإسلام السياسي أنهم علي عهدهم بالماضوية..لم يحاولوا مراجعة أفكارهم ولم يقوموا بغربلتها ..وأستمروا علي تناقض مع منطق العقل لحساب قاعدة السمع والطاعة وهذه في الواقع فكرة خبيثة فلكي تبقي هذه الجماعات علي تماسكها تفرض وصايتها وسيطرتها من خلال الدين وتوظيفه لتحقيق أمل بقي أكثر من ثمانين عاما مجرد حلم وكان هذا التوظيف سقطتهم الكبري..جعلت التيارات الاسلامية وعلي رأسها الاخوان من شبابهم مجرد شخوص بغير عقل حولوهم إلي مجرد شيئ وجمادات في صورة إنسان..ولكنهم أشبه بالقطيع..وعندما غيبوا العقول ضاعت درجة حضور الإنسان في ذاته وأصبح عاجزا عن إستخدام عقله...مع أن الأخوان ومعهم تيارات إسلامية أخري وصلوا الي حكم مصر وتونس وليبيا إلا أن أزمتهم الكبري هي في فشلهم في حلحلة وتفكيك حالة الجمود العقائدي والفكري تلك الحالة التي إنعكست في صورة تكلس وتيبس العقل وعدم إستيعابه المعطيات الكونية والقبول بنقد الذات وجعلوا من الدين تابع شرير يخدم أهدافا دنيوية وجعلوا منه ترسا في آلة سلطوية مغرورة بقدراتها علي الإبقاء علي حالة التردي الواقعة من خلال مفهوم ديني سطحي مبتذل بائس يترجم في صورة خطاب ميت منبعه تراث ديني متخلف بعيد عن الدين نفسه..رب قائل أن ذلك هجوم علي الدين وربما يكون المقصد خبيثا ولكن لا يوجد من يطالب بهجر المقدس ذلك أن المقدس يمثل دعوة صادقة الي التنوير والعدالة وحث علي العمل والفضيلة..فقط إنكارنا ينصرف إلي رؤية هذه التيارات لأفكار تسرق منا الأمل والحياة وتحولنا إلي مستلبين خاضعين لا يؤمنون بالتطور والحداثة ويبثون في عقولنا قناعة زائفة ويتصورون أنهم فقط سدنة الدين ومن يملك مفاتح الغيب وأبواب الجنة وأسوار الجحيم...أزمة الاخوان ومن معهم من فصائل وتيارات تتدثر بالاسلام ستظل طالما بقيت علي عقولهم وبصائرهمالإصرار علي أنهم الدين وأنهم مفوضون من عند الله ومن ثم لا يجوز المراجعة ولا النقد...فقط الأمر والطاعة ولهذا فشلوا وسقطوا سقوطا لم يسبق حدوثه في التاريخ ...فهل يستوعبون الدرس؟ أتصور أنهم لم يستوعبوا ولن يستوعبوا ..وستظل حالة السقوط والوهن ومع هذا ستظل رغبة القتل والتدمير عند هذه الجماعة ومن علي شاكلتها رغبة جامحة.

#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل