|
أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 15:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يمكن أن تقسو قلوبٌ على مصرَ كلَّ تلك القسوة؟! هل تتحمّلُ مصرُ ضرباتٍ جديدةً وهي بعد لم تتعافَ من نزيف السنوات الماضية؟ ألم نتعلمِ الدرسَ بعد؟! كأننا لا نتعلّم من المِحَن. كأننا نسعى لأن نُلدَغُ من الجُحرِ مرّتين. كأننا لا نعرف أن مَن يحاولون زلزلةَ مصرَ الآن هم عرائسُ ماريونيت في يد الإخوان (حتى وإن لم تدرِ العرائسُ أنها عرائسُ ). فكثيرون يحققون مساعي الإخوان، دون وعي ودون انتماء. كأننا نظنُّ أن فصيلَ الإخوان قد سلَّم بقدرِه المقدور بالسقوط، وارتضى بالهزيمةَ أمام إرادة شعب مصر، وبأس جيشها، وانتهى الأمر. كأننا نتوّهم أن فصيل الإخوان الجشع بوسعه أن يتنازل عن حُلمٍ عجوزٍ لم يَمُت في قلبه، ولن يموت، عُمرُه اليومَ واحدٌ وتسعون عامًا. فمنذ عام 1928 وجماعة الإخوان، جيلاً بعد جيل، ومرشدًا في إثر مرشد، وعهدًا من بعد عهد، لا تحلم إلا بشيء واحد أوحد وحيد: هو الاستيلاء على حكم مصر. بأي ثمن، وفوق أية أكداس من الجثامين، ودهسًا لأية شرائعَ أو قيمٍ أو أخلاق. هكذا الإخوان! يتضاءلُ إلى جوارهم جميعُ ما تفتق عنه ذهنُ الفيلسوف الإيطالي ميكيافيللي من مبادئ برجماتية تبريرية انتهازية من أجل ثمرة التمكين والاستحواذ والوصول إلى الغاية بشتى السُّبُل غير النبيلة وعبورًا في أنهار الدم وفوق ركام العظام، لا يهم، مادامت الغاية هي “عرش مصر” العصيّ الأبيّ المتعالي على قاماتهم. ومن أجل ذلك فعلوا كل ما لا يخطر على بال إبليس من مؤامراتٍ ومكائدَ ضدَّ الملك وضدَّ الجيش المصري وبالتحالف مع المستعمر وغير ذلك مما تضيقُ عنه مقالاتُ الدنيا. ودانتْ ثمرةُ الحُلم عام 2005، بحصولهم على 88 مقعدًا في البرلمان. ثم دنتْ وأوشكت تكون في اليد مع يناير 2011، ثم قبضوا على الثمرة بالفعل عام 2012، وتحقق حُلمٌ طال انتظارُه ثلاثةً وثمانين عامًا. لكن شرههم وجشعهم وجوعهم وغباءهم وتعجّلهم جمع الغنائم، جعلهم يلتهمون الثمرة في لمح البصر، فوقفت في حلوقهم. وسرعان ما أفاق الشعبُ المصريُّ العظيم فصفع الإخوان صفعةً أسقطت ثمرةَ الحُلم من بين أنيابهم، وكان جيشنا العظيم يحمي ظهور المصريين حتى استعدنا مصرَ الواهنةَ من بين مخالب الإخوان المُدمّاة بالويل والدنس. فهل هناك عاقلٌ فوق الأرض يظنُّ أن ذاك الفصيلَ الدموي الانتهازيَّ قد نسي الثأر، وضرب صفحًا جميلا عن حلم يوشكُ أن يقاربَ المائة عام، بل وتحقّق بالفعل منذ سنوات، قبل أن يُجهضُه جيشٌ وشعبٌ؟ الإخوان لم يتوقفوا يومًا واحدًا ولا دقيقةً واحدة عن الكيد لمصر ومحاولة تدميرها منذ 3 يوليو 2013. والإخوان، شأنهم شأن أي فصيل إرهابي، إن لم يستطع أن يحصل على شيء، أحرقَه ودمّره. وهذا ما يجهَدُ الإخوانُ ويجتهدون فيه منذ سنوات بعدما تحالفوا مع الضباع الحاقدة في قطر وتركيا وغيرها من الدول التي تنام وتصحو على حلم تدمير مصر. فهل نساعدهم اليومَ على هذا؟ هل مصرُ تتحمل إنهاكًا جديدًا؟ هناك: - خبثاءُ، من داخل مصر وخارجها، يعرفون قيمةَ مصرَ جيدًا، ويحلمون بهدمها وسقوطها، وهم معروفون للجميع. وهناك: - طيبون بسطاءُ لا يعرفون قيمة مصر، ولا يعرفون ما يحيط بها من أحقاد، وجاهزون ليُسلّموا آذانَهم لكل بوق وكل خَبَث. ويحدث أن يستغلَّ الخبثاءُ العارفون، الطيبين غيرَ العارفين؛ ويستخدمونهم (أدواتٍ رخيصةً ) لتحقيق حلمهم الخالد الحرام: (إسقاط مصر). والحلمُ الرخيصُ لا يحدث، ولن يحدث. ما يحدث هو أن مصرَ تفتحُ عينيها وتتعرف على الخائبين الخائنين من أبنائها الذين قبلوا أن يكونوا أدواتٍ رخيصةً في أيدي الخبثاء من أعدائها؛ فتلفظهم وتتبرأ منهم. وفي هدوء تُكمل مشوارها. فكن مصريًّا قويًّا عارفًا قيمةَ مصرَ، وعارفًا حجم التحديات التي تتعرض لها مصرُ الآن، وعارفًا وعورة المشوار الذي علينا اجتيازه خلال الأعوام القليلة القادمة، وعارفًا أن كل الدول العظمى مرّت بفترات إنماء صعبة كالتي نعيشها الآن، وبعدها دخلت في مرحلة الرغد والنماء. كن مصريًّا وطنيًّا وشريفًا وذكيًّا وارفضْ أن تكون أداة رخيصة يحرّك خيوطَها الإخوانُ الخبثاءُ وأعداءُ مصر الحاقدين عليها. كن طيبًا عارفًا لقيمة مصر، ودافع عنها ضد الخبثاء الأشرار. لا تكن شوكة في خصر مصر. كن مع الشرفاء لنبني مصر الناهضة الجديدة، ولا تنجرف وراء الحاقدين على مصر من زباينة الإخوان وأتباعهم وأشباههم. مصر آمنةٌ وستبقى آمنةً وسنُكمل طريق الإنماء والنهوض رغم أنف الحاقدين والشامتين والخبثاء والأنذال والإخوان وزبانية جهنم الذين لا وطن لهم ولا انتماء، وليتَ عرائسَ الماريونيت تدري أنها عرائسُ ماريونيت. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.
***
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
-
صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
-
اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
-
ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
-
جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
-
كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
-
عنصريةُ اليد اليسرى!
-
ابحث عن نسختك الأجمل
-
الراهبُ … البون بون … الأخلاق
-
فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤلتي
-
فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤل
-
بناءُ الإنسان في مصر
-
المهرجان القومي لأبي العظماء السبعة
-
مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض
-
الجرذان
-
زمن جابر عصفور
-
من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
-
مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
-
الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
-
مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
المزيد.....
-
كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟
...
-
الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج
...
-
3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
-
آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود
...
-
جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل
...
-
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
-
الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا
...
-
أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|