أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الجرذان














المزيد.....

الجرذان


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 06:31
المحور: الادب والفن
    


الجرذان
=====

ماذا تفعلُ الجرذان
إذا ما حلَّ الظلام؟

***

يسرقون المساميرَ الصدئة
من كومِ النفاياتِ
أمامَ دكانِ الحدَّادْ
...
وفي هَدئة الليلْ
يقرِضونَ جذعَ شجرةِ الصنوبر
في نهاية الوادي
حتى يحصلوا على
رقائق الأخشاب.

***

بعد عشرِ سنينْ
من استراق المسامير
وقرض جذوع الشجر
نجح الجرذانُ
أن يصنعوا سُلَّمًا خشبيًّا
هشًّا
وراحوا يتطلّعون
صوبَ السماءْ.

***

يضحكُ أهلُ الحارة
ويتسامرون:


***

قال أحدُهم
إنه لمحَ في أحد النهارات
بقعةً سوداءَ صغيرةْ
تمرقُ من أمامِه
مثل خفّاشٍ أرضيّ
...
ولم يُلفتْهُ الأمرْ
...
لكنَّه يتذكّرُ الآن:
- كأنه ظلُّ فأرٍصغير
أو ما شابه.

***

واعترفَ آخرُ:
كنتُ أسمعُ
كلَّ ليلٍ قُبيلَ الفجر
ما يشبه
دقاتٍ منتظمةً
تشبه نقرَ أسنانٍ حادّة
على لوح خشبي
...
كأنها موسيقى سيجوريا
أو
إيقاعُ فتياتِ قادش
في رقصةِ النشوةِ والحِدادْ
...
لكنني رأيتُ
فيما يرى النائمُ
عبرَ اختلاسةٍ من وراءِ شيش النافذة
شبحَ فأرٍ
يدقُّ المِسمارَ برأسه في لوح خشبيّ
فضحِكتُ
وعدتُ إلى نومي.

***

أما المُرابي الأعمى
فقد أقسمَ
أنه رأى جرذًا ضئيلا
يخاصرُ امرأةً غيرَ موجودةٍ
في جُحْرٍ تحتَ الأرضْ.

***

بعضُهم سمِعَ الجرذانَ
تُطلِق صريرَها
وهي تجْدِلُ من أذنابِها
أُنشوطاتٍ
...
ثم أجمعَ أهلُ الحارة
أن أحدًا لمْ يرَ جرذَا من قطيع الجرذان
...
غير أن ما أزعجَهم حقًا
كان ظلال الجرذان
التي تستطيلُ حين تتعامدُ الشمسُ
وتختفي حينَ تميلْ
فرجِعوا إلى قوانينِ الطبيعةْ
وقالوا:
- ربما خداعٌ بصريّ
...
لكنهم
لم يقتلوا جرذًا واحدًا.

***

أنا أيضًا لم أقتلْ جرذًا
فأنا لم أرهم
ثم أنني لا أقتلُ روحًا
مهما تدنّت
وتسافلتْ.

***

كنت أرقُبُ السُّلَّمَ
يعلو كلَّ يومٍ
تحتَ قدمي
لكنّه
خال
إلا من الظلال الرمادية!

***

كنتُ أجلسُ
ذات غسقٍ
على ضفّةِ عَدْنٍ
أُلمِّعُ القَوْسَ
وأُهذِّبُ العصا
وأحفرُ بالذهبِ
حروفًا حول حافتِه.

***

أنا ابنةُ الطيبين
كما تعرفونني
أعشقُ قَوْسي
وأعشقُ سهمي
لكنني
لا أهوى القنصَ
وأكره الدماءَ
...
خصوصًا
إذا تعلَّقَ الأمرُ
بكائنٍ أوليّ
من فصيل الجرذان.

***

في الليلةِ الأخيرةْ
سمعتُ صريرًا وصرخاتٍ مكتومة
تنادي باسمي
...
فخطوتُ خُطوة واحدةً للأمام
حتى أستبين الأمرَ

تُرى
مَن ينادي باسمي؟!

***

اشهدْ يا ربُّ
أن أهل حراتي
ما قتلوا جرذًا
ولا أنا قتلتُ جرذًا
...
فعلَها
- دون قصدٍ مني-
كعبُ حِذائي.

******



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن جابر عصفور
- من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
- الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
- الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء
- صُهَيْبَة
- صمتي صلاة
- المنهزمون!
- سمير الإسكندراني … يا غُصنَ نقا مكلّلاً بالذهب!
- سيادة الرئيس … انقذْ لنا مجمعَ مسارح العتبة!
- إمام مسجد … يدعو لنُصرة الأقباط
- موعدنا 30 يونيو!
- ماذا تنتظر؟
- الوطنُ …. عند السلف الصالح
- برقياتُ محبة للبابا تواضروس … من المسلمين
- لماذا مصرُ استثنائيةٌ؟


المزيد.....




- من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة ...
- فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب ...
- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الجرذان