أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فيلم: الوباء الصامت … احذروا














المزيد.....

فيلم: الوباء الصامت … احذروا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    


===================

أحد أسوأ أفلام "النوار" Noir، السوداء، التي تحدث على مسرح أجسادنا في غفلة منّا، حتى يُسدَل ستارُ النهاية بموت البطل. والبطل هنا هو الجسد البشري، جسدُك وجسدي. سيناريو الميلودراما يتم على النحو التالي:
دون أن نراه أو نسمع وقعَ خطوه، يتسلّلُ البطلُ الشريرُ Villain إلى أجسادنا عبر ثقب ضئيل غير مرئي: خدش عابر في الإصبع، اللثة، الوجه، القدم الخ. يترك الشريرُ نفسَه لشلال الدم، سابحًا في رحلته الدائمة من الرأس للقدمين. وحين يصل قطارُ الدم إلى المحطة المنشودة، يقفز الشريرُ ويدخل بيته الأثير الوثير: الكبد. يبتسم في زهور ثم ينشبَ أنيابه. يبدأ العمل في صبر وصمت، وهدوء: أيامًا، أسابيعَ، شهورًا، أو سنواتٍ. حتى يحقّق هدفه الخبيث الذي قطع من أجله تلك الرحلةَ الطويلة. فجأة، ترتبك خلايا الكبد، وتمور في الفوضى، ثم تبدأ في الانقسام على نفسها بجنون. هنا يبدأ مشهدُ الذروة Climax، ويطلُّ البطلُ الخصمُ Antagonist: السرطان البشع. الذي يبدأ في نهش البطل الطيب Protagonist: الجسد البشري.
دار في ذهني ذلك السيناريو التعس، وأنا أقرأ التحذير المخيف الذي أرسله لنا صديقنا الكبير "د. هشام الخياط"، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس، لتحذير الناس من ذلك الغول الصامت الذي يودي بنا إلى الهلاك في هدوء ودهاء.

نبّه د. هشام من احتمالية تعرض مائتي ألف مواطن مصري للسرطان، بسبب تسلّل فيروس ضئيل إلى الجسد، دون أن ينتبهوا له. فيروس B. الوباء الصامت. وأشار د. هشام إلى أن الإحصاءات تُقدِّر عدد المرضى المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع "بي"، بحوالي أربعمائة ألف مريض. منهم من عرف بإصابته بـالڤيروس، وبدأ في تلقّي العلاج الذي يجهد في كبح جماح جموحه ورعونته. والبقية يجهلون إصابتهم بالڤيروس، ويعيشون دون علاج، فتتلاحق أحداثُ الفيلم على نحو أسرع، وتُكتب كلمة النهاية مبكرًا عن موعدها. ذاك هو العدو الهادئ الذي يمكن أن يضرب كبد المريض، دون علمه، ويعيش داخل خلاياه سنوات طوالا. قبل أن يُكتشف حين يبدأ البطل/ الجسد في التداعي والخوار، في المراحل المتقدمة من أحداث الفيلم الأسود.
علّمنا أستاذ أمراض الكبد، أن دراما الفيلم تختلف من بطل إلى آخر. فحوالي 15٪ من المصابين بالڤيروس الشرير، قد تتطور معهم الأحداث والمشاهد على نحو أسرع، فيُصابون بسرطان الكبد مباشرة، دون المرور بمرحلة "تليف الكبد"، كما يحدث في السيناريو المعتاد حال الإصابة طويلة الأمد بڤيروس C. وبهذا يكون قرابة المائتي ألف مواطن مصري معرضين للإصابة بسرطان الكبد مباشرة.
ولم يتركنا الأستاذ في تلك التراجيديا الموجعة قبل أن يقول لنا ما العمل؟
أخبرنا "د. هشام الخياط" أن الحل يكمن في إجراء التحاليل والفحوصات، وهي زهيدة الثمن، بهدف الاطمئنان على خلو الجسد من الڤيروس، الذي بكل أسف ليس له علاج شافٍ حتى الآن. فكل ما طرحه العلمُ حتى هذه اللحظة هو عقاقير "تكبح جماح جموحه"، وتؤخر من تقدّمه، وتُعرقل مسيرته الحثيثة، نحو مراحله المتقدمة.
وبادر د. هشام بتوعيه الناس إعلاميًّا بهذا العدو الوبائي الخطير فيروس B، بعدما اكتشف أن مقدار الوعي والتوعية به منخفضٌ للغاية، مقارنةً بالوعي المتزايد بڤيروس C. على الرغم من أن B قد يكون أشرس من C في كثير من الأحيان. فبحسب بعض التقارير الاستقصائية، علمنا أن حوالي 70٪ من الشعب المصري، لم يسمعوا من قبل عن "ڤيروس B"، في حين أن الشعب بكامله قد أصبح على وعي كامل بفيروس C، خصوصًا بعد المبادرة الرئاسية الرائدة للقضاء على الڤيروس بمصر، في حملة 100 مليون صحة.
وأشار د. هشام الخياط إلى أن ڤيروس B من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم وعن طريق الأدوات الملوثة بدم شخص مصاب بالمرض. لذا يجب على الأشخاص المخالطين لأي شخص مصاب توخّي الحذر الشديد في استعمال الأدوات الخاصة بالشخص المصاب، مع إجراء التحليل للتأكد من عدم الاصابة بالمرض. كما حذّر من استعمال المحاقن والإبر الملوثة وشكاكات تحليل السكر وفرشاة الأسنان وأمواس الحلاقة، وعمل الوشم وثقب الأذن بإبر مستعمله.
يتبقى أن أقول ثلاث شهادات في حقّ هذا الرجل. 1- هشام الخياط اتخذ من الطبّ رسالةً إنسانية، وليس مهنةَ ارتزاق. 2- على يدي، نجح في تشخيص حالات أنهكنا الدورانُ بها شهورًا وسنوات في دروب الطب والمعامل. 3- د. هشام من الأطباء الذوّاقين للأدب والموسيقي والفلسفة، فلا تعرف متى يقرأ في الطب، ومتى ينصتُ إلى الموسيقى، ومتى يقرأ الأدب ويطالع الفنون، ولا عجب وهو نجل المبدع الكبير "رأفت الخياط". وأما الشهادة الرابعة، فهي عن بشاشة ابتسامته وحنوّه على مرضاه، فيتقوّون به على أوجاعهم. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء
- صُهَيْبَة
- صمتي صلاة
- المنهزمون!
- سمير الإسكندراني … يا غُصنَ نقا مكلّلاً بالذهب!
- سيادة الرئيس … انقذْ لنا مجمعَ مسارح العتبة!
- إمام مسجد … يدعو لنُصرة الأقباط
- موعدنا 30 يونيو!
- ماذا تنتظر؟
- الوطنُ …. عند السلف الصالح
- برقياتُ محبة للبابا تواضروس … من المسلمين
- لماذا مصرُ استثنائيةٌ؟
- مرسي ... جاوز الإخوان المدى
- طاووسُ الشرقِ الساحر
- لا شماتة في موت مرسي … ولكن...
- حول قِبطية چورج سيدهم!
- محاولةٌ أخرى للتنفّس
- عيد ميلاد جورج سيدهم
- سهير، آنجيل … ماتَ معهما … كلُّ شيء!


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فيلم: الوباء الصامت … احذروا