أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح














المزيد.....

اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6352 - 2019 / 9 / 15 - 03:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفردة "السَّلف" معجميًّا تعني: "القوم السابقين" في أي مجتمع. وهم من "أسلفَوا" وجودَنا، أي "سبقونا" من الآباء والأجداد. والسَّلفُ قد يكون روحيًّا دينيًّا، أو چينيًّا عِرقيًّا. فالسَّلف الصالحُ (الروحيّ) لنا نحن المسلمين، هم (الصحابة) الذين "صاحبوا" الرسول (ص) ورافقوه وناصروه وآمنوا بدعوته ودافعوا عنه أمام خصومه من قريش، وساعدوه في إيصال رسالته للعالم، ثم الذين تبعوا الرسول في الخلافة بعد رحيله في القرون الأولى للدعوة الإسلامية. وأما السَّلفُ الصالح (الچينيّ والعِرقيّ) لنا نحن المصريين، فهم الأجداد المصريون الذين شيّدوا أول حضارة في تاريخ الدنيا، وقدّموا للعالم ما أذهلهم في الطبّ والفلك والهندسة والعمارية والفنون والعلوم والإنسانيات. ومن فرط عَظمة وهَول ما أنجزه سلفُنا المصريُّ القديم من فرائد العلوم والفنون والإنسانيات، خصَّص علماءُ الأركيولوجيا Archaeology وعلماءُ الأنثروبولوجيا Anthropology علمًا مستقلا يدرُسُ ويُدرِّسُ حضارةَ ذلك السلف العظيم، اشتقوا اسمَه من اسم العظيمة مصر وهو "علم المصريات" Egyptology؛ وتتكون الكلمةُ من: "Egypt" (مصر)، و "ology” وتعني فرع العلم المتخصص في شأن من شؤون المعرفة. وربما يعود جذرُها اللغوي للمفردة الإغريقية Logos وهي المبدأ العام المتحكّم في الكون. الأركيولوجيا هو علم دراسة الآثار، والأنثروبولوجيا هو علم دراسة الإنسان. وكلا العلمين أثبتا أن حضارة المصري القديم مهّدت الطريقَ الوعرَ لجميع ما خلفها من حضارات إنسانية تاليه في شتّى بقاع الأرض في مجالات العلوم والفنون والإنسانيات. لهذا أُطلقُ عليهم بكل اطمئنان لقب: "السلف الصالح"، ليس فقط لنا نحن المصريين، وهذا طبيعي بحكم العِرق والميلاد والچين، بل للجنس البشريّ كافّة، لأنهم كانوا حملةَ المشعل الأول في إنارة هذا الكوكب علميًّا وفنّيًّا وإنسانيًّا.
وحدثتُكم في مقالي "الاثنين" الماضي عن صالوني في شهر أغسطس، الذي طرح موضوع (الأخلاق)، وناقشتُ فيه دستور "ماعت"، ربّة العدالة والأخلاق. وذكرت لكم ال 42 اعترافًا إنكاريًّا: (لم أقتل- لم أكذب- لم أتسبّب في دموع إنسان، أو عذاب حيوان أو شقاء نبات… الخ)، ووعدتكم بالحديث عن "الاعترافات الإيجابية" في مقال اليوم (الخميس) وعددها أيضًا 42 اعترافًا. والسبب في ذلك الرقم أن مصر آنذاك، قبل آلاف السنين، كان بها اثنان وأربعون محافظة، على رأس كل محافظة قاض، يقفُ المتوفَّى في لحظة حسابه أمام أولئك القضاة ليعترف بما فعل من خير وشرّ في حياته، وتشهدُ تلك المحاكمة الربّة "ماعت"، لتختبر صدق المُحاكَم، أو كذبه، عن طريق وضع قلبه في إحدى كفّتي ميزانها، وفي الكفّة الأخرى تضع ريشة الضمير. فإن هبطت كفّة القلب، يكونُ قلبُ الإنسان مشبّعًا بالآثام، فيبتلعه "عمعوت" ويلقيه في العدم، وإن هبطت كفّة الريشة، فذاك يعني أن قلبه خفيفٌ طاهر، فتُخلّد روحُ ذلك الميّت ويدخل الفردوس مع أوزوريس، ويستحقّ البعث والخلود. والآن إليكم قائمة الاعترافات الإيجابية.

1. أنا أُشرِّف الفضيلةَ.
2. أنا أعشقُ الجميعَ.
3. أنا أُقدّر الجميل.
4. أنا أنشرُ السلام.
5. أنا أحترم الأملاكَ والميراث.
6. أنا أؤمنُ أن الحياةَ مقدسةٌ.
7. أنا أحترمُ الأصالة.
8. أنا أحيا بالحقّ.
9. أنا أحترم جميعَ المعتقدات.
10. أنا أتكلّمُ بالإخلاص.
11. أنا أحفظُ الحقوق.
12. أنا أُحسِن الظنَّ بالآخرين.
13. أنا أرتبطُ بالناس بسلام.
14. أنا أُكرِّم الحيوان.
15. أنا يُعتمد عليَّ.
16. أنا أهتمُّ بالأرض.
17. أنا أتكتَّم شؤوني الخاصة.
18. أنا أذكرُ محاسن الآخرين.
19. أنا أتوازن في مشاعري.
20. أنا يُوثقُ في تعاملاتي.
21. أنا أُعلي شأن العفّة.
22. أنا أنشر الفرح.
23. أنا أبذل قصارى جهدي في عملي.
24. أنا أتواصل مع الناس في مودّة.
25. أنا أُنصت للآراء المعارضة.
26. أنا أتسبّب نشر المحبة.
27. أنا أحتجُّ على العبثية والسخرية والفوضى.
28. أنا أنفتحُ للمحبة بأشكالها المتنوعة.
29. أنا أتسامح.
30. أنا أعطف.
31. أنا أُظهر كامل احترامي للآخرين.
32. أنا أتقبّل الرجاء.
33. أنا أتّبع حدسي الداخلي.
34. أنا أتخاطبُ بوعي.
35. أنا أعملُ الخير.
36. أنا أتصدّق على المحتاج وأعمل المعروف.
37. أنا أحافظ على المياه ولا ألوثها.
38. أنا أتكلم بحُسن نية.
39. أنا أحترمُ "نترت" و"نتر" (القديسين والأولياء الصالحين والرموز الدينية).
40. أنا أتباسط مع الناس ولا أتعالى.
41. أنا أرتزقُ من عملي بكرامة.
42. أنا أترقّى دون وساطة من خلال قدراتي الفردية.
هكذا كان السَّلفُ الصالحُ القديم، وهكذا كان دستورهم الرفيع، الذي لو سار عليه البشرُ في كل مكان وزمان، لاختفتِ الحروبُ وتلاشى الفسادُ وأصبحت كلُّ أدرانُ البشرية من مخلّفات الماضي المنسية. تحيةَ احترام لأجدادي العظام الصالحين الذين يستحقون أن نتّبعَ دستورهم. ويبقى "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل
- الراهبُ … البون بون … الأخلاق
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤلتي
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤل
- بناءُ الإنسان في مصر
- المهرجان القومي لأبي العظماء السبعة
- مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض
- الجرذان
- زمن جابر عصفور
- من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
- الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
- الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب


المزيد.....




- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح