أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - بناءُ الإنسان في مصر














المزيد.....

بناءُ الإنسان في مصر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6328 - 2019 / 8 / 22 - 18:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


=============


(إنهم يصنعون الحياة- بناءُ الإنسان في الإمارات )، كان هذا عنوانَ كتابي قبل الأخير (رقم 27) الصادر عن دار "روافد" بالقاهرة عام 2018، وتشرّف كتابي ذاك بمقدمة قيّمة بقلم سمو الشيخ المثقف عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي.
بدأت إرهاصاتُ ذلك الكتاب في رأسي عام 2011، حينما بدأنا ننتبه إلى أن لصوص الإخوان بدأوا يزحفون حثيثًا من أجل سرقة مصر. وبدأت في وضع لبناتِ الكتاب على مدار الأعوام السبعة التالية. ثم عكفتُ على تجميع شتاته ومراجعته وتحرير بروفاته النهائية منذ مارس 2016، وحتى أكتوبر من نفس العام، وهي فترة الشهور السبعة التي قضيتُها في دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى يتسنى لي المعايشة المباشرة عن كثب لتلك التجربة العربية الفريدة التي استلهمت النهج المتحضر الذي أسسه الشيخ زايد قبل حوالي نصف قرن، وسار على ذلك الصراط أبناؤه وآله وشعبه، حتى نجحوا بالفعل في "بناء الإنسان" ثقافيًّا وحضاريا وفكريا وعلميا ومجتمعيا على نحو راق، جعل من "كوكب الإمارات"، كما يروق لي أن أسمّيها، نموذجًا حضاريا جميلا، يُنظر إليه بكثير من الاحترام والغبطة والرغبة في المحاكاة، من قِبل سائر الدول العربية، بل ودول العالم الأول كذلك.
في صفحة الإهداء من ذاك الكتاب قلتُ: “إهداء، إلى مصر. أحلمُ أن أراكِ يومًا، كما يليقُ بكِ أن تكوني. إليكِ يا مصرُ خارطةُ الطريق في هذا الكتاب الصغير، عن دولة شيّدت مجدَها بالحب. فانهضي يا حبيبتي من كَبوتِك… واستعيدي بالحبّ مجدَكِ المهدور. فاطمة ناعوت".
ولأن كثيرًا من فصول ذلك الكتاب خططتُها أيام حكم الإخوان التعس لمصر؛ فقد كان مدادُ القلم حزينًا وهو يكتب. وأعترفُ الآن، أنني كتبتُ تلك الصفحات والفصول وقلبي مشطورٌ شطرين. شطرٌ من القلب كان فرحًا وفخورًا بالتجربة الإماراتية الرائدة في (بناء إنسان متحضّر)، وشطرٌ من القلب كان مفطورًا بالوجد لما آلت إليه مصرُ من سيولة سياسية وطائفية وفوضى وانسحاق وضياع في عهد إخوان الشيطان. عينٌ كانت تكتبُ وهي ترمقُ دولة الإمارات بإعجاب وفرح، وعينٌ كانت مع الحروف تدمع على مصر العظيمة، وتتساءلُ: هل انتهى بمصرَ الحالُ أن يتولّى شأنَها بشرٌ لا يؤمنون بقيمة الوطن ويقولون: “ما الوطنُ إلا حفنةٌ من التراب العفِن؟!” مستحيل! لهذا كان ذلك الإهداء الحزين في صدر الكتاب على ذلك النحو شبه اليائس شبه الآمل.
فصولُ الكتاب الأخيرة كتبتُها بقلمين. قلمٍ يتأمل عبقرية دولة حديثة احترمتِ الإنسان وحقّه الكامل في الحياة والتعليم الممتاز والعبادة والأمان وعدم المساس بخصوصيته العَقَدية، فشيّدت المساجد والكنائس والمعابد البوذية والهندوسية، وليس من جندي واحد يقفُ على أبواب دور العبادة تلك، لأن دور العبادة أصلا غير مهددة. وقلمٍ حزين ينظر إلى مصر وكيف يعتلي منابرَها متطرفون تكفيريون فنضطرُ إلى وضع جندي حراسة على باب كل كنيسة ومعبد يهودي حتى يحرسها من غول الغُلاة. قلمٍ يكتب عن خبراء التعليم الذين هذّبوا مناهج التعليم في دولة الإمارات وطهروها من العنف والطائفية، وقلمٍ باكٍ حزين يبكي مناهج مصرية لم تتخلص بعدُ من العنف والطائفية. ولكن في نهاية كلّ فصل، كنت أضعُ الرجاء، بأن يومًا قريبًا سوف تثبُ مصر نحو النور، ونبدأ في صياغة العقل المصري من جديد، بعدما نتخلص من وجه الإرهاب القبيح الذي يُفسد النهضة والتنمية.
لهذا قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد في مقدمته لكتابي:
“في كتابها الجميل، تحدّث فاطمة ناعوت عن التسامح في دولة الإمارات، وقالت إن السبب وراء ذلك كلمتان سحريتان: "التعليم، وتطبيق القانون". وأقول لها إنه لا يوجد خيارٌ آخرُ للبشرية سوى التسامح. فغيابُه يعني الدمار الشامل. ويكفي أن ينظر أحدُنا حوله ليرى كيف انهارتْ دولٌ، وشُرِّدَت شعوبٌ، وأُبيدت جماعاتٌ وحضاراتٌ؛ فقط لغياب التسامح. فعندما يعتقدُ شخصٌ ما بأنه هو وحدَه من سيدخل الجنّة، وهو وحده من يحظى برحمة الله، وهو فقط من يستحقُ الحياة، فإنه يتحوّل إلى وحشٍ بائس، يقتاتُ على مآسي الآخرين؛ فيقتلُ الأطفالَ، ويُفجِّر دورَ العبادة، ويدعسُ بظلاميته على كلِّ ما هو إنسانيّ.
ويبدو أن الله قد سمع رجاء قلبي في إهداء الكتاب. بالأمس في "عيد العلم"، سمعتُ من الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يشي بأننا بدأنا رحلة (بناء الإنسان المصري). وعلى الله السبيل وحسن المقصد.
قال الرئيس إن مصر الجديدة تولي أهمية قصوى لبناء الإنسان المصري علميًّا وصحيًّا وثقافيًّا؛ ولذلك كان عام 2019 هو عام التعليم في مصر. إيمانًا منا بأن العلم والتعليم هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته. وقال إن الدولة المصرية تستهدفُ تنشئة العقل المفكر المستنير، المستعد لقبول العلم والمعرفة ويتحلى بمهارات الفهم والتحليل والتطبيق. وقال إن مصر تسعى اليوم للنهوض بالتعليم على النحو اللائق الذي من شأنه أن يسهم في تخريج أجيال قادرة على الإبداع والمنافسة. وأنا أقول وراءه: “آمين. وجميعنا جنود في معركة النهوض الراهنة أيها الرئيس.”
أيتها الإمارات الشقيقة، ها هي شقيقتُك الكبرى مصر تبدأ رحلة النور والرجاء من جديد بعد كبوتها التي ألمّت بها بسبب غول الإخوان وأشباههم. فاسعدي لها وتمني لها الخير، وظلّي جميلةً وبهيةً وفتيةً ومُلهمةً للعالمين.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجان القومي لأبي العظماء السبعة
- مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض
- الجرذان
- زمن جابر عصفور
- من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
- الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
- الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء
- صُهَيْبَة
- صمتي صلاة
- المنهزمون!
- سمير الإسكندراني … يا غُصنَ نقا مكلّلاً بالذهب!
- سيادة الرئيس … انقذْ لنا مجمعَ مسارح العتبة!
- إمام مسجد … يدعو لنُصرة الأقباط
- موعدنا 30 يونيو!
- ماذا تنتظر؟


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - بناءُ الإنسان في مصر