أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض














المزيد.....

مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 12:57
المحور: المجتمع المدني
    


سؤالٌ: ماذا يفعلُ الجنديُّ حين تصيبُ ذراعَه شظيةٌ في أوج معركة؟ هل يُلقي سلاحَه ويملأ الدنيا صراخًا وعويلا، ويحثُّ زملاءه الجنود على إلقاء أسلحتهم والتوقف عن القتال لأنه جُرِح، حتى يخسرَ وطنُه الحربَ؟ أم يُضمِّدُ جرحَه في ثوان بمزقة قماشٍ ويستأنفُ من فوره حملَ سلاحه لكي يذود عن شرف وطنه؟ الاحتمال الثاني هو الحادثُ، بل ويرفضُ الجنديُّ الجريحُ أن يتجمهرَ حوله زملاؤه الجنودُ للمساعدة. وإن كان الجرحُ غائرًا وشعر الجنديُّ النبيلُ بدنوّ لحظة استشهاده، يصرخ في زملائه المُتحلّقين حوله، أن ينفضّوا عنه ليُكملوا المعركةَ لكيلا ينتصرَ العدو. هكذا الجنديُّ الشريف الذي خلّده التاريخُ في سجلّاته. أرجو أن نتذكّر دائمًا هذا المثالَ في معركتنا الراهنة مع الإرهاب، وتحدّياتنا الحثيثة نحو النهوض.
فلا شكَّ أن مصرَ تنهضُ وتتنفّسُ رغم غول الإرهاب الذي يتربّص بها منذ سنوات. وما يقعُ من حوادثَ إرهابيةٍ بين الحين والحين، لا يمثّلُ إلا1٪ من الخطط السوداء المنحطّة التي حِيكتْ ضدّنا بليل. ولكن يقظةَ أجهزتنا الاستخبارية والأمنية أجهضتها قبل تمامها. مصرُ تنهضُ عمرانيًّا وسياحيًّا، وتستعدُّ لوثباتٍ حضارية هائلة مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير في هضبة الأهرامات. كلُّ ما سبق حقائقُ مشهودةٌ، وليست آراءَ أو وجهاتِ نظر. حقائقُ لا تحتاجُ إلا إلى عقل يدرك وعينين تبصران. لكن البعضَ يستمرئ العماءَ لكيلا يُبصرَ ما يكره أن يُبصره، ويمارسُ التضليلَ والإضلال حتى لا يرى الآخرون ما يجبُ أن يروه. مع كل نهار، ثمّة رسالةٌ قوية وحاسمة تقدّمها مصرُ للعالم، تثبتُ صمودَها في وجه الإرهاب، وإصرارها على النهوض. رسالةٌ يلتقطها العقلاءُ، ويُسفّهها السفهاء.
حين تقعُ حادثةٌ إرهابية على أرضنا، يطربُ أعداءُ مصرَ ويرقصون مع كلِّ نقطة دم تُهرقُ من جسد شهيد. ويُروّجون في أبواق الحقد الكذوب "أن مصرَ غيرُ آمنةٍ!". رغم أنهم يعلمون (أكثر من غيرهم) أن أمام تلك الواقعة التي وقعت، تسعةً وتسعين خطّة إرهابية أجهضتها جهودُنا الاستباقيةُ. وأن ما يقعُ من جرائمَ إرهابيةٍ في مصر (المُستهدفة بالتهديد والنذير منذ 3 يوليو 2013، يوم إسقاط الإخوان) ، لا يزيد عن معدل الجرائم الإرهابية التي تقعُ في جميع دول العالم غير المُستهدفة بالإرهاب. ولماذا يعلمُ ذلك أعداءُ مصر (أكثر من غيرهم)؟ لأن جميعَ خُطط جرائمِهم الإرهابية ضد مصر، تُحاكُ على موائدهم الدنسة في تركيا وقطر، فتخفقُ جميعُها، إلا ما ندر. لذلك فإنهم أدرى الناس فوق الأرض بتلك "النسبة الضئيلة" لنجاح مسعاهم الشيطاني، ولهذا أيضًا يملأون الدنيا صراخًا هيستيريًّا مع كل حادث يقع على أرضنا، من أجل لفت أنظار العالم كلّه؛ حتى يعزفَ السياحُ عن زيارة مصر، وينفرَ المستثمرون من الاستثمار في أرضنا.
فهل المطلوب مّنا، نحن الشعب المصري والحكومة المصرية، أن نسلك سلوكَ أهل الشرِّ من أعداء مصر؟ أم نسلك سلوك العقلاء الوطنيين الغيورين على صالح مصر ونصاعة صورتها أمام العالم؟ ذلك هو السؤال الذي علينا تأمله، واضعين في الاعتبار مثال الجندي الجريح في ساحة الوغى.
مُنيتْ مصرُ بحادث إرهابي وقح، راح فيه شهداءُ أطهارٌ، ودُمّر فيه شطرٌ من المعهد القومي للأورام. وتزامنت تلك الجريمة الوقحة مع حفل سياحي ترويجيّ عالمي، في مدينة العلمين، إحدى الألماسات الجديدة المغروسة في أرض مصر، تُحييه نجمةُ الاستعراض العالمية چنيفر لوبيز. فهل من الحكمة إلغاءُ الحفل وعزوف الوزراء المصريين عن المشاركة فيه، لكي يتفرغوا للبكاء على جرحنا الإرهابي الأخير، أم استئناف المعركة النهضوية التنموية التي ترسم للعالم صورةً طيبة لمصر التي تحاربُ الإرهاب بيد، وتُشيّد المستقبلَ باليد الأخرى؟ في ذلك الحفل الأسطوري الذي نجح نجاحًا باهرًا، ظهرت وزيراتُ مصر الجميلات في ثيابٍ بيضاء مشرقة، حتى يُرسلن للعالم رسالةً تقول: “مصرُ بخير، وستظلُّ بخير، لأن إرادتنا تريدُ الخيرَ، ويدُ الله ترعانا.” فخرج بعضُ المتنطعين من مراهقي السوشيال ميديا لِيُقبّحوا كلَّ جميل. فالعاجزُ عن صنع الجمال، يُقبِّحُ الجمال الذي يصنعه غيرهم.
أفهمُ أن النميمةَ الإلكترونية هي زاد الشاغرين وزوادهم، ومهنةُ من لا مهنةَ له. وأفهمُ أن الناجحين هم مرمى الرصاص من الفاشلين الذين يترهّلون على صفحات السوشيال ميديا من أجل إجهاض نجاح الناجحين. لكنني لا أفهم أن يحاربَ شخصٌ وطنَه على صفحته الشخصية، مهما كان تافهًا أو مراهقًا، فيعاون أعداءَ وطنه بجهل وغباء، دون أن يدري. لا يفعل هذا إلا خسيس لا يستحق شرف الانتماء لذلك الوطن. مصرُ الجميلةُ يليقُ بك الفرح، رغم الشجن، ويليق بكِ البياضُ رغم شارات الحداد. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن."

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرذان
- زمن جابر عصفور
- من ذكريات القناة … صمتَ الرئيسُ لتتكلَّمَ السفينة
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (2)
- الفلاتر الثلاثة … والأخلاق
- مَن هم الأقليّة في مصر؟ (1)
- الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى
- فيلم: الوباء الصامت … احذروا
- نزار قباني … نهرٌ دافقٌ وشركٌ صعب
- في مديح الضعف والضعفاء
- صُهَيْبَة
- صمتي صلاة
- المنهزمون!
- سمير الإسكندراني … يا غُصنَ نقا مكلّلاً بالذهب!
- سيادة الرئيس … انقذْ لنا مجمعَ مسارح العتبة!
- إمام مسجد … يدعو لنُصرة الأقباط
- موعدنا 30 يونيو!
- ماذا تنتظر؟
- الوطنُ …. عند السلف الصالح
- برقياتُ محبة للبابا تواضروس … من المسلمين


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض