أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - هدية لابني














المزيد.....

هدية لابني


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 10:19
المحور: الادب والفن
    




أنا اليوم في سن الثامنة عشرا ربيعا.مطرود من الدراسة،بعد ان تامر على اغتصاب حقي في التمدرس بعض المنتسبين للجسم التعليمي.بعض محترفي "نكاح " التلميدات القاصرات. الذين حاربناهم وتصدينا لهم . انضافت اليهم احدى الفرنسيات،
الفرنسية اختلفنا انا وهي حول كيفية كتابة احدى المفردات بلغة موليير، انصفني التحكيم للمنجد واخطأت هي.." لم تسرط لها". كيف لبدوي كيف لساكن قرية نائية ان يهزمني في "الدكتي"؟ فانضمت للعصابة وفصلت من الدراسة.. المسكينة ستكتشف بعد مرور الايام انها كانت اكبر ضحية وأننا كنا ندافع عنها أيضا من حيث لا تعلم.
أخدت جواز سفري وبدأت الاستعدادات للرحيل صوب الديار الايطالية.بدأ الحلم بالفردوس الاوروبي يكبر..الخارج و المال الوفير و السيارات الفارهة..و الحور العين ..الشقراوات ،و السمراوات..الغزوات المؤجلة تناديني ،ورد الاعتبار امام القاصي و الداني..سيارة رباعية الدفع ونظارات سوداء وموسيقى غربية منبعثة من سيارتي، و انا اجوب شوارع المدينة..بعد ان اكون واصدقائي شربنا حتى الثمالة..
بين الحلم و الواقع..التقيت صديقي " صبري" الفيلسوف حدثته عن مشاريعي و احلامي،ومتمنياتي. سخر مني كعادته.بيقين الفيلسوف ، اجابني "انتم رفاق اللجنة الادارية بعضكم اصلاحيون ومهادنون والباقي منكم انتهازيون..الحل يا رفيقي وكما اتبثته تجارب الامم و الشعوب يكمن في الكفاح المسلح ." .خطبته العصماء،لم افهم منها ولا كلمة واحدة.فتحت فمي كالابله ثم انصرفت الى حال سبيلي.
صديقي يخلط بيني وبين "السي حسن" اخي الذي يكبرني بعشر سنوات بالتمام و الكمال. سمعته هو الاخر يتكلم هذ اللغة الغريبة ويتحدث مع بعض اصدقائه عن الصراع و التكتيك و الرئيسي والاساسي. ترى عن اية لجنة يحدثني صديقي؟ و عن اية ادارة ؟ وما دخل السلاح في القضية ؟ قلت لنفسي هؤلاء المثقفون حشاشون في غالب الاحيان، او يكمون " الكيف المسوس" قلة الطابا او انعدامها يحدث الهلوسة لدي" المتكيفين" حسب العارفين بأمور الكيف و التقساس.
تركته هو وكتابا عليه صورة رجل اصلع يلبس معطفا روسيا انيقا بربطة عنق .في الطريق الى المقهى التقيت "صالح" طالب مجد ومجتهد يدرس الفلسفة في الرباط ، يحترمه الجميع لغته العربية رائعة جدا، ولا يشعرك بالنقص عندما تسأله. تصافحنا وحياني بحرارة.حكيت له مادار بيني وبين صديقي الفيلسوف،واخبرته اني لم "اقشع " شيئا مما سمعت..
ضحك حتى ظهرت اضراسه ثم اجابني لا عليك. هيا نحتسي الليموناد على حسابي عند "اوطلحا" وبعدها سابسط لك ما عناه صديقنا..في المقهي قال :انت طبعا ضد النظام مند عرفناك" ..قلت :اجل .ناولني كتابا بعنوان "الاعمال الكاملة لتشي جيفارا"
اخدته ،حييت صديقي صالح و تسللت للمنزل دخلت غرفتي.
خلال اسبوع كامل، سافرت رفقة كاسترو وجيفار وباقي المغاوير من الارجنتين على دراجة "تشي" .الى المكسيك حيت العشرة المجنونة. ثم الحرب على نظام باتيستا -امريكا و اخيرا اسقاط النظام ونجاح اول ثورة للمغاوير في العالم.ليبدأ عهد حكم الفقراء.
جلت مع "تشي" باقي البؤر الثورية. الكونغو، الجزائر و المغرب ولقاء عبد الله ابراهيم ثم مصر وجمال عبد الناصر..والاستقالة من وزارة الاقتصاد والالتحاق ببوليفيا ثم الشهادة.
اه، اه. مادا فعلتم أيها الرفاق يا "صبري" و يا "حميد" و يا" صالح" ! لقد أضفتم ماركسيا و شيوعيا اخر لهذا العالم.
......
*حميد صديق حميم سيمدني فيما بعد بعدة اعداد من "دليل المناضل"
محمد طالبي الباجي



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي
- لماذا
- أمشي
- حب معجون بالدمع
- الرفيقات
- ارض
- مسقط رأسي
- قصة حب مات شهيدا
- عامل اقليم -افران- خارج التاريخ
- الداخلة خريف 1997
- انا الصغير
- أبي
- ما بعد الخمسين
- رسالة الى والي الداخلة -و ادي الذهب
- الطنز العكري
- ساقول كلمتي
- سعاد
- الثوريون
- درس في الاحترام
- قرب المدرسة


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - هدية لابني