أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - سعاد














المزيد.....

سعاد


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


وصلت الى محطة القطار ليلا، الساعة الثانية عشرة ليلا.دخلت المقهى. انتقيت طاولة صغيرة على يمين المقهى. قبل ان استوي في كرسي .وجدت النادل يستقبلني بابسامة صفراء ، في حركة شبه الية ،مسح الطاولة بقطعة ثوب صفراء،قديمة ومهترئة كأنه سرقها للتو من احد المراحيض الشعبية ..طالبته بلهجة امرة ان يغير "الزيف" لانه "خانز".. قطعة قماش مقرفة رائحتها ومنظرها يبعثان على التقيئ. لم يناقشني .اختفى ثم عاد بقطعة جديدة معطرة . كرر حركته الالية.اخفى يدة اليسرى وراء ظهر ثم خاطبي
- شنو تشرب اسيدي..(ماذا تطلب سيدي؟)
- اتاي سيك..(شاي بدو نعناع او اضافات)
- مرحبا
في تلك الاثناء لاحظت ان سيدة شقراء تجلس في طاولة على اليمين تبعد عني بأرع طاولات.لاحظت أنها تحدق بي طويلا و كأنها تعرفني..اشعلت سيجارة من النوع الاشقر،ثم في حركة هستيرية نفتت الدخان في اتجاهي..ازحت بناظري عنها، حتى أتركها لحالها واتركها تدخن سيجارتها على راحتها. وأنا اجول بناظري في أرجاء المقهى لاحظت انها تمعن النظر الي.جاء النادل و معه الشاي.وضع طلبيتي على الطاولة و انسحب. بينما انا أعد كاس شايي على الطريقة الصحراوية مع ما يتطلبه الامر من وقت وتركيز. عادة جميلة اكتسبتها من رفاقي الصحراويين .السيدة الشقراء،تتفحصني و تنظر الي نظرة الراغب في الحوار او الجلوس بالقرب مني . قد أكون أشبه احدا من أهلها.وقد أكون مجرد طريدة حية حطت في مجال صيدها. نظرت اليها مباشرة في عينيها.كررت حركة نفت الدخان. أومأت اليها براسي ان تتفضل الى طاولتي. نظرت الي جيدا ابتسمت ثم رتبت شعرها وضعت علبة سجائرها في حقيبة يدها .حملت هاتفها بيدها اليسرى ثم قامت من طاولتها وتقدمت نحوي.. فرس عربية اصيلة تحركت على مهل وفي غنج جسم ملائكي يتمايل و يحول بعض الزبائن الى متفرجين في لعبة التنس. اردافها تحرك أبصارهم دات اليمين و دات الشمال.
-السلام .سافا ؟ (السلام عليكم هل انت بخير؟)
- وي سافا بيان ميرسي اي فو ؟ (الحمد لله بخير و انت كيف حالك؟)
- ديزون. سافا. بوغ. ايفيتي. لي. بوركوا..(نقول بخير لنتفادى الاسئلة المزعجة.)
- بغوني بلاس اكوتي دو موا..(تفضلي اجلسي بالقرب مني)
- ميرسي سي تري جونتيي..(شكرا على لطفك)
- تي ماروكين ؟ (هل انت مغربية ؟)
- وي بيان سوغ..(نعم مغربية بطبيعة الحال.)
- انا "علي" مغربي ايضا.
- تشرفنا السي "على"،انا سعاد مغربية ايضا.
- الشرف لنا السيدة الكريمة.
- من فضلك الغ التكليف وناديني سعاد فقط.
- حاضر سيدتي الكريمة سعاد.
انفجرنا ضاحكين. ضحكنا في نفس الوقت كسر صمت المقهى واثار انتباه باقي الزبائن..
بدأنا ننظر الى بعضنا،تساؤلات كثيرة تجول بدماغي ..بدأنا نؤلف قصتنا من خلال الصمت،ننظر نتنزه و نبتسم..وقت مستقطع من الكلام..نظرت نظرة فاحصة ثم اقتربت من ادني ثم قالت
جو فو كو يتو ممبغاس ..(اريدك ان تقبلني)
- تي سوغ كو.تو. فا .بيان؟ (هل انت متأكدة انك بخير؟)
ضحكنا مرة ثانية أخبرتها ان التقبيل لا يليق أمام الناس.فهي عملية تتطلب قليلا من الحميمية و الكثير من التركيز و الاسترخاء.اخبرتني انها كانت تمازحني لتجس نبضي.
سألتها أن تقدم نفسها. لاننا بالكاد نعرف انفسنا.بدارجة مغربية تغلب عليها الفرنسية الباريسية الراقية،تحدثت فأخبرتني انها فرنسية من اصول مغربية أبواها ينحدران من مدينة
تاونان .قاطتها قائلا
تاونات زينة البنات.
- تماما . ردت بعد ان ابتسمت وظهرت غمازتيها ،ثم أكملت حديثها خبيرة دولية في حقوق الانسان.موظفة لدي الامم المتحدة بمكتب مناهضة التعديب
- تشتغيل مع فريق "خوان مانديز" ؟
- -أجل مكلفة بمكتب منطقة شمال افريقيا.
بعد ان أكملت حديثها ،اعدت ترتيب افكاري في راسي وقمت بجولة تفقدية للجالسين في المقهى.أصحاب البدل السوداء الفاقع لونها غائبون..لا يعقل ان يكون شخص بمثل هذه الاهمية بهدا المكان و يغيب عنه المخبرون.سألتني عن نفسي.أجبتها ببساطة مواطن مغربي بسيط باحث في حقلين: باحث في حقوق الانسان و في الادب العالمي.سألتني عن سبب تواجدي بالمقهى في هذه الساعة المتأخرة من الليل.شرحت لها اني بسبب أحد الرفاق البخلاء ، تاخرت في حجز الفندق ووجدت نفسي مجبرا على السهر في محطة القطار. ضحطت مرة اخرى ثم اقترحت علي ان ارافقها الى فندقها فهو مقابل مباشرة للمحطة. كما اقترحت ان نتابع سهرنا و حديثنا هناك ،نبهتها الى انها بالكاد تعرفني واننا مجرد غريبين التقيا في مقهى .اجابتني انها تعرفني جيدا من خلال الاطار الحقوقي الذي سأمثله في ندوة الغد حول الية الحماية الدولية لمنع ممارسة التعذيب.وللمزيد من الطمأنينة اخبرتني انها صديقة جمال الطنجاوي –صديقي - الخبير الدولي في مجال حقوق الانسان.فتحت هاتفها و تصفحت صورا عديدة لها و لبعض رفاقي المناضلين الحقوقيين. صور تؤرخ لحفل الاممية في باريس.أيقنت انها بالفعل مناضلة حقوقية وستشارك في الندوة التي من المفروض ان اشارك فيها غدا.
دخلنا غرفتها في الفندق، غرفة كبيرة وشاسعة تليق بموظف لدى الامم المتحدة. طلبت مني ان اتصرف على سجيتي واعتبر نفسي في بيتي بينما تأخد هي دوشا..
- يوجد كونياك وفودكا في الثلاجة، لكن انصحك بتناول الطعام قبل الشرب ليس جيدا ان تشرب قبل دلك.
- وما الجيد اذن ؟
- الجيد هو المراة.
- قبل او بعد الشرب او بعد الاكل ؟
- في اي وقت شريطة ان تكون قويا مثل حصان
- استحمي حتى نستطيع فتح نقاش جدي في موضوع الفودكا و الكونياك وحواء و ادم...
- هل يوجد كونياك بعد الموت ؟



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوريون
- درس في الاحترام
- قرب المدرسة
- قبل المدرسة بقليل
- عاشة البوهيمية
- سفر
- ذكرى ابي
- سالبا سالبا
- خميس في القصيبة
- في العاصمة
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)
- حافي القدمين
- القصيبة و السوق الاسبوعي
- ذكرى رحيل نجمة حمراء
- السودور
- الكوري


المزيد.....




- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - سعاد