أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - خميس في القصيبة














المزيد.....

خميس في القصيبة


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


اليوم خميس انا بمدينة القصيبة، تناولت فطوري،شاي منعنع قليل من الزيت و الزيتون،زبدة بلدية، وخبز بلدي ساخن. رفيقتي تطلب مني ان اكل على مهل والا اسارع الزمن في الاكل، وأن امضغ لقمتي جيدا قبل ان ابلعها ،حفاظا على صحة معدتي، وامتثالا لأوامر الطبيبة.اخبرتها اني اعرف مصلحتي و لست طفلا صغيرا.لم تتضايق ابتسمت وقالت
- لا لست طفلا صغيرا.انت طفل كبير .اعرف هدا .برافو.
الفطور و الاستقبال ببشاشة،يمكن تفسيره بان مهمة من المهام الصعبة تنتظرني.انتهيت من الفطور شكرت رفيقتي و هممت بالانصراف الى المقهى،اخدت مفاتيحي فتحت باب السيارة ابنتي الصغري تناديني
بابا اليوم خميس نريد السمك
ابتسمت ، فهمت قلت لها "اوك" حبيبتي
ركنت السير بالقرب من الدرج المؤدي الى سوق السمك قرب "تاغبلوت نيحجامن" درج تركه المعمر تركه يسهل التنقل بين السوق والهضبة تركه جميلا راقيا،لكن الاستقلال أرجعه الى القرون الوسطى..نزلت الدرج كما كان ينزلها الطفل الصغير بداخلي،كل لمسة للدعامات الحديدة الجانبية توقظ ذكرى من ذكريات الطفولة البعيدة.
وصلت الى سوق السمك الوجوه القديمة و ملامحها لم تتغير لفحات شمس غشت الحارقة و قر يناير فعلا فعلتهما على الوجوه..ابتسمت في داخلي..الزمن متوقف بهذا السوق باعة من اسفي وباعة محليون، يعرضون السردين المغربي مع الثلج..اشتريت حاجياتي من السردين ز قليل من الليمون،و البقدونس و الفلفل الحار.رجعت افلا الى سيارتي، خطاي تثاقل الوزن الزائد يتعبني ، صعدت الدرج معتمدا على الدعامات الحديدية..
هرمت يا "السيمو" .خاطبتني نفسي
عاود الراسك..
هكذا اجابت نفسي متحديا عامل الزمن .مونولوغ وصراع لا ينتهي بين الشباب و الكهولة ..ليس فيه فائز او خاسر.
بعد أن جلت في الماضي القرب و البعيد وصلت دون ان ادري متى قرب السيارة. وجدت امراة قربها السيارة حيتني سألتني ان كنت سأنزل قرب السوق .رديت التحية بأحسن منها كما علمتني امي..اجبتها بالإيجاب و سألتها عن دواعي سؤالها. أجابت
أنا مريضة بالروماتيزم و رجلاي تؤلمانني،وأريد ان اصل الى مقر وكالة توزيع الماء لأدفع ثمن ألفاتورة.
ركبنا تبادلنا كلاما قليلا سألتني ان كنت من ابناء المدينة أو مجرد سائح . اجبت بالايجاب،نبهتني الى ان لكنتي لا تشبه لكنة ابناء القصيبة، استغربت لملاحظتها كانت دقيقة.حدثتها عن اصلي و فصلي لم اكن مقنعا..عربيتي ليست بها اللكنة الامازيغية.غيرت الموضوع سألتني عن ثمن السردين،اجبتها عشرة دراهم.
-اه يغلى .تكلمت بالامازيغية "غال جدا"
-عشرة دراهم غال جدا ؟
- افا ايا. "ثمنه ملتهب"
سألتها عن عملها .اجابتني انها مياومة تشتعل كخادمة منازل تارة ،و كعاملة في الحقول تارة اخرى،و بالكاد تستطيع سد رمقها هي وبنتها الوحيدة .الاخيرة رسبت في اخر سنة في التعليم الاعدادي.أخرجت مبلغا بسيطا من المال ,اعطيتها اياها.اقترحت عليها ان تشتري السردين وتعد طبقا لها و لابنتها.اخبرتني انها لن تشتري السردين بل ستشتري كيلو من الطماطم و كيلو اخر من البطاطس ونصف لتر من الزيت،وستعد طبقا من البطاطس المقلية و سلاطة من الطماطم..و ستكون وليمة بالنسبة لهما والاثنتين
وصلنا الى مقر الوكالة،نزلت حيتني.ثم اختفت داخل مبنى وكالة توزيع الماء.اختفت و اختفت معها ابتسامتي التي زرعتها في قلبي رفيقتي صباحا.
ستون عاما من الاستقلال و لازال المغاربة يتضورون جوعا. اي استقلال هذا الذي لا يضمن القوت اليومي لكل الموطنين دون استثناء؟



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العاصمة
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)
- حافي القدمين
- القصيبة و السوق الاسبوعي
- ذكرى رحيل نجمة حمراء
- السودور
- الكوري
- رسالة مفتوحة
- بيتي الاول
- في الكتاب
- فضل -العضان - في محاربة المدافعين عن حقوق الانسان


المزيد.....




- افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الزمن في أرضٍ لا يُ ...
- ماذا حدث عندما ظهر هذا النجم الهوليوودي فجأة بحفل زفاف مستوح ...
- (غموض الأبواب والإشارات السوداء)
- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - خميس في القصيبة