أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - انا الصغير














المزيد.....

انا الصغير


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


ركبت قطار الحياة ، دخلت مقطورة الذكريات مقطورة سحرية غاية في الغرابة ما أن تدخلها حتى تجد نفسك مرغما على السفر عبر الزمن . يمكنك ان تنتقل عبرها من محطة الى اخرى بدون عناء كبير فقط تختار الوجهة المفضلة وبكبسة زر تجد نفسك في المحطة المرغوبة. قطار فائق السرعة ، يطوي الزمان في لمح البصر، محطة تلوى محطة. اوقفته عند محطة الصبا البعيد. جلست على الدرج المؤدي للمارشي "السوق العصري للخضار و الفواكه"..صيحات بعض الباعة تتعالى بأثمنة الفواكه، قهقات هنا وهناك ،كلاب قطط ،جيش الذباب ايضا يؤتت الفضاء،نحلات قليلات تجوب المكان، قد تكون ظلت طريقها الى البساتين و الرحيق..أطفال صغار يلعبون قرب امهاتهم.موضة السيعينات طاغية على لباس الجميع، شعر "الهيبي" موضة الشباب.التنورات القصيرة موضة الشابات
فجاة رأيتني و انا صغير..نعم انه انا الطفل الصغير،شعري يميل الى الاصفر ووجه مكور عينان جاحظتان و انف نافر، قامة قصيرة. سقطت أنا الصغير من على الدرج نهضت ابكي وألملم جراحاتي الصغيرة .أبكي و أمسح دموعي بكم يدي . رايتني و فتاتي الصغيرة تعانقني و تبتسم في وجهي ،كي تنسيني ألم الجروح و السقوط ، احسست بدفء يديها على ظهري ابتسمت وضممتها.هي لوحدها كانت بلسما يشفي جميع جراحاتي..تقاسمنا الضحكات و حبات التين التي حملتها معها.أكلتها بنهم و نسيت الامي وجراحي.سألتها
ماذا تفعلين هنا ؟
-امي قالت لي نقلب عليك و نمشيو نتسخرو ليها.( امي طلبت مني ان افتش عنك و ندهب سويا لشراء بعض المستلزمات)
ماذا سنشتري ؟
- نسيت كل ما قالته لي أمي .
ضحك الطفلين الصغيرين ,انا اراقب نفسي و فتاتي عندما كنا صغيرين..صورة ملاكين صغيرين جميلين فاتنين .الابتسامتان عنوان بارز للصفاء و النقاء و الطهر.بعد ان رأيت الصورة و انا كبير قلت في نفسي: لاشبيه للقمر بين سائر الكواكب،و لا شبيه للشمس بين سائر النجوم، البحر ملك الماء، و الغابة ملكة الخضرة و هي كانت ملكتي ومملكتي.
خلل ما أصاب مقطورة القطار العجيب. أعادني الزمان الى زماني اختفت صورة الطفلين و الصبا و الفواكه و النقاء و الوضوح و الطهرانية .
دخلت الحمام و نقعت جسمي الخشن في الماء الدافئ و استسلمت للتعب
بدأت افكر في حالي و أحوالي ورحلتي في الحياة،بدأ دماغي يعد الخطط و الخطط البديلة و يرسم خرائط الطريق و يحسب الحسابات و الاحتمالات. دخلت رفيقتي الى الحمام و سألتني هل تستريح ؟ ضحت مقهقها .ابسمت و سالتني ما سر هذه الضحكة ؟ قلت سأحكي لك حكاية وقعت للرفيق" لينين"
كان لينين يجلس الى طاولة أمام بيته مفكرا فمر فلاح فساله:"هل ترتاح يا رفيق لينين ؟" أجابه: " لا رفيقي اني أشتغل ." وبعد مدة مر نفس الفلاح، فراى لينين يعزق بمنكاش حديقة بيته الصغيرة، فنتوقف و سأله "هل تشتغل يا رفيق لينين ؟ " أجابه " لا .استريح.".قالت عظيم يا فلسفوف زمانه .أما انا فاذكرك بمقولة رائعة للرفيق جورج ديميتروف الدي قال مقولنه الشهيرة "تسلوا ايها الرفاق فالدرب طويل".




#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبي
- ما بعد الخمسين
- رسالة الى والي الداخلة -و ادي الذهب
- الطنز العكري
- ساقول كلمتي
- سعاد
- الثوريون
- درس في الاحترام
- قرب المدرسة
- قبل المدرسة بقليل
- عاشة البوهيمية
- سفر
- ذكرى ابي
- سالبا سالبا
- خميس في القصيبة
- في العاصمة
- الجوهرة
- القصيبة مدينة الصقور.
- الزهرة الجميلة
- معلمتي الجميلة


المزيد.....




- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - انا الصغير