أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - كشف اللصوص الصغار للتستر عن اللصوص الكبار














المزيد.....

كشف اللصوص الصغار للتستر عن اللصوص الكبار


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 04:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقرير المجلس الأعلى للحسابات: كشف اللصوص الصغار للتستر عن اللصوص الكبار…
أساليب خداع مألوفة...

كثيرا ما تلجأ الأنظمة الرجعية إلى إحداث ضجات إعلامية خادعة بواسطة الأبواق المملوكة والمرتزقة، وذلك للتستر عن أحداث كبيرة أو الكشف عن فضيحة يكون بطلها/كبش الفداء أحد العملاء أو أحد الموظفين الكبار، وأحيانا أحد المقربين من مراكز القرار إذا تطلبت الخطة ذلك؛ ودائما من أجل تفادي انكشاف الجرائم الكبرى في حق شعبنا أو تمرير مخطط طبقي في غفلة من الجماهير الشعبية المضطهدة… وهذا ما تعيشه بلادنا في الآونة الأخيرة من كثرة الأحداث المفبركة والمناورات المحبوكة بدقة متناهية، لدرجة أن عددا كبيرا من المناضلين وحتى بعض "الثوريين" قد انساقوا دفعة واحدة وراء تلك الأحداث التي أخرجتها أجهزة المخابرات إخراجا، لدرجة أنه أصبح من السهل على النظام القائم بالمغرب خلق أي نقاش أو ضجة للإلهاء وجس النبض، وبالمقابل تمرير هذا المخطط أو ذاك دون مقاومة أو مواجهة حقيقية.
ونؤكد في هذا الصدد، أن النظام مستعد للتضحية بأكبر خادم له مقابل ضمان استمراره وخدمة مصالحه الطبقية ومصالح البرجوازية الكبيرة والامبريالية، وهذه حقيقة يؤكدها تاريخه الدموي في عمليات التصفية المشبوهة لعملائه بعد انتهاء أدوارهم القذرة.
ومناسبة هذا التقديم العام هو التقرير الأخير عن سنة 2018 الذي أصدره المجلس الأعلى للحسابات في النصف الأول من شتنبر الحالي، والذي يرصد من خلاله (حسب بعض فقراته) اختلالات وتلاعبات وتضخيم في أثمنة بعض المقتنيات التي باشرتها بعض المجالس الجماعية والمصالح الخارجية... إلخ. هذا بالإضافة إلى رصده لعمليات التهرب الضريبي لدى الكثير من الشركات والهيئات الخاضعة للضريبة. وحسب ذات التقرير (الذي اعتبره البعض بأنه تقرير جريء و"ثوري" على شاكلة خطاب 09 مارس 2011)، فإن المداخيل الجبائية يؤديها أقل من 1 في المائة من الواجب عليهم أداء الضريبة... إلخ. للإشارة فإن صدور هذا التقرير جاء مباشرة بعد المناظرة الثالثة حول الجبايات بالمغرب المنظمة بداية ماي المنصرم بمدينة الصخيرات، وهو ما يفيد وجود تنسيق مسبق بين مؤسسات النظام وأجهزته لتوجيه النقاش، مما سيشكل أرضية لتزيل تشريعات جديدة للتغطية عن العجز المالي ومحاولة الموازنة بين الناتج الداخلي الخام والمديونية الخارجية التي وصلت إلى أرقام (نسب مئوية) خيالية من الناتج الداخلي الخام حسب المعطيات الرسمية.
إن هذا التقرير لم يمس بأي شكل من الأشكال المصالح العليا للنظام والبرجوازية الكبيرة (الكمبرادور والملاكين العقاريين)، ولم يكشف عن حجم الجرائم الاقتصادية والمالية والإدارية المرتكبة من طرف مختلف الشركات والمقاولات المحمية والمحصنة، خصوصا أن أغلب هذه "المافيات" تتهرب بشكل "مقنن" و"مشروع" من أداء الضرائب. كما أنه لم يشر إلى حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد المحلي من جراء التسهيلات الجمركية والإعفاءات الضريبية والتسهيلات القانونية للشركات والمقاولات الأجنبية التي تنبت كالفطر في المناطق الصناعية المسماة "حرة"...
إن "المجلس الأعلى للحسابات" كآلية مراقبة شكلية على المقاس وتحت التعليمات عاجز عن قول الحقيقة كاملة. ببساطة، لأن النظام من نصبه ليتستر عن الجرائم الكبرى في كل المجالات، وليقدم أكباش الفداء كلما دعت الضرورة لذلك.
إننا في المغرب، لسنا في حاجة الى مثل هذا المجلس الشكلي، فروائح الفساد تزكم الأنوف وتتجاوز الحدود. فوحدها التقارير الدولية يمكن أن تفضح المستور (الصحة والتعليم والسكن والتشغيل...). وأكثر من ذلك، فأسماء المتورطين في الجرائم السياسية والمالية والإدارية معروفة (نار على علم). أما شعار "ربط المسؤولية بالمحاسبة" فلدر الرماد في العيون والاستهلاك والواجهة الخارجية. كما أنه سيف على رقاب "المتمردين"، والصغار منهم بالخصوص...
فأين هو المجلس/أداة التضليل من التقارير عن الشركات والمجموعات التابعة للنظام ومحيطه، والتي تتربع على عرش المحتكرين والناهبين لفائض القيمة، بعد الشركات الامبريالية المستثمرة في خيرات البلاد المعلومة وغير المعلومة، هذا الفائض الذي تنتجه الطبقة العاملة، ولا تستفيد أي شيء سوى المعاناة تلو المعاناة؟
إننا لا ننفي ما ورد في التقرير من فساد صغير/"أصغر" ومعلوم لدى العموم، لأن كل المؤسسات والمقاولات والإدارات ينخرها الفساد، بل إنها قائمة على الفساد والريع حتى تساهم في نهب خيرات البلاد وتكديس الثروة في "معسكر" طبقي عميل للإمبريالية. وفي ظل نظام فاسد ويرعى الفساد لا فائدة من التغني بمحاولات إصلاحه، بل المطلوب النضال بحزم ومسؤولية من أجل كنسه إلى مزبلة التاريخ وتأسيس نظام شعبي وطني وديمقراطي.



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل المعنوي للمناضل
- من تجارب الشعوب يستقي الشيوعي الدروس والعبر
- النهج يجر الجمعية -لمبايعة- الجماعة
- حوادث سير أم قتل جماعي للعمال؟
- المغرب: العدل والإحسان والعدالة والتنمية وجهان لعملة واحدة
- السؤال السديد: لماذا استمرار الاعتقال السياسي؟
- مصائب شعبنا لا تأتي فرادى
- إقصاء أم صفقة مع حزب النهج!!
- المغرب: ليطور المناضلون أشكالهم النضالية...
- معنى غياب حزب النهج الديمقراطي عن ندوة جماعة العدل والإحسان! ...
- جماعة -العدل والإحسان-...
- فدرالية اليسار الديمقراطي في قفص الاتهام..
- الأموي -بوتفليقة-
- المحنة مرآة
- في المغرب: القتل برا وبحرا...
- تيار البديل الجذري المغربي
- لا لتشويه الأشكال النضالية..!!
- المعتقلون السياسيون بالمغرب: معاناة التمييز
- ذكرى الاستشهاد والشهداء، وماذا بعد؟
- -نضال- المتعة...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - كشف اللصوص الصغار للتستر عن اللصوص الكبار