تحقيق فيدرالي

مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 23:45
المحور: الادب والفن
    

في هذا القفص الحديدي، يمنحك الرب الفرص للاعتذار، لكن بابها مغلق، لا تسمح لك بالاعتذار...
يتوجب عليك ،كآخر عميل سري في الجيل الذهبي للمحبة، أن تفاوض باستماتة، حتى يسمحوا لك أن تمرر رسالتك نحو قلبها المغلق، وأن تقول لها مباشرة، أنا قيد التوقيف!!
أنا أحبك.
اهدأ...
لا تصرخ، والزم قانون اللعبة حتى النهاية، لا تفتح فمك بالكلام أبدًا إلا في حضور قلبها، أو صورتها الأخيرة عبر التليجرام...
تجهز الآن لجهاز كشف الحب، ولا تخاف، لا يوجد في الدنيا قلب أحبها كما تحب...
اهدأ...
تعرف التفاصيل، تدربت عليها، سيحاولون نزع اعتراف منك بكل الصورة المحتملة، لا يمكن للضباط الذين سيستجوبونك أن يحصلوا على مكانها في قلبك، مخبئة جدًا...
اهدأ...
العقار الذي حقنوك به منذ ساعة لن يفلح في انتزاع شهادتك بأنها ربة القلب، وسيدة الأماسي، وابنة الحكايات قبل النوم، ومصدر انفجار الجمال في الكون، وأنها حبيبتك الأولى والأخيرة في هذا الزمان...
اهدأ...
خذ نفسًا عميقًا كما عودتك، واتبع تعليماتها للنجاة بحبك، ثم ابتسم، وحدثهم عن "الخفة"، وكرر لنفسك: "كاوما... كاوما... كاوما أيها الرجل"...
اهدأ...
كن مطمئنًا إلى الحد الذي كلما يغيب عقلك، يراها، وكلما ينطق لسانك، أو ينفتح عقلك بالأسرار البعيدة، اعلم؛ أنت تراها...
ثلاث ساعات ستمضي مثلما مضت السنون العجاف في زمن الجفاف،
انظر؛
هنا قلبك على شاشة العرض، ووحدك من يراها، وحدك من يعرف نحوها سُبل الوصول...
اطرد الآن كل الصور، ولتأت صورتها على مهل، لا تخاف...
فالتحقيق في حضرتها طقس يزيد متعة الاحتجاز.
اهدأ...
ثم استعد، وأرخ عنك هذا القلق...
أنت حر في محبتها، فانطلق
لا تفكر في القفص الحديدي، أنت حرٌ تمامًا بلا لجام...
أنت حر...
فانظر نحو قلبك، ثم قلها باقتدار:
أحبك رغم المسافات، رغم الديانات، رغم الحقيقة والمجاز...
أحبك كلما ضحك في الدنيا طفلٌ، كلما هدل اليمام...
أحبك كلما صيح ديك للصباح وغنى...
أحبك، لا ملام.

#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل