أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - أنتِ














المزيد.....

أنتِ


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


أنتِ
أنتِ مدى، وأنا ظلُ طائر يدوسه الناس دون انتباه،
أنت مدى، وأنا خيط السحاب البعيد بعد ليل من شتاء
أنت مدى، وأنا ورقة بيضاء يثقبها طفل، تطير إلى السماء،
أنت مدى، وأنا طيف ابتهج حين لامسكِ على جدار الماء...
أنت المدى، والمدى كل الحياة.
أنا لا أريدك ككل النساء في حياتي، علامة استفهام، أو علامة تعجب في نهاية جملة الوصف لما بيننا...
أنا أريدك نقطة في نهاية سطر مضى، بعدها آلاف من سطور بيضاء لم يخدش براءة صفوها حرف...
دعوتُ الله أن يخلقني بذرة، خفيفة، تحملها الريح إلى أرضك، يغمرها مطر استسقاه الناس على بركة اسمك، فأنبت للعالمين شجرة الخلد، وحبًا لا يزول، ثمرها يأكله المحبطون، التائهون، الخائفون، المرهقون، الحالمون، النادمون إذ زُرِعُوا عمرًا في البوار، ويحمدون الله على سر سقاية الاسم لجذري الجديد...
دعوت الله، لو أن أرضك لا تخاف!!
فالبذور المنقولة جوا عبر المطارات يفسدها تغيير المناخ، وهذا ظلم في شرع زراعة الأشجار...
للأرض روح، وللبذور روح، والخوف بور لا يُصلحه السحاب، فمن يمنحُكِ سرَّ إصلاح البَوار؟!
أنتِ طازجة جدًا كحبة فراولة اختارها مخرج إعلانات موهوب في إبراز الجمال، وفتح شهية الناس للحياة...
أنت صافية كحليب أم كلما أخرجت ثديها لرضيعها، هدهده دفء فريد، ثم نام...
أنت شمس ديسمبر الخجلى كلما رآها المحصورون في برد التجارب؛ اندفعوا نحوها رغبًا ولهفة للنور في مدن الضباب...
أنت عندي كمثل آدم، وعيسى، معجزتان للخلق، موجودة حتى في انعدام أسباب الحياة...
أنت لي كدعوة خديجة للرسول، فكيف يخزيني ربي، وأنت ملء الحياة؟!
أنت نورٌ مقدسٌ كاسمك، والنورُ لا يغلبه ظلامُ، فلا تلومي كفيفًا جاء يحبو كطفل، وكوني كأم كلما يخطو إليها، يرتمي في حضنِ ملاك...
أنت حلمٌ، لم يفسره يوسف، فقاسمك شطر الجمال، وقال لي؛ اجعلها على خزائن القلب، فإن لكَ في المحبة ألا تجوع أو تعرى، كل يوم لها في القلب شأن، وازدياد...
أنتِ الملاذ!!
أنتِ معلمةُ صفي الأول، تمحو الحروف من سبورتي السوداء، فتبدو بيضاء في معجزةٍ تلائم قلب الطفولي...
كلما يخط الزملاء شخبطات أو يرسمون خيوط العنكبوت، أجري إليها، وأصرخ؛ هذا جسدي هنيئًا، فاطعنوه، واشربوا دمي نبيذًا في العشاء...
اتركها واتركوني،
واتركوا لي حبيبتي الأولى بصدق، اتركوا لي معلمة صفي الأول، تمحو أخطاء الهجاء حين أخلط في المسافة بين الصديق والحبيب، دعوها تصوب الإملاء في عين قلبي، فأبني جدارًا بين المادتين المعجميتين؛ ص د ق، و مادة حبّ المضعفة...
يا الله!! لا يجتمعان!! وأنا الساذج في بحر الأمنيات، طفلٌ أحبّ...
أنتِ حكايةُ قبل نومي، وضحكةُ يمامةٍ جاءت مع شيخي تغني للغريب، وللوحيد، وأنا فتاتُ خبز فوق رأس الحكاية تسرقه الجوارح...
أنتِ بئر للمسافرين في رحلة اليعاقبة الأوائل، وأنا الظمآن مغدورٌ في رحلتي الشتاء والصيف، طفلٌ أنا، لم يلتقطه العزيز، ولم تراوده النساء...
بِكرٌ في جناية الحبّ، ومصلوبٌ كالمسيح ينادى؛
أنا الشيعي يا الزهراءُ، وذاك الذي باعني لليهود ليصلبوني، لولا أن المعلمة صوبت اسمي، لأعدموني...
والتين والزيتون يا أم الحسين، أنتِ أنتِ، وأنا على درب الجنون، ورأس ابنك لا تخوني!!

لوس أنجلوس، كاليفورنيا
26 فبراير 2019



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة
- عصفورة سابايا
- موجة
- الحمار المحظوظ
- لو كنتِ هنا
- أريد امرأة
- سفرٌ أخير
- من أحقاد الفلسفة المقدسة (شوبنهاور نموذجًا)
- جائز جدًا
- امرأة أحبها
- بضع أشياء
- نسيتُ
- أنا قاتل
- للبحر مدينة اسمها الإسكندرية
- إسكندرية
- رأيت الله
- أنا بخير
- جميلة أنتِ
- استرنجيرو
- أن تحطم صنمًا... (محفوظ وأدونيس؛ الصنم النبيل)


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - أنتِ