أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى














المزيد.....

تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن الإسلام هو حركة سياسية قومية عربية، توشحت بالدين تبعاً لثقافة العصور القديمة، كما إن تداعيات التاريخ الإسلامى، فى الشرق الأوسط، وعلى جوانبه، والتى هى سر شقائنا اليوم ، يمكن أن توضع بشكل محدد، فى إطار من الوعى الزائف والصهر القسرى ، فقد وضع الصراع السياسى على وراثة دولة محمد ، التى أسسها فى المدينة، بذور ذلك الوعى الزائف ، حيث إنقسمت الأحزاب المتصارعة على ميراثه إلى ثلاثة أحزاب رئيسية، هى السنة والشيعة والخوارج، والتى آمنت بأن السلطة هى تفويض إلهى، وليست عقد إجتماعى، ثم حملت موجة الغزوات العربية، والتى يسميها المؤرخون المسلمون بالفتوحات، وبالجهاد ،ويسميها علماء التاريخ، بآخر موجات الهجرة السامية من الجزيرة العربية، هذا الوعى الزائف إلى كل مكان حلت به بعد ذلك ، حتى أواسط آسيا شرقاً ، وأسبانيا غرباً ، وجنوباً إلى إفريقيا ، حاملة معها المشكلة الأخرى، وهى مشكلة الصهر القسرى للقوميات والأعراق التى تعرضت لذلك الغزو البربرى المقدس، والتى حملت الأجيال الجديدة من المولدين المسلمين راياته،الفرس والترك والبربر الأمازيج تحديداً.
ففى الشرق، حيث إنساحت القبائل العربية بالقوة وإستقرت بكثافة ، حاملة معها أحزابها السياسية الثلاثة، وصراعاتها الوحشية ، وفى عهد الدولة الأموية تحديداً، والعباسية على يد المولدين الفرس والأتراك بعد ذلك، سوف نجد أن الظاهرتين قد عملتا بقوة جنب إلى جنب، االوعى الزائف والصهر القسرى ، مخلفة ورائها ميراث هائل من الصراع والمفاهيم الزائفة، يتبدى اليوم بوضوح فى العداء القومى الفارسى التركى الشديد للأب العربى الغازى، رغم قيادتهما لميراثه، وفى دويلات الخوارج، طالبان والقاعدة وداعش،والفرقة الفاطمية، أحفاد القرامطة والحشاشين الفيداوية، وفى نزاعات مناطق التماس الحضارى، حيث وصلت غزوات والفرس والأتراك ، فى شيشان الروس ، وإيغور الصين ، وكشمير الهند وباكستان ، وكذلك فى البوسنة والهرسك وكوسوفو والجبل الأسود والبلقان ، حيث وصلت غزوات الأتراك العثمانيين ، وفى الغرب حيث إنساحت القبائل العربية، والأمازيجية بعد ذلك، وإستقرت بنفس العنف والكثافة، حاملة معها نفس أحزابها السياسية الثلاثة، مخضعة بالقوة ، مصر وشمال إفريقيا وأسبانيا، الإستثناء الوحيد الناجى من تداعيات التاريخ الإسلامى، بسبب متانة جذوره الأوربية ، نجد إنبعاث الروح القومية الغاضب للمصريين، الأقباط ، والنخب المسلمة على السواء، وللأمازيج البربر، ضد الأب العربى الغازى، رغم مساهمتهم فى ميراثه ، يواكبها حروب أبناء هلال وسليم، ودويلات الخوارج ، الهاربة من مركز الخلافة ، داعش والقاعدة والإخوان والسلفية، فى سيناء والمغرب الكبير، التى تحاول تثبيت تداعيات ذلك التاريخ ، الوعى الزائف والصهر القسرى، ولايختلف الأمر كثيراً جنوباً ، بإتجاه الإسلام الإفريقى، الذى أسسته الهجرات العربية القديمة، والإسلامية فى العصر العباسى ، على ساحل شرق إفريقيا وفى القرن الإفريقى تحديداً، وغزوات المرابطين لغرب إفريقيا، بإتجاه غانا ومالى والسنغال ونيجيريا، فى القرن االخامس الهجرى بعد ذلك، مفجرة الصراعات القومية والعرقية التى نراها اليوم، بين شعوب القارة الأصلية ، وبين تلك الممتزجة بدماء الغازى العربى الإسلامى، يقودها ذلك الوحش الإفريقى، بوكو حرام الإسلامى، رسول الوعى الزائف والصهر القسرى.
خريطة شديدة التعقيد من الأزمة والصراع، صنعها التاريخ الإسلامى على مساحة واسعة من الزمان والمكان، أصبحت تعرف اليوم بحزام الإسلام ، أسس فيها لثقافة فريدة للطغيان، والوعى الجمعى الزائف، لايبدو لها حل فى القريب العاجل ، فمن المستحيل العودة إلى الماضى، والى دولة محمد فى المدينة ، لمنع تداعيات ذلك التاريخ القاتل ، فقد إختلطت دماء الشعوب بشكل لايمكن تمييزه ، كما تعمقت تلك الأفكار الزائفة وأصبحت عقيدة ، لذا فمرة أخرى، وليست أخيرة ، فإن الحل يكمن فى أن نقفز جميعاً بلا إستثناء، عرب وفرس وأتراك وكرد ومصريين وأمازيج، نحو المستقبل، بدلاً من محاولة العودة العبثية إلى الماضى القبلى والقومى، الذى تجاوزه التاريخ هو الآخر، نحو الديموقراطية ودولة القانون والعقد الإجتماعى ، دولة العصور الحديثة ، فكما يجلب الطغيان معه ثقافته الزائفة ، فإن الديموقراطية تجلب معها أيضاً ثقافتها الحقيقية، والعدل ، والمساواة ، والحرية.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط بين الصفويين والعثمانيين والوطنيين المزعومين
- فى الرد على يوسى كلاين هاليفى- رسائل إلى جارى الفلسطينى - عب ...
- سجون مماليك يوليو-من محمد نجيب إلى محمد مرسى
- توماس جيفرسون ، مسيح العالم الجديد
- الربوبية بين الكفر والإيمان
- إنتخابات الرئاسة الإندونيسية ومعركة الديموقراطية
- مصر المسيحية - تأليف - إدوارد هاردى - ترجمة -عبدالجواد سيد
- شم النسيم - عيد الفرح والخلود
- تاريخ مصر فى العصور الوسطى - تأليف ستانلى لين بول - ترجمة عب ...
- مصر الحديثة وصراع الهوية
- تعديلات الدستور وأغلال العثمانيين والمماليك
- المرأة السعودية ، صراع الحرية والتغيير
- رسائل العام الجديد
- تداعيات التاريخ والصراع فى اليمن
- إغتيال خاشقجى والعالم والمملكة السعودية
- نبيل النقيب ، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
- الجامعة العربية والشرق الأوسط والمتوسط
- بوتين وإغتيال الثورة السورية
- مختصر تاريخ اليونان القديم
- قانون يهودية إسرائيل وصراع الخير والشر فى الشرق الأوسط


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - تاريخ الإسلام بين الوعى الزائف والصهر القسرى