أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بعض من بعض الذي كان ..7.. نظرية المؤامرة.














المزيد.....

بعض من بعض الذي كان ..7.. نظرية المؤامرة.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6326 - 2019 / 8 / 20 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على صعيد آخر ليس عجبا أن تلتزم بعض المراجعات التاريخية بالقراءة النكوصية بسبب النكسات التي صاحبت تجارب أصحابها والإحباطات النفسية التي أصابتهم. الواقع إن ذلك هو الذي يحدث في الغالب. الكثيرون من الذين تأكدوا من عقم التجارب الثورية السابقة باتوا يؤكدون على أنه قد كان مقدرا للأنظمة الملكية أن تتطور بشكل حضاري ديمقراطي سياقي لو أن العسكر والحركات الثورية لم يدخلوا على الخط ليقطعوا الطريق على ذلك المسار. هذا الأمر في إعتقادي ليس صحيحا بالمرة لأن تلك الأنظمة كانت جزءا من عالم إنكليزي بدأ ينحسربعد دخول العالم في الحقبة السوفيتية الأمريكية.
وربما تفهم هذه كإشارة إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية هي التي خططت لإحتلال المكانة التي كان الإنكليز يحتلونها في هذين البلدين العربيين الهامين فدعمت بالتالي إنقلابي مصر عام 1952 الذي قاده جمال عبدالناصروإنقلاب العراق عام 1958 الذي قاده عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف, لكن لم يتسرب لحد الآن وثائقيا ما يؤكد ذلك كما أن عشرات الكتب التي صدرت في تلك الفترة من قبل مسؤولين في الإدارة الأمريكية وأجهزة المخابرات مضافا إليها تلك التي كشف عنها الإنكليز كالعادة بأنفسهم لم تؤكد على وجود صلة أمريكية بتلك الأحداث.
وستقفز إلى الأذهان في هذه الحالة نظرية المؤامرة لكي تضع هذه الإتهامات في خانة التخيلات مضافا إليها ما أتت به ثقافة النكوص التي لم تلزم نفسها أبدا بإجراء مراجعات مهنية أو حرفية رصينة بل إنطلقت بتشجيع من عوامل الإحباط وخيبة الأمل الكبيرة بالنكسات والهزائم التي تسببت بها هذه الأنظمة إلى أن تهمل إلى حد كبير تأثير العوامل الذاتية والموضوعية والتاريخية التي ساعدت على إنفجار الحدثين المصري والعراقي وكأن الرجال الذين قادوا تلك الأحداث لم يكونوا أبناء وورثة لتاريخ وثقافة وطنية من شأنها أن تخلق فيهم تطلعات نحو مستقبل يتحقق فيه الإستقلال والنهضة الوطنية.
ولنتذكر أن أمريكا كانت قد رفضت منذ البداية أن تصافح اليد المصرية التي مدت إليها, لقد حاول النظام الجمهوري الجديد أن يكون طرفا في علاقة صداقة تقوم على المنافع المتبادلة, غير أن أمريكا كانت قد قدرت أنها ليست بحاجة إلى صداقة بينها وبين نظام وطني عربي يسعى إلى دور ومصالح في منطقة الشرق العربي, فالصداقة الإستراتيجية التي تحقق لأمريكا مصالحها الإستراتيجية في منطقة النفط العربي كانت قائمة فعليا بين أهم دولتين في تلك المنطقة وهما إسرائيل والسعودية, وربما رأت أمريكا أن الصداقة مع مصر ستكون مكلفة جدا, فهذا الوطن الجائع ستكون صداقته باهضة الثمن , ففي حين ان السعودية هي خزان نفطي وإسرائيل هي خزان عسكري فإن مصر هي خزان للبشر الفقراء الذي يريد زعيمها الصداقة كي يستفيد حتى دون قدرة على تحقيق اي فائدة بالمقابل.
إن نظرية المؤامرة تعفينا حقا من الإقترابات الموضوعية الدقيقة لفهم الحدث ومعرفة أسبابه من خلال ضرورة التعرف على بنيته الداخلية وشعابه المتعددة وأشكاله المركبة, فهي بالتالي توفرعلينا الكثير من التعب, يكفينا أن نختتم الحوارعند بدايته فنؤكد على أن ناصر كان قد قام بإنقلابه بالإتفاق مع السفارة الأمريكية, وستتسع هذه الثقافة لتضم أيضا الإنقلاب الذي قاده عبدالكريم قاسم ضد الحكم الملكي بدعوى أن المنطقة برمتها صار مقدرا لها أن تسكن الحضن الأمريكي وذلك بعد تدهور صحة المريض الإنكليزي.
أما صدام حسين فسوف تقول لنا نظرية المؤامرة أنه لم يقم بحربه ضد "الثورة الإيرانية الإسلامية" إلا بعد تلقيه إشارات أمريكية سرية بهذا الخصوص, أو أنه كان قد فعلها إستجابة لطلب من حكام السعودية, أما غزوة الكويت فثمة تأكيدات على أن "غلاسبي" هي التي أمرته بذلك. حتى حسن العلوي كان إكتشف أن أن تلك الغزوة كانت تمت لغرض التخلص من دبابات ومدافع وصواريخ الجيش العراقي الذي كان قد تضخم في أثناء الحرب مع إيران وكأنه لم يكن مُيسَّرا لصدام أن ينزع سلاح جيشه دون تلك الملحمة العتيدة.
وحتى بعد أن غزا الأمريكان بلد صدام حسين وأطاحوا بنظامه وقضوا على مملكته وقتلوا أولاده وحفيده ونفوا زوجته وبنتيه وأعدموا الثلاثة من إخوته غير الأشقاء إضافة إلى أبن عمه علي حسن المجيد وشردوا الأقرب من حراسه ثم قدموه هو بالذات هدية للمالكي كي يعدمه فجر يوم عيد فإن أصحاب نظرية المؤامرة لم يخلدوا أبدا للراحة إذ لا زال صدام حسين بالنسبة إليهم ليس أكثر من عميل أمريكي كان قد تمرد على أسياده الأمريكان فسعوا للقضاء عليه من خلال إجتياح مملكته والإطاحة بعرشه.
الشيوعيون أنفسهم لم يتخلوا عن الركب فهم منذ البداية كانوا قد قدروا أن البعث نفسه كان تأسس لغرض مجابهة الشيوعية متغافلين عن حقيقة أن نظرية المؤامرة هي سيف بحدين وإن خصومهم القوميين والإسلاميين كانوا قد أشاعوا منذ البداية أن الحزب الشيوعي الروسي كان قد أسسه الصهاينة, أما دليل هؤلاء على ذلك فهو وجود يهود روس في صفوف مؤسسيه ولجنته الماركسية, وحتى أن ماركس نفسه كان يهوديا, ويكفيهم أن الإتحاد السوفيتي كان أول المعترفين بدولة إسرائيل حال قيامها, وحتى أنها سبقت أمريكا إلى ذلك, أما شيوعي بريمر فما زالوا يرددون الرواية التي تقول إنهم سمعوا علي صالح السعدي يقول بعظمة لسانه ( ان البعثيين قد جاءوا بقطار أمريكي).



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من بعض الذي كان .. 6.. القراءة المرتدة
- بعض من بعض الذي كان ..5 .. عيوب في نظرية العصر الجميل
- بعض من بعض الذي كان .. 4..عبقرية نوري السعيد أم تبعيته
- قطة ليلة الدخلة .. 3 .. بعض من بعض الذي كان
- في رثاء ولدي .. سعد الصالحي , الطبيب والفنان والشاعر
- بعض من بعض الذي كان .. 2 – تدوين أم إعتراف
- بعض من بعض الذي كان .. (1) .. تدوين أم إعتراف
- بين أمريكا وإيران .. حرب أم لاحرب
- 14 تموز .. ثورة من كانت الثورة
- الدولة السمسارة
- بيننا وبين إيران والسعودية .. ثنائية الكراهية
- المرجعية الشيعية العراقية ودولة الكيان الموازي*
- القسم الرابع .. ثلاثة إسلامات*
- يوم الخلاص آتٍ آتٍ وإن طال أمده
- حول السعودية وإيران والحوثيين
- الإيرانيون ونحن وناس آخرون
- عن (أبناء ملجم) مرة أخرى
- أميري أنا وليس أميركم يا أبناء ملجم .. بمناسبة يوم إستشهاده
- إلى جماعة الماما تيريزا من خصوم الحرب ضد إيران
- الإسلام السياسي العربي بشقيه / وقضية التبعية والعمالة*


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بعض من بعض الذي كان ..7.. نظرية المؤامرة.