أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جعفر المظفر - حول السعودية وإيران والحوثيين














المزيد.....

حول السعودية وإيران والحوثيين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6251 - 2019 / 6 / 5 - 16:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


حول السعودية وإيران والحوثيين
جعفر المظفر
الأخ الأستاذ (...) المحترم:
بعيدا عن لغة الصواريخ وخطابات الدفاع الهائلة عن الأمن القومي والسعودي الذي هددته جملتي القصيرة دفاعا عن فقراء اليمن, وهي الجملة التي أنستك مئات المقالات التي كتبتها بقلمي ضد الخطر الإيراني.
ولكوني قبلك, ومثلك على الأقل, حماسا في الدفاع عن الأمن القومي العربي, سعوديا كان أم عراقيا أم مصريا.. بعيدا عن كل ذلك سأقول لا سوف لن يفسد إختلافكم معي للود قضية.
وقبلها بكل تأكيد سوف لن أنسى تمنياتي لك بالعيد السعيد, ومعه إعتذاري عن إرتكاب إثم الإساءة إلى حماة الكعبة وسدنة بيت الله الحرام !

ولي أن اشكرك حقا لأنك وفرت لي فرصة أن أوضح أفكاري بما يكفي للرد بشكل ولو غير مباشر على خصومي الطائفيين من الشيعة حتى يتوضح لأهلي العراقيين جميعا بانني لست ضد الشيعة حينما أهاجم الطائفيين منهم.
ويحزنني حقا نسيانك المئات من المقالات التي هاجمت فيها إيران لمجرد تجرئي بكتابة جملة واحدة وقصيرة (تشتم العنب السعودي والإماراتي الأسود).

ولأني لست من أنصار ثقافة (يا أبيض يا اسود) أو ثقافة (إن لم تكن معي على طول الخط فأنت ضدي على طول الخط) فقد سمحت لنفسي أن أختلف معك هذه المرة, حول السياسة السعودية تجاه اليمن, وليس حول السعودية نفسها, وسأقرر منذ البداية أن أفضل وسيلة لحماية الأمن الوطني القومي السعودي هي الإهتمام بفقراء اليمن وليس ضربهم بالطائرات..
وعفوا عن الخطأ, إذا لم أكن قادرا على نسيان ثقافة قومية بعثية, طويلة عريضة كنت تلقيتها منذ نعومة اظفاري, وكانت علمتني أن السعودية ونظامها هي دولة رجعية وملوكها متعاونين بالأصل مع الصهيونية.
لقد علمني ذلك جمال عبدالناصر يوم نشر رسالة من الملك فيصل بن عبدالعزيز وهو يطلب من جونسون الرئيس الأمريكي أن تلحق بنظامه وحتى أن تتعاون مع إسرائيل لغرض ردع عبدالناصر الذي كان قد إنحاز إلى ثوار اليمن وقتها, وحينها لم يكن هناك خميني ولا الحوثيين يهددان تاج الملوك السعوديين وأمنهم القومي بل كان هم الفقراء اليمنيون من يدافع عن أمنه الحياتي الذي ينكره عليهم ملوك السعودية, أولئك الذين يعتبرون اليمن ليس أكثر من حديقة سعودية ويعتبرون شعبها عبيدا لا يحق لهم رفع رؤوسهم او الإهتمام بمستقبل بلادهم.

وهذه الثقافة, التي كان لقّنها لي عبدالناصر وليس الخميني او خامنئي, هي نفسها التي كان قد لقنها لي صدام حسين يوم كنا أنا وإياك نرضع من ثدي ثقافة بعثية واحدة علمتنا أن ملوك السعودية ليسوا أكثر من عملاء للصهيونية وهم رجعيون حد العظم..

نعم انا لا انكر ان الحوثيين هم أبناء حركة إسلامية مذهبية تتعاون مع إيران الآن مضطرة بعد أن خذلها العالم جميعا, وقبلها فقد كنت هاجمت في أكثر من مقالة حزب الله اللبناني وتجييشه للشيعة اللبنانيين بإتجاهات طائفية تضر بالأمن القومي اللبناني والعربي بشكل عام, وما زلت أندد يوميا بتبعية وعمالة الأحزاب الطائفية الشيعية العراقية, ولم أذهب في اية لحظة للإنحياز لإيران وأنا في قمة عدائي لصدام حسين وتناقضي معه.
لكني أعرف أيضا يا صديقي ان الإنحيازات المطلقة على الجهة الأخرى التي تنحدر منها أنت, والتي قد تبعث برسائل ذات دخانٍ طائفي, بإمكانها أن تساعد إيران على التسلل بسهولة لشق الصف الوطني العراقي وإستسهال ذبحه, ولذا فقد كنت قد قدرت وقتها أن الإهتمام بالجنوب العراقي وبأهله الفقراء يجب أن يكون خط دفاعنا الأول ضد المخططات الإيرانية التي من المقدر ومن الطبيعي انها ستنفذ من بوابات الشعور بالحيف الإجتماعي.

وفي نفس السياق تجرأت فرأيت أن الإهتمام بفقراء اليمن سوف يحرم الإيرانيين من فرص النفاذ إلى المجتمع اليمني وسوف يحرم القوى المذهبية (الزيدية) من فرص الإنحياز من موقع المضطر لإيران.
ولا أظنك تجهل الفرق بين الشيعة الإماميين الجعفريين وبين الشيعة الزيدين, لإن ذلك سيحرمك من معرفة أن الزيدين لا يشعرون بالقربى المذهبية مع إيران وليس لهم حدودا جغرافية أرضية مع إيران ولو حتى بمقدار سنتمتر.
وقد جعلهم هذا على مدار التاريخ مهتمين بعلاقتهم البرية مع جارهم السعودي اللصيق بدلا من عبور البحر الفاصل بين اليمن وبين إيران بقواربهم الخشبية المتواضعة.

لكن السعودية بدلا من ذلك ولحرصها على أن لا تقوم لليمنيين قائمة سعت دائما أن تجعل اليمنيين مجرد خدم للتاج السعودي. ولقد كان هذا هو شأنها يوم وقفت ضد العقيد السلال في حلف واحد مع نظام حكم الإمام (الزيدي) أحمد ودعمت جيشه ومن يؤيده من القبائل لصد أخطار اليمنيين الذين ساندهم عبدالناصر القومي العروبي الذي الذي قال حينها في خطبة مدوِّية له (إن جزمة "حذاء"اي جندي مصري تساوي تاج الملك السعودي). ولست أنا من قال تلك الخطبة العصماء يا سيدي .

تنويه .. لقد أنهيت مقالة طويلة عن هذه الموضوعة رأيت أن أؤجل نشر القسم الأكبر منها سعيا لأن يكون قسمها الأول مقروءا ولكي يصل روح الرد بدلا من أن أتعب القارئ بالتفاصيل الكثيرة التي تنبهه إلى ضرورة أن لا يعوم خطر بآخر وينسى أن الوقوف ضد الأخطار الإيرانية وحماية أمن البلاد العربية وفي المقدمة منها العراق والسعودية إنما يتطب بدايةً الإهتمام بكل فقراء أوطاننا (حتى لو كانوا من الشيعة !!), وإن حماية الأمن الإجتماعي هو الطريق الأفضل والأسلم والأقصر والأضمن لحماية الأمن القومي, ولأنهما في الأصل لا يقبلان القسمة على أي عدد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيرانيون ونحن وناس آخرون
- عن (أبناء ملجم) مرة أخرى
- أميري أنا وليس أميركم يا أبناء ملجم .. بمناسبة يوم إستشهاده
- إلى جماعة الماما تيريزا من خصوم الحرب ضد إيران
- الإسلام السياسي العربي بشقيه / وقضية التبعية والعمالة*
- جليل كريم العين وأنا وسلطان بروناي
- إيران ونظرية الحزام الناسف وحافة الهاوية
- العرب هل كانوا مجرد بدو غزاة
- العيب في الفكرة أم في المحيط
- هنود وباكستانيون وعراقيون
- قصة هزيمتين .. القسم الثاني (5)
- خمطوقراطية
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الثانية (4)
- بين عراق (الهوم سِكْ) وعراق (السِكْ هوم)
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الثانية (3)
- بو تفليقة .. البحث عن عادل إمام
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الأولى (2)
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الأولى
- عبارَّة الموصل .. وماذا عن دور الضحايا
- الحرب العراقية الإيرانية .. قراءة بأثر رجعي.


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جعفر المظفر - حول السعودية وإيران والحوثيين