أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدولة السمسارة














المزيد.....

الدولة السمسارة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6287 - 2019 / 7 / 11 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى جانب إقرارهم بإستمرار حالات التردي على الصعيد السياسي وإنتشار وتصاعد ظاهرة الفساد وإستمرار التراجع على صعيد النشاط الخدمي فإن بعض الذين يزورون العراق يعودون منشدين وحتى منبهرين بواقع التقدم النسبي على صعيد الإستقرار الأمني والإنفتاح الإجتماعي وحرية التعبير, حتى تراهم وكأنهم يراهنون على أن يكون ذلك الترف المفاجئ غير المتوقع دليل أكيد على إمكانات أن يكون العراق قد إمتلك قدرة التشافي والتعافي بالشكل الذي يجعله قادرا على إعادة بناء بناه الإنتاجية المتهدمة والإنطلاق من جديد نحو حياة واعدة.
إن ثمة حالة إنبهار كاذبة قد تكون مدعاة لمزيد من الإحباط حينما يكتشف هؤلاء ان تفاؤلهم جاء بسب مراهنتهم على وجود مظاهر نشاطات فقاعية ولا صلة لها بالنشاطات المنهجية الدالة على وجود نوايا لإعادة إنتاج دولة.
لا يمكن الإذعان للمظاهر التي تعبر عن وجود بعض اشكال الترف المجتمعي الذي بدأنا نشهده على صعيد العديد من المظاهر الحياتية وإنما يجب أن تنصب المراهنة على قدرة النظام نفسه على بناء بنية تحتية سياسية إقتصادية وثقافية وأمنية بإمكانها أن ترتفع بالبلد إلى المستوى السيادي والوطني ولو بالحد الأدنى.
إن غياب هذه القدرة تبدو واضحة وذات صلة بالطبيعة البنيوية لقوى النظام نفسه, في أفكارها المتخلفة وعلاقات التبعية التي تربطها بدول المحيط الإقليمي والعالمي, بما يجعلها عاجزة عن بناء دولة مستقلة بسيادة غير مثلومة, الأمر الذي يجعل الترف المجتمعي حالة مؤقتة, وحتى يجعلها معرضة للتلاشي بوجود دولة ذات إقتصاد ريعي ومكبل من داخله وخارجه بكل القيود التي تمنعها من مغادرة تمظهرها كدولة موظفين وبإقتصاد ونشاط سياسي غير قادر على خلق بنية تحتية صناعية وزراعية واعدة.
ان الإنتعاش الإستهلاكي الظرفي قد يعبر في حقيقته عن ورم اكثر مما يعبر عن كونه نموا طبيعيا مستندا إلى بنى تحتية متماسكة من شأنها أن تدعمه وتضمن إستمراره.
لا أريد أن اتحدث هنا عن الفساد الإداري والمالي الضارب اطنابه سواء على صعيد القيادات السياسية وحتى المجتمعية, إذ أن قوى النظام نفسه تعترف بذلك وتعجز عن إنكاره, وهناك تأكيد أيضا ان الدولة الريعية الإستهلاكية الموظفية لا يمكن لها أن تحقق اي نشاط غير أن تأكل نفسها بنفسها.
وإن ما نراه هو أن طبيعة النشاط السياسي وقواه ما زالتا عاجزتين عن مغادرة ميدان الصراع على بناء السلطة إلى ميدان التسابق والتنافس على بناء الدولة القادرة على إعادة تشكيل الوطن العراقي بالسياقات التي تكفل إستمراره وتوفر عوامل نهضته.
ومع كل مشاهد الترف التي نشاهده فإن طبيعة الكيان العراقي الحالي ليس بمقدوره حتى حماية هذه المشاهد نفسها, فكيف إذا ما جرى الحديث عن قدرة هذا الكيان على تجاوز محنة صراعاته السلطوية ومغادرتها إلى حيث ميدان بناء الدولة ذاتها.
إن إفتقاد النظام ولو لقدرات تنفيس حقيقية سيؤدي اما إلى التفسخ والتلاشي وأما إلى الإنفجار.
وفي إعتقادي ان لا شيء سوف يطيل عمر النظام الحالي سوى الحاجة إلى إستمراره كأرض حرام بين معسكرين متقاتلين متنابزين هما المعسكر الأمريكي والمعسكر الإيراني, إذ لا سبيل هناك لإمكانية الظن بأن هذا النظام قد أفلح في بناء عوامل قوة ذاتية من إنتاجه وإنما هي الحاجة الدولية والإقليمية لإستمراره كأرض حرام, أو حتى كأرض لإستراحة الجيوش المتحاربة أو سوق لغسيل الأموال والسياسات.
وفي ظني أن النظام الحالي لم يعد يملك فرصة للبقاء أو التقدم من خارج مساحة دوره كسمسار سياسي إقليمي ودولي



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيننا وبين إيران والسعودية .. ثنائية الكراهية
- المرجعية الشيعية العراقية ودولة الكيان الموازي*
- القسم الرابع .. ثلاثة إسلامات*
- يوم الخلاص آتٍ آتٍ وإن طال أمده
- حول السعودية وإيران والحوثيين
- الإيرانيون ونحن وناس آخرون
- عن (أبناء ملجم) مرة أخرى
- أميري أنا وليس أميركم يا أبناء ملجم .. بمناسبة يوم إستشهاده
- إلى جماعة الماما تيريزا من خصوم الحرب ضد إيران
- الإسلام السياسي العربي بشقيه / وقضية التبعية والعمالة*
- جليل كريم العين وأنا وسلطان بروناي
- إيران ونظرية الحزام الناسف وحافة الهاوية
- العرب هل كانوا مجرد بدو غزاة
- العيب في الفكرة أم في المحيط
- هنود وباكستانيون وعراقيون
- قصة هزيمتين .. القسم الثاني (5)
- خمطوقراطية
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الثانية (4)
- بين عراق (الهوم سِكْ) وعراق (السِكْ هوم)
- قصة هزيمتين .. الهزيمة الثانية (3)


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الدولة السمسارة