أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - العياشي الدغمي - -محدها تقاقي وهي تزيد في لبيض-














المزيد.....

-محدها تقاقي وهي تزيد في لبيض-


العياشي الدغمي

الحوار المتمدن-العدد: 6321 - 2019 / 8 / 15 - 02:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اليوم تأكدت مليار بالمئة -رغم- أني كنت متأكدا 100% أنو مكاينش معامن ..
أثناء عودتنا من الشاطئ بحثنا عن سيارة أجرة "TAXI" تقلنا مباشرة لوجهتنا بنسليمان .. إلا أننا لم نل ضالتنا .. فما كان أمامنا سوى أن نتكدس كالبطاطس داخل حافلة "طوبيس" تقل ما لا يقل عن ضعف الركاب الذين يمكنه الجلوس ... لقد كانت الأرجل تتداهس بعضها ببعض .. والروائح الزكية تتناثر أريجا في كل زاوية من زوايا "طوبيس" الممتلئ عن آخره .. لحد الآن لا يبدو هنالك من مشكل لأحد .. ما دامت هذه هي القاعدة التي تحكم واقع هؤلاء الناس .. بعد انطلاق الحافلة بصعوبة كبيرة تتمايل هنا وهناك .. كعجوز نال منها الزمن مناله .. بدأنا نتمايل معها كخليط متجانس لنفس المادة ... وإذاك بدأت الأصوات تتعالى وتزيد المكان جحيما وصخبا .. كان أغلب الركاب من الفتيان والمراهقين .. وبعض النساء والرجال .. وبعض الفتيات اللاتي يخطفن النظرات من هنا وهناك .. يبتسمن ثارة ويؤفئفن تارة أخرى ... تحركت غرائز المراهقين وبدأو في النهيق والصياح والتلفظ ببعض من المصطلحات "المقرفة-المقيتة" من قبيل :" واش آآ ... وفين آآ... وتشا ريح أساط " وما زاد الطين بلة هو تلك المناظر الجميلة لالتحام الأجساد :الطرية منها مع الخشنة، هنالك يتبادر لك الكم الهائل من الكبت الذي يعانيه هؤلاء الشباب والشابات والذي يعبر في آخر المطاف عن كبت مجتمعي ثقافي ضاربة جذوره في عقولهم وأثرت حتما عن عقولهم فجعلت منها مجرد أداة ثانوية ملغاة في قبضة الغريزة تفعل بها ما تشاء ... هنالك يلتصق جسد مراهق بمؤخرة فتاة يبدو أنها تكبره بسنوات عدة .. فتحال أن تتقدم لكن دون جدوى .. تلتفت إليه محاولة تحذيره من فعله الحيواني ذاك .. لكن من ردة فعل المراهق يتضح جليا أنه لم يفهم الرسالة .. تريد أن تتكلم لكن مبدأ "العار" يرغمها على الصمت .. فما كان لها من بد غير الدوران نصف دورة كاشفة فعلة المراهق .. الذي بدى قضيبه بارزا من تحت سرواله الصيفي القصير "شورط" الأمر الذي فجر ضحكات ساخبة من طرف كل من شاهد الحدث .. والأمر للأسف : كان يستحق العتاب بدل الضحك ...
يسير "طوبيس" متثاقلا .. وعند كل فرملة ولو خفيفة يزيد زخم السرعة مع وزن الحافلة من شدة التموج والتمايل الجسدي الذي أضحى يعبر عن تلاحم واحد لكثلة واحدة ... والأسوء أنها "الحافلة" كانت تقف عند كل محطة "بلاكة" لتجد مجموعة من الركاب الذين يبدو عليهم أنهم اكتووا بنار الانتظار ... "محدها تقاقي وهي تزيد في لبيض" هكذا قلت لصديقي حسنالغزوي في تعليق عما كان يفعله سائق الحافلة وهو يكدسنا تكديسا ... خرجنا من بوزنيقة .. فأخد الحافلة طريقها الغابوي متجهة لبنسليمان ... حينها انطلق صوت حاد جدا مؤذ لطبلة الأذن ناطقا " زدف ردف زدف ردف ؛ وهاي هاي جينا ولا تقولو ما جينا ، وليغيره صاحبه، ورا حنا كيما ها " فتعالت اصوات كل أفراد تلك الجماعة "لكليكة" ممن يجلسون بالكراسي الخلفية للحافلة والتي تقع فوق المحرك تماما مرددين مع تلك الأصداء التي كانت تنبعث من آلة موسيقية صفراء اللون يبدون أنها تتمتع باستقلالية طاقية مكنتها من تلويث صخب المكان وتزيده سوءا ... هكذا استمر الأمر لحوالي 15 دقيقة .. مرت علي كأنها دهر من الزمن ... فإذا بأحدهم يلكم الآخر لتتعالى الأصوات "عطي لمو ... أها آها هدا على خوك ..." فتدخلت فتاة تبدو في العشرينيات من عمرها محاولة فض الشجار قائلة لأحد المتصارعين وهو شاب في عقده الثاني : " حشوما اخويا شنو دار ليك باقي صغير " في حديث عن المراهق الآخر والذي بدا عليه الخوف نظرا لسنه الصغير في مواجهة العشريني ، فإذا به "الصغير" يردد "حمزة حمزة ؛ أرا ليا أخويا تعبئة باغيها ضروري " فما كان من حمزة صديقه يبدو، إلا أن مده هاتفه النقال الشخصي، أدخل الصغير رقم هاتف وما وبعد فتح الخط إذ به يقول " وخويا مصطفى، تسناني أخويا حدى جامع. ولبلاكة ديال جامع؛ راه بنادم "ربو" بدا يتصور عليا في طوبيس" مضيفا في صمت قاتل لباقي الركاب الذين أطلقوا العنان لآذانهم تتنصت على حوار "الصغير" مضيفا "وصافي امصطافى خويا تسناني .. بلاش ما تسولني فين كنت أنا جاي من لبحر في طوبيس" .. وبعدها ساد الصمت المطبق داخل الحافلة .. اللهم من نظرات جاحضة تصدر عن أعين تدور في جمجمة كل واحد واحدا ..
بعد حوالي النصف ساعة من السير .. وصلنا وأخيرا للوجهة بنسليمان .. الجميع يترقب ما سيحدث لاحقا ..
المحطة الأولى : نزل بعض الركاب فاسحين المجال لنسيم الريح الغابوي كي يطل علينا إطلالة العاشق الولهان ..
المحطة الثانية : تبعهم بعض الركاب الآخرين ..
المحطة الثالثة ؛ محطة جامع ... أحدهم ضخم البنية "صعصع" يرتدي قميسا رياضيا أبيض .. ينتظر عند المحطة كما أمر من طرف الصبي .. قبل وقوف الحافلة بلحظات يجري الصغير نحو الباب .. ليقفز منه والخافلة لم تتوقف بعد تماما ... يتوجه نحو "صعصع" ويشر إليه بإصبعه نحو الشاب العشريني الذي ضربه .. يتوجه نحوه "صعصع" ويمسكه من قميصه نحو العنق ... لاحظ سائق الحافلة الأمر فانطلق مسرعا ضاغطا عن دواسة الوقود إلى الأقصى ... فكانت تلك وجهتنا : المحطة الرابعة "لمارشي" ...



#العياشي_الدغمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة .. ؟ من هي المرأة ؟
- هذه علاقتي بالكتاب والكتابة
- عبثية الحياة - محاولة في ترجمة مقال لعالمة الاجتماع والباحثة ...
- محاولة في فهم الفعل الجرمي بين الفرد والنسق
- أطلال ذاكرة -7-
- أطلال ذاكرة -6-
- محاولة في إدراك -إدراك الفرد لمعنى السلطة والمؤسسة-
- الميدان هو أساس كل بحث سوسيولوجي
- المتدين -المتشدد- والفلاح البولوني .. أية علاقة؟
- أطلال ذاكرة -5- الهروب
- إسلام التعدد أم تعدد -الإسلامات-؟ ... -الإسلام بين إرادة الل ...
- أطلال ذاكرة -4-
- من أنا إذن؟ كذب ديكارت إذ قال أنا شيء يفكر..
- هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟
- أطلال ذاكرة...(2)
- أطلال ذاكرة ... (3)
- أطلال ذاكرة (1)
- درستك يا جلادي ... نعم درست وعلمتك
- من الضحية -عفوا الأضحية- ...؟
- هاهاهاهاهاهاهاها قاليك شديناهم كيتباوسوا .... .


المزيد.....




- الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت ...
- هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب ...
- محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة ...
- تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات ...
- اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام ...
- نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ ...
- استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
- اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
- 50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال ...
- رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - العياشي الدغمي - -محدها تقاقي وهي تزيد في لبيض-