أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - العياشي الدغمي - إسلام التعدد أم تعدد -الإسلامات-؟ ... -الإسلام بين إرادة الله، وأزمة التأويل- ... -إسلامي هو الحق، وما دونه باطل-














المزيد.....

إسلام التعدد أم تعدد -الإسلامات-؟ ... -الإسلام بين إرادة الله، وأزمة التأويل- ... -إسلامي هو الحق، وما دونه باطل-


العياشي الدغمي

الحوار المتمدن-العدد: 5396 - 2017 / 1 / 8 - 00:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صرنا صباح مساء، في واقع لا نسمع إلا عن شكل من أشكال الإسلام : الإسلام الشيعي، والإسلامي السني، ودولة الإسلام، وإسلام الدولة، والدولة الإسلامية، والإسلام الشعبي، والإسلام السياسي، وإسلام الفقيه، وإسلام الشارع، وإسلام العصر، والإسلام المعتدل، والإسلام المتشدد/المتطرف.. وغيره من الإسلامات.. فعلى ماذا يدل كل هذا وذاك؟ هل ما دون إسلام وإسلام آخر » باطل «؟ هل هو راجع لطبيعة الإسلام ذاته كتصور ديني للحياة والوجود؟ أم هو راجع لتصورات الأفراد والجماعات المتعددة والمختلفة ؟ أم أن كلا أصبح يصنع لذاته إسلامه الخاص به؟
في الواقع من الصعب الحديث عن مثل هكذا مواضيع في مجتمع يرى ذاته «إسلاميا».. ومن الأصعب نقد أو انتقاد أي تصور حول الإسلام ولو كان النقد من صلب الإسلام ذاته.. غير أن هذا لن يمنعنا من التعبير عن فضولنا المعرفي والبوح بما يخالجنا من تساؤلات ورقصات فكرية، قد تبدو للبعض - في أحسن الأحوال -"خاطئة" منذ الوهلة الأولى، دون حتى أن يمنح نفسه مهلة للتفكير في عمق الإشكال أو نقده نقدا بناء ومؤسسا، وقد تبدو للبعض الآخر ضربا من الخروج عما ينبغي أن يكون، وما يجب القبول به والإيمان به دون أدنى تفكير أو شك، فيذهبون مسار التكفير والتلحيد، والشتم والسب، ولما لا استباحة الدم وهدره والقضاء على صاحبه وتدميره ونفيه حتما من الوجود.
فعلا، هذا ما يحدث غالبا، فأي محاولة في التفكير في موضوع كهذا، وإن هي مشروعة مبدئيا، وإبيستيمولوجيا، تواجه بالرفض المبدئي والمسبق وبجاهزية فورية، وبأي سند أو مبرر قوي ومقنع لتحطيم الذات الأخرى وتلحيدها وقتلها حتى..
ما علينا .. يبقى ذاك ما اعتدناه وألفناه من قوم يدافعون عما يجهلون في الأساس، وهو حق مشروع أيضا يفهم ويحترم، ما دام يتأسس على منطلق الدفاع والتبرير، وما دام يراهن على حماية حق في الوجود والتموجد والاستمرار والبقاء، لا يمكن أن يتم خارج فقاعة من هذا القبيل..
بالعودة إلى إشكالنا الأساس، يمكن القول مبدئيا، بأننا أمام معضلة حقيقية، حيث كل شيء أصبح يقام ويفعل باسم الإسلام، الخير باسم الإسلام، والسلف باسم الإسلام، والزواج باسم الإسلام، والانتخابات باسم الإسلام، والنجاح باسم الإسلام، والخسارة باسم الإسلام أيضا (هذا ما كتب علينا)، والقتل باسم الإسلام، وحتى الاغتصاب باسم الإسلام، فكل يرى من زاويته أنه صاحب الإسلام الأحق ..
فذاك (الداعشي) الذي يقتل ويغتصب ويذبح، وهو "يذكر اسم الله" وذاك الذي يقذف بقنبلة هو يعي حتما أنها ستقتل أحدهم أو مجموعة منهم، وتشرد أبناء وترمل زوجات أو تكلم قلوب أمهات وهو يقول (اللهم سدد هدفنا، اللللله أكبر) ويأتي آخر فيقول : "له إنك قتلت مسلما، فأنت كافر"، وصار الكل يكفر الكل.. وكل يكفر الكل باسم الإسلام .. حتى صار الإسلام يكفر الإسلام.. فأيهما المسلم حقا؟ وعن أي إسلام يتحدث؟
صراحة الحديث عن "الإسلام الحقيقي" أضحى من الماضي، فقد صار الحديث بهذا المعنى، كالحديث عن معنى الحقيقة ذاته، من حيث إنها حقيقة نسبية ومبناة، لا جاهزة ومطلقة ومعطاة، حيث أصبح كل واحد، كل فرد حتى "يفصل" لذاته إسلامه الخاص، "يستورد" منه ما يليق بمواقفه وأيدولوجياته، بل أهدافه وأجنداته، فحينما يريد الصدقة، يبحث عما يبرر فعله ذاك، وعندما يريد السرقة، و«الزنى» والاغتصاب، والقتل ما عليه إلا تغيير بعض البنى اللغوية، ولما لا بعض الأحرف، ليصوغ له معنى يكيف فعله ذاك مع ما يرضي أتباعه ويدفعهم لذاك الفعل، وهم آمنون مطمئنون..
ولا ينطبق الأمر هنا على الأفراد ذاتهم، وإنما -الأخطر من ذلك- عندما يتم مأسسة وتنظيم هذا الأمر، فيصير التأويل، في يد جماعات "منظمة"، فيصر بذلك الفعل الناجم عنه من فعل فرد إلى فعل جماعة وتنظيم معين، نفسه الأمر مع تنظيم "بوكو حرام، طالبان، وبني واهبان، والنصرة، وداعش ووووو" حينها، يصير للتأويل سلطة أقوى وعواقب أوخم..
إن تأويل الجماعة والتنظيم، يكون أكثر خطورة من تأويل الفرد، فهذا الأخير لا يعدو كونه حالة متفردة ومحكوم عليها بالزوال، وأثرها قليل.. أما الأول فأخطر بكثير، حين يتحرك أفراد الجماعة وفق إرادة الجماعة، أو إرادة شيخ الجماعة والتنظيم في الواقع، إذ هنا بالذات تتجاوز خطورة التأويل مجرد قناعة فردية، قد تتأثر وتتغير في أي وقت إن هي عزلت أو قمعت أو وجهت، إلى قناعة جماعية/منظمة تكتسح إرادة أفرادها وتطمسها، حتى يصيروا مجرد آلات يحركها قانون/نظام الجماعة وتوجهاته وأهدافه، حينها يصير من الأخطر مواجهة هذه الآلات أو إعادة برمجتها، فيصر معها من الصعب الحديث عن إسلام آخر غير إسلام جماعتها، وتوجهاته وأهدافه وأيديولجياته. لكن من أين لهذا بتأويلاته تلك؟ ومن أين لهذه الجماعة بتوجهاتها تلك؟
إن الأمر لا يتطلب جهدا للتفكير، إن تصالح الإنسان مع ذاته ومع غيره، وصارحهما، وأعلن أن المشكل لا يوجد لا في هذا ولا في ذاك، وإنما يظهر المشكل حينما يختلط الحابل بالنابل، حينما يختلط الديني بالدنيوي، والأخطر، حينما يكون إسلامي هو الإسلام الوحيد والدين الوحيد الذي ينبغي أن يحكم واقع الجميع، وحينما يكون إسلامي هو الحق وما دونه باطل، حينما يكون إسلامي هو مصدر الحقيقة، وما دونه هرطقة، وزندقة، وكفر، وضروب من الإلحاد..

العياشي الدغمي
بتاريخ : 07/01/2017
المغرب



#العياشي_الدغمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلال ذاكرة -4-
- من أنا إذن؟ كذب ديكارت إذ قال أنا شيء يفكر..
- هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟
- أطلال ذاكرة...(2)
- أطلال ذاكرة ... (3)
- أطلال ذاكرة (1)
- درستك يا جلادي ... نعم درست وعلمتك
- من الضحية -عفوا الأضحية- ...؟
- هاهاهاهاهاهاهاها قاليك شديناهم كيتباوسوا .... .
- يجب ألا نخشى السؤال...
- إلى كل من ...
- كن إنسانا... كن إنسانا... كن إنسانا...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - العياشي الدغمي - إسلام التعدد أم تعدد -الإسلامات-؟ ... -الإسلام بين إرادة الله، وأزمة التأويل- ... -إسلامي هو الحق، وما دونه باطل-