أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العياشي الدغمي - هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟














المزيد.....

هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟


العياشي الدغمي

الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ولى زمن النقابات.. وجاء دور التنسيقيات؟
سؤال يبدو سابقا لأوانه. إلا أنه صار يفرض نفسه على كل متتبع لواقع الأخذ والرد الذي باتت تعيشه الطبقة العاملة العمومية والخاصة على حد سواء (بالمغرب)، حينما تسعى بين الفينة والأخرى إلى الدفاع عن نفسها من الهجمات المتتالية والشرسة لركاز الأنظمة النيوليبيرالية المتوحشة.. فقد توالت مؤخرا (وأقصد بذلك حوالي 3 عقود مضت وأزيد – منذ الثمانينات) استنادا على سياسة التقويم الهيكلي P.A.S المعيارية المملاة من طرف صناديق النقد والتحكم الدولي، والتي تقوم على تخفيض الاستثمارات في القطاعات العمومية، والرفع من نسب الضرائب إلى أقصى حد وخوصصة الخدمات العمومية وإلى ما ذلك.. هجمات تلو الأخرى كل همها هو الربح والربح ثم الربح دون أدنى اعتبار للظروف الاجتماعية للمشتغلين والعاملين ولا مراعاة للتحولات الاقتصادية التي صاروا يوم بعد آخر يؤدون ثمنها من أكبادهم ودمائهم وصحتهم قبل جيوبهم...
لن نخوض كثيرا في تفاصيل هذه السياسة أو رهاناتها الواضحة والمكشوفة للعيان والتي تعرفونها جيدا.. بل ما يهمنا هو كيف كانت ردود أفعال الطبقات العاملة على هذه السياسات/الهجمات؟ وماهي الآليات والوسائل التي اعتمدتها في ذلك إلى اليوم؟
صحيح أن كل من يسمع كلمة "نقابة" يسمع بعدها مباشرة كلمة "إضراب".. فعلا هذا ما لجأت له النقابات بصفتها الممثل الأول والرسمي للطبقة الشغيلة.. فتوالت بذلك الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات ومنها نذكر على سبيل المثال لا الحصر: إضراب يونيو/حزيران 1980 (والجميع ممن يهتم يذكر الأحداث الدامية والمأساوية لهذا الإضراب).. أضف إلى ذلك إضراب ديسمبر/كانون الأول 1990.. وقس على ذلك.. ولعل أبرز ما يمكن الاستدلال به في هذا السياق إضرابي 24 فبراير و31 ماي من السنة الجارية.. نعم السنة الجارية (2016).. ولم هذا بالضبط؟ لأنهما إضرابين لم يزيدا إلا الطين بلة على الطبقة الشغيلة والنقابات بصفتها الداعية لهما على حد سواء..
نعم لقد خاضت الطبقة الشغيلة هذه السنة في نصفها الأول إضرابين متتاليين خلال شهرين فقط دون أن يؤثرا ولو بشيء على قرارات الحكومة ويثنياها عن السير قدما في تطبيق سياساتها النهبوية لجيوب العاملين.. وكان هذين الإضرابين الأخيرين دليلا قويا على أن دور النقابات بات باليا مكشوفا وواضحا.. بعدما أبانت عن عجز تام أمام جبروت السلطة الحاكمة وعدم اعتبارها لأي منها أو أي من احتجاجاتها وإضراباتها الشكلية التي لا تعود على المضرب (برفع الميم) العامل بغير الاقتطاع من أجرة هي في الأصل مجرد اقتطاع ليوم غياب إن طبق فعلا "على أجرة برلماني امرح في كورسي الشعب".. لكن ما وراء ذلك؟ ما بعد الفشل الذريع الذي منيت به النقابات في مواجهة جبروت السياسة السلطوية المسلطة على أرزاق الموظفين البسطاء ومعاشاتهم الهزيلة مبدئيا؟ هل كان هذا آخر مسمار يدق في نعش النقابات البالية؟ هل هذا دليل قاطع على تواطؤ محتمل بكل ما يسمح به الاحتمال بين قواد النقابات والسلطة الحاكمة؟
أسئلة مثل هذه كثيرة جدا وكلها مشروعة.. إلا أن أهمها هو هل بعد كل هذا ستستمر الشغيلة باستحمارها المعهود وغبائها البين في ثقتها العمياء بهذه النقابات أو غيرها أو حتى في شيء اسمه "نقابة" من بعد؟
يبدو جليا -وإن كان بشيء من التسرع- أن الموظفين والعاملين -الشباب منهم على وجه الخصوص- صاروا أكثر وعيا بأن النقابة كتنظيم عمالي جماهيري لم يعد في ظل وضع يده في يد السلطة قادرا على إسماع صوتهم والدفاع عنهم.. كيف ذلك والنقابي من أمثال "زعمائنا النقابيين" يقتلون العامل والموظف ليلا في دهاليز الحكومة، ويمشون في جنازته نهارا في الشارع العام بدماء باردة ووجوه ممسوخة؟ كيف ذلك وكل الألاعيب اتضحت للعيان وتفتقت أمام العجز الكلي للتصدي لحكومة تفعل ما تريد وهم لها يصفقون "بلا حيا بلا حشمة"؟
لكن ما العمل إذن؟ يلاحظ اليوم الكثير من التكتلات التي بدأت تفرض وجودها وكلمتها في هذا الشأن.. إنها التنسيقية.. نعم التنسيقية بمفهومها الغامض.. لا يهم.. المهم هو المهمة وليس الدلالة.. حيث تأسست مؤخرا مجموعة من التنسيقيات "الوطنية والجهوية والمحلية" تحت شعار معين واسم معين وهدف معين.. لا يهم أين ومتى وكيف؟ المهم أنها بدأت تظهر بين الفينة والأخرى في الشوارع.. لعل أبرزها التنسيقية الوطنية للمعطلين وثانية للأطباء وأخرى للمهندسين وأخرى للأرامل وأخرى لا يهم .. ولعل ما كان صداه قويا في آذان السلطات الحاكمة "التنسيقية الوطنية للأطباء" الذين خرجوا للشارع خلال هذه السنة.. والأخرى التي "شيبت" السلطات الممثلة من طرف الأساتذة المتدربين "التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين".. لن نقف عند إنجازات هذه التنسيقيات والتي حققت ما لم تسطع عليه النقابات على مدى عقود.. وإنما نشير من خلال هذا إلى أن وقعها صار قويا ودورها بات مؤثرا أمام شتات وتلاعب وتواطؤ النقابات..
آخر ما يطفو على الواجهة هذا الأسبوع هو التنسيقيتين الوطنيتين: الأولى "لإسقاط خطة التقاعد" والثانية "للأساتذة الممارسين".. لن نسبق الأحداث، ولكن حق الاستشراف محفوظ أمام القدرة الهائلة لهتين التنسيقيتين على استقطاب وتعبئة وتوحيد وتوجيه آراء وأهداف الشغيلة بالوظيفة العمومية.. بعيدا عن أي تحزب سياسي أو أي توجه أيديولوجي نقابي أو غيره..
وهذا يدفعنا لثلاث استنتاجات أساسية:
الأول : قدرة التنسيقية على نبذ التوجهات الأيديولوجية وشتات التحزبات السياسية وتوحيد الهدف
الثاني : وهو الأهم.. أن التنسيقية تتأسس على وعي الشغيلة ووحدتها وليس على الحسابات الذاتية والأهواء الشخصية
الثالث والأخير: أنه ولى زمن الشتات النقابي ومعه النقابات وجاء وقت التنسيق الشبابي الوطني والوحدوي .. فما يهم ليس المزايدات السياسية والمصلحية وإنما الهدف ..
وأخيرا فلنترك بعضا من الوقت للحكم على نجاحها الفعلي حين يكون الشارع منصتها ومنبرها ..

ذ.العياشي الدغمي
6 يوليوز 2016 – 02:57
المغرب



#العياشي_الدغمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطلال ذاكرة...(2)
- أطلال ذاكرة ... (3)
- أطلال ذاكرة (1)
- درستك يا جلادي ... نعم درست وعلمتك
- من الضحية -عفوا الأضحية- ...؟
- هاهاهاهاهاهاهاها قاليك شديناهم كيتباوسوا .... .
- يجب ألا نخشى السؤال...
- إلى كل من ...
- كن إنسانا... كن إنسانا... كن إنسانا...


المزيد.....




- في ظل أحداث السويداء.. روبيو: أطراف الاشتباك اتفقت على -خطوا ...
- واشنطن تتحدث عن قرب احتواء التصعيد بين إسرائيل وسوريا.. وروب ...
- بحكومة شابة.. زيلينسكي يسعى لكسب دعم الشعب الأوكراني وترامب ...
- على خطى الأساطير الكبار.. برشلونة يمنح يامال القميص رقم 10
- سوريا: إلى أين؟
- ردود فعل دولية تدعو إسرائيل لوقف الضربات وسوريا تطالب مجلس ا ...
- حزب -شاس- يستقيل من حكومة نتنياهو دون الخروج من الائتلاف
- وزير إسرائيلي ثانٍ يحرّض على اغتيال أحمد الشرع
- تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماس ...
- ستارمر يدعو لمحاسبة الضالعين في برنامج سري لنقل آلاف الأفغان ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - العياشي الدغمي - هل ولى زمن النقابات .. وجاء دور التنسيقيات الفايسبوكية؟