محاولة في فهم الفعل الجرمي بين الفرد والنسق

العياشي الدغمي

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 05:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

سياسات فاشلة تنتج أفرادا فاشلين الذين ينتجون مجتمعا فاشلا ؛
في إطار المقاربة الكريمينولوجية (علم الإجرام) فهم ومحاربة الجريمة بشتى أنواعها لا ينبغي أن يقتصر على العقاب أو "القصاص" أو الانتقام بشكل من الأشكال ... وإن ظلت هذه الآليات الجزرية والقانونية ضرورية للحد نوعا ما من آثارها وتجلياتها ... غير أنها تظل قاصرة تماما ما لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أهمية اعتماد مقاربة شمولية يتقاطع فيها السياسي بالاقتصادي بالاجتماعي بالتربوي بالتنموي ... فأصل الجريمة كفعل فردي أو كواقعة اجتماعية لا يمكن فهمه بعيدا عن المركَّب الاجتماعي وعن وضعية الأفراد ومواقفهم ودورهم ومدى اندماجهم في هذا النسق ...
إن إدراك أصل وتجليات وآثار الجريمة في المجتمع يقوم أساسا على فهم : ما قبل ؛أي الدوافع والمسببات والعوامل. وكذا التجليات من خلال منسوب الفعل الجرمي وكيفيات انتشاره وتمظهراته وأنواعه. ثم ما بعده ؛ أي آثاره وانعكاساته على الأفراد وظروف عيشهم وآفاقهم ومن خلالهم على المجتمع والبنية الاجتماعية ككل ...
فليس واقع الناس إلا نتيجة مباشرة لتخطيطهم ولسياساتهم وفلسفاتهم وكيفيات تدبيرهم لوجودهم المشترك .. فإذا ما فشلت تلك السياسات فشل الأفراد وفشل المجتمع .. والنتائج ما أضحت تقصفنا به وسائل الإعلام في كل لحظة وحين من شتى أنواع الانحراف والجرائم والتفكك ...

العياشي الدغمي . بتاريخ : 21-07-2019
بنسليمان - المغرب

#العياشي_الدغمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات