أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - معركة الساحل الثالثة، خيار خاطئ














المزيد.....

معركة الساحل الثالثة، خيار خاطئ


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست هذه هي المرة الأولى التي تباشر فيها المعارضة المسلحة السورية معركة الساحل كما تُسمى. المعركة التي تدور الآن في كسب هي المحاولة الثالثة، فقد سبق أن جربت المعارضة فتح معركة الساحل مرتين، الأولى في صيف 2012 في منقطة الحفة شمالي اللاذقية، والثانية في صيف 2013 في الريف الشمالي للاذقية. في المرة الأولى دخلت المعارضة المسلحة مدينة الحفة واستولت عليها لمدة شهر تقريباً قبل أن يعود النظام ويستولي عليها مجدداً في عملية كلفت الكثير من الضحايا المدنيين ومن الأضرار بالممتلكات دون أن يكون لها أي مردود إيجابي على المعارضة، سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد السياسي.
لا بل تشير الكثير من القرائن إلى أن النظام استدرج هذا الدخول من جانب الجيش الحر (قاد العملية حينها العقيد مالك الكردي) لغرض سياسي هو توليد الشعور بالخطر بين أهالي الساحل بما يجعل الموالين أشد ولاء وبما يسوّغ للنظام الإقدام على أي إجراء قمعي بحق أي جهة أو أي شخص. فقد شهد الأهالي حينها تجاهل النظام للكثير من الممارسات الملموسة التي يقوم بها مسلحو المعارضة استعداداً لدخولهم منطقة الحفة، بشكل أثار الشكوك والأسئلة لدى العديد من الموالين الذين روى البعض منهم أنهم ذهبوا بأنفسهم إلى الجهات الأمنية ليخبروا عن تواجد كثيف لمسلحي المعارضة وعن قيامهم بحفر خنادق وبناء تحصينات ..الخ دون أن يحصلوا على أي استجابة. وذكرت إحدى الصحفيات على موقع موال للنظام حينها: "أشهر طويلة مرت وأصوات السكان تتعالى حول اختباء مسلحين قادمين من جسر الشغور وإدلب في مناطق قرب قرية كنسبا التابعة للحفة في اللاذقية، ولكن لا نتيجة من ذلك في ظل الحديث عن تواطؤ مدير الناحية وعدد من الضباط". ولكن الجميع يعلم أن تواطؤ مدير الناحية أو المنطقة (حتى لو كان صحيحاً) لا قيمة له في هذا السياق ذلك أن النظام السوري لا يعتمد في معلوماته وتحركاته على مركز سلطة واحد بل لديه العديد من المراكز الاستخباراتية المتنافسة والتي لا يجمعها سوى الولاء للرئيس، بحيث أن تواطؤ مركز ما (على افتراض حدوثه) لا يُعمي السلطة المركزية ويفصلها عما يجري إلا إذا كانت تريد التعامي.
بعد ثلاثة أشهر، من آذار حتى حزيران 2012، انسحب الجيش الحر من منطقة الحفة وحقق النظام مكاسب سياسية ومعنوية وعسكرية جراء ذلك، وهناك من قال إن الجيش الحر انسحب بحماية الجيش النظامي بناء على اتفاق يقضي بانسحاب الحر دون التعرض له بالهجوم أثناء انسحابه، مما زعزع ثقة جمهور المعارضة نفسه وولّد لديهم أسئلة لا أجوبة عليها، عن معنى هذه المعركة وعن طبيعة العلاقة مع الجيش النظامي.
ثم في بداية آب 2013، بعد أكثر من سنة من معركة الساحل الأولى، اندلعت معركة ساحل ثانية قامت بها كتائب إسلامية متطرفة وتضم العديد من العناصر غير السورية ولاسيما منها العناصر الليبية. هذه المرة جرى اقتحام قرى علوية والتعامل مع الأهالي بوحشية لا صلة لها بقيم الثورة ولا بقيم الدين الإسلامي، وحشية لا تضاهيها سوى وحشية الشبيحة في غير مكان من سوريا. لتضيف هذه "الغزوة" تشويهاً جديداً على صورة المعارضة التي في مخيلة الموالين للنظام، أو لأقل في مخيلة غير الموالين للثورة. وحتى في مخيلة المعارضين الذين لا يمكنهم القبول بممارسات طائفية من جانب هؤلاء الإسلاميين أو بقتل المدنيين وخطف النساء والأطفال. صورة لا تقل سواداً عن صورة النظام المستبد نفسه ارتسمت عن المعارضة المسلحة في هذه المناطق. وبعد أقل من اسبوعين على استيلاء هؤلاء الإسلاميين على تلك القرى استعادها الجيش السوري بأيام قليلة. في هذه "الغزوة" ابتعدت المعارضة عن قلوب أهالي المنطقة أكثر ووجد هؤلاء أنفسهم بين نارين، ولا ملاذ لهم سوى قوات النظام في وجه جماعات تقتحم القرى لتقتل وتسبي وتخطف.
المعركة الدائرة في كسب اليوم هي جولة ثالثة. ويمكن للمراقب ملاحظة فروق بين هذه الجولات.
1. انزياح طبيعة القوى المعارضة المسلحة التي تباشر المعركة باتجاه إسلامي متطرف أكثر فأكثر، وهذا يتماشى مع الانزياح العام في طبيعة القوى العسكرية في الثورة. ففي حين كان الجيش الحر المعتدل والأقرب إلى طبيعة المجتمع السوري، هو من باشر معركة الساحل الأولى، نجد أن من باشر معركة الساحل الثانية والثالثة هي قوى إسلامية متطرفة (داعش، جبهة النصرة، أحرار الشام).
2. اختلاف طبيعة البيئة، ففي حين كانت البيئة صديقة في الحفة بنسبة غالبة، ربما ساعد في ذلك أيضاً طبيعة القوة العسكرية غير المتطرفة التي دخلت المنطقة، نجد أن القوات المعارضة دخلت في ريف اللاذقية الشمالي في السنة الماضية، وفي كسب اليوم، إلى بيئة معادية (علويون وأرمن) أو غير مرحبة في الحد الأدنى. والمؤسف أن مخاوف هؤلاء ليست وهمية. التجربة السابقة لهم مع هذه المجموعات تدفعهم إما للفرار أو للقتال حتى الموت مع الطرف الذي يواجه هذه الجماعات.
3. لا يبدو أن مشاعر الخوف من هذه الجماعات المسلحة وعدم القبول بها يقتصر على الأقليات، فهناك أعداد من النازحين، من حلب بشكل خاص، يقاتلون إلى جانب قوات النظام و"الدفاع الوطني" وقد استشهد البعض منهم في هذه المواجهات.
في المحصلة فشلت المعارضة في تكريس واستثمار سخط قطاع مهم من السوريين من النظام، حين عملت بمبدأ ردات الفعل التي شوهت صورة الثورة من جهة وأطلقت يد النظام في مواجهة هذه الجماعات. وكما سكت سياسيون ومثقفون في الثورة على فظاعة ردات الفعل التي أتت بها عناصر مسلحة معارضة، يسكت قطاع غير قليل من السوريين عن فظاعة ما يرتكبه النظام في سياق هذه المواجهة رغم استخدامه أبشع أنواع الأسلحة، مبررين لنفسهم بالقول إن القضاء على هذه الجماعات يبرر بشاعة الوسائل وعدد الضحايا. واليوم نجد على ضفة المعارضة من يطالب بفتح "معركة الساحل" بالقول إنه من غير المقبول أن تقاسي مناطق أخرى في حين ينعم الساحل بالهدوء. وهو كلام يفتقد إلى أي منطق سياسي. وكأن تزايد عدد المناطق المنكوبة يخفف من النكبة. أو كأن المزيد من المناطق المنكوبة يساوي المزيد من التقدم على طريق التغيير.
آذار 2014



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لون جديد
- عن الانتفاضات العربية ومآلاتها
- من الرئيس إلى البلد.. والمعنى واحد
- منطقان في الثورة السورية
- من التشبيح الاقتصادي إلى التشبيح السياسي
- نظام قتل عالمي
- رحلة شيوعي صغير
- منكوبون ولامبالون
- تسلية مأساوية
- الخطاب الموالي للنظام السوري: مواجهة الداخل بالخارج (2)
- الخطاب الموالي للنظام السوري: مواجهة الداخل بالخارج (1)
- يحدث في الثورة السودانية
- الجهاديون مرض الثورة السورية
- بماذا يفكر القناص؟
- التشبيح الموازي
- بورتريه ريفي
- التحديق في الموت
- رثاء الأحياء
- حركة أحرار الشام، بين الجهادية والأخوانية
- مقابلة عن الحالة السورية في 2014


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - معركة الساحل الثالثة، خيار خاطئ