ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 6294 - 2019 / 7 / 18 - 14:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
احتجاز الناقلة الإيرانية النفطية استمرار لحرب القوى العظمى على إيران من اجل إجبارها على التراجع عن مواقفها المعروفة من الجميع .
حقيقية لا تحتاج إلى دليل أو حجة إيران يوم بعد يوم تثبت للعالم بأنها دولة أفعال وليست أقوال ، ولا مجال لزمن الشعارات أو التصريحات الرنانة ، بل من خلال التجارب السابقة للصراعها مع قوى الاستكبار العالمية منذ أكثر من أربعون عاما ، وعلى الرغم من فارق الإمكانيات الكبيرة بينهم ، وحجم التهديد والتحشيد والحصار وفرض العقوبات ، إلا أنها كانت ومازالت خصم قوي وعنيد ، ويحمل في جعبته الكثير من مفاتيح الحل لأصعب المواقف أو الظروف الحرجة ، وتستطيع قلب الطاولة على أعدائها ، وإسقاط الطائرة الأمريكية المتطورة جدا كدليل جعل ساسة البيت الأبيض في حيرتنا من أمرهم ، ولتتراجع أمريكا عن شروطها من اجل التفاوض والحوار ، وإيران مصممة على مواقفها لن نتراجع ما لم ترفع عنا العقوبات ، والى الاتفاق النووي ،وإلا نحن على أهبة الاستعداد لكل الخيارات والاحتمالات .
البعض يرجح خطوة الاحتجاز بأنها محاولة لاستفزاز لدفعها إيران لاتخاذ خطوة تصعيديه أو غير محسوبة العواقب ، ليكون اغلب الرأي العالمي ضد إيران بأنها دولة فعلا تشكل خطرا حقيقيا في المنطقة حسب الدعوات الأمريكية المتكررة، ويجب مواجهتها والحد من قدراتها وإمكانياتها .
من يقف وراء حادثة حجز الناقلة أكثر من جهة بمعنى أدق أمريكا المستفيد الأول تريد ضرب عصفورين بحجر واحد الضغط على إيران أكثر ، وتوسيع دائرة الخلافات بين الأوربيين وإيران ،والمستفيد الثاني من هذه الخطوة كلاهما في يريد إرسال رسالة شديد اللهجة لإيران ، بسبب قيامها بالتخلي عن بعض بنود شروط الاتفاق النووي ، وزيادة نسبة التخصيب ، وتؤكد استمرارها في التخلي عن بنود الاتفاق من اجل الضغط على دول الموقعة على الاتفاق النووي بالوفاء بتعهداتها اتجاه إيران .
أمريكا وحلفائها لن تتوقف عن نهج التصعيد ، وستلجأ إلى طرق أخرى لإجبار إيران للجلوس على طاولة ،لكن عليهم إن يتعلموا من الدروس السابقة بان هذه الطرق لن تنفع أو إي يتبلور عنها حلول تنسجم ضمن رغباتهم ، لهذا عليهم اللجوء إلى طرق أخرى تجعل جميع الإطراف تجلس على طاولة واحد للتفاوض والحوار عسى أو لعلها ينتج عنها اتفاق مع طرف لا يحترم اتفاقاته.
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟