أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - بين تكرار وتكرار خراب وعمار















المزيد.....

بين تكرار وتكرار خراب وعمار


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ذات يوم ليس ببعيد في صفحة الماضي وبينما كمت اقرا كتاب سياف الزهور للكاتب السوري الغذ محمد الماغوط, واذ بابني عدي الذي يقرا لي كل ما اكتبه في جريدة االتحاد الغراء وقف امامي والحيرة على وجهه وفي عينيه وسالته مالك محتارا فقال لي يابا بدي اقلك اشي ومتلبك, فقلت شو فيه فقال الاحظ في كتاباتك التكرار تقريبا نفس الموضوع, عن السلام والاحتلال وهكذا كان راي ابنتي عفراء التي الاحظ عليها انها بدات تهمل الهم عندما اسلمها المادة لكي تطبعها فهي لا تحب السياسة وبينهما نفور وكذلك انضم اليهما بني الشاعر وسام, فقلت لهم هذا هو الواقع الموجود ولا يمكن تغييره بالصمت وانما بالصراخ والنضال وحتى ولو تغير سنكتب عن الواقع الجديد ومقارنته بالواقع القديم, ثم انا لم تسمح لي الظروف باستكمال التعليم وانهيت الصف التاسع ولست اكاديميا لاكتب الابحاث والتحليلات والمقالات العلمية عن النجوم وطبقات الارض والسل الرحمي والعقم المعند والنباتات وما هي الاسمدة التي تناسبها وغير ذلك, فانا كاتب عادي وقارئ عادي, وكانسان بسيط اقول رايي واهم ما فيه السعي لمحبة الناس ونيل حب الناس ثم يكفي عنوان هذا الكتاب لندمن على التكرار لتحطيم السيوف وبالتالي البنادق وكل وسائل القتل والحقد والدمار والاستغلال ومفاهيمها ولحفظ الزهور ونضارتها وعبيرها المنعش والمضمخ للنسائم وللنفوس وللضمائر وللافكار وللعطاء العام الجميل في كافة المجالات وقلت لهم رايكم هذا اوحى لي بكتابة مقال وها هي كلماته تجلس الواحدة بجانب الاخرى فالتقدم لا يتحقق في اي مجال الا بتالف الكاتب عضويا مع عصره والمحتوى لمقاله او قصته او روايته او قصيدته او بحثه لا ينفصم عن اراء الكاتب بزمانه واحواله واسبابه وبين تكرار وتكرار خراب وعمار, فتكرار الامور الجميلة والافكار الاجمل والسلوكيات الاروع والاهداف الارقى, مطلوب وفي كل لحظة لضمان العمار والعطاء الافيد وتوطيد الوشائج وتعميق المحبة بين الناس فيما تكرار الامور السيئة والشرور والنهج والحروب والاضطهاد والاستغلال والعنصرية وحب الذات والتشاوف والشوفينية والصمت ازاء ذلك, يضمن الخراب والدمار والتنائي والتجافي والتوتر والخصام والعنف واللصوصية بين الناس والواقع القائم في اسرائيل والمحسوس في كل لحظة وفي جميع المجالات من راس الهرم السلطوي الى القاعدة مصطبغ وبقوة وملوث بالعنصرية والشوفينية واحتقار العرب والاصرار على السلب والنهب والهدم والسعي للترحيل والترانسفير وترسيخ الاحتلال والاستيطان وبالتالي اخطار الفاشية والتدهور الخطير نحو الحرب, وهنا تبرز القناعات وتكرارها وبقوة لخدمة اهداف الانسانية الجميلة واولها السلام ثم ان التكرار موجود في كل شيء فالقاء تحية صباح الخير او مساء الخير او مرحبا تكرار وتصور الانقطاع عن ذلك, ثم ان دوران الارض حول الشمس تكرار, وعملية الشهيق والزفير تكرار, وتناول الطعام والعمل والعلم والجلوس الى خير جليس في الزمان والنهل من ينابيع المياه العذبة, تكرار ويا احلاه ما احلاه من تكرار, كذلك اذا لم تتلاق ايدي المحبين وتمسد الاجساد وترفدها بتلك الكهرباء الزرقاء والتي نحس بعنفوانها ولا نراها لن يكبر ويتوطد ويدوم الحب فالحب ليس لحسة عسل واحدة وانما لكي يترسخ ويكون اجمل علينا ان نغرف من دنه غرفا, وهل هناك اجمل من هذا التكرار, وحتى نيل الحقوق بحاجة الى تكرار رفع الصوت والصراخ والتظاهر والاضراب وتعميق الوحدة بين المظلومين لانتزاعها وهذا بحاجة الى تكرار السعي الجاد وعدم الصمت وعدم الركون الى الوعود وحسن النوايا, وعندما يكون الانسان في غاية الظما وامام عينيه عين ماء ولكنها بعيدة وبقربه عين ماء لكنها ملوثة فيفضل تكرار السير خطوت وخطوات الى الامام لينهل الماء العذب والطيب وهذا التكرار لا يتناقض مع الحياة الجميلة التي نسعى اليها بل يمثل التربة التي ينمو فيها وعليها ان تكون مسمدة وخصبة بافكار المحبة والتقارب والوفاء للقيم ومكارم الاخلاق وتوطيد الوشائج وتعميق رؤية المشترك وعدم الياس والتسلح الدائم بالامل الاخضر وبالكلمة المقاتلة الجريئة الاممية وتكرارها لنصل الى الاجمل, خاصة اننا نعيش في دولة فقد قادتها وعلانية اي حس انساني في التعامل معنا كاقلية قومية فلسطينية وبلغ بهم حقدهم لنا وحبهم لانانيتهم ان ارسلوا كما نشر قبل اسابيع فرقة لانقاذ فرخ بومة في منطقة الكريوت للبرهنة على مدى عطفهم حتى على الحيوانات للتستير على حيوانيتهم في التعامل معنا بينما منعوا في حينه استمرار توجه الطائرة لانقاذ جندي في الجيش اصيب بجروح خلال مواجهات في نابلس قرب قبر يوسف بعد ان تبين لهم ان الجندي عربي ومن بيت جن وزاسمه مدحت يوسف فهل نسكت ام ذلك يدفعنا لتكثيف التكرار النضالي والكلامي والانساني لتغيير الواقع الماساوي والمشبع بالعنصرية والعنف واعود واقولها هل نترك ذلك ونكتب عن خيالات واوهام فليست لي الكفاءة العلمية والقدرة الاكاديمية للكتابة مثلا عن السكر لماذا هو حلو وكيف ومماذا صنعوه ولماذا مثلا لا يضاف الى الطعام انما الملح هو المطلوب للطعام وليس للقهوة او القرفة ولماذا يمتاز الملح بالملوحة وعبير الورد بالطيب واثره الانعاش وليس الاشمئزاز, وهكذا لان الموت الزاحف يمر بين حكام اسرائيل وكاني بهم لا يروه وعمدا ومن هنا اهمية تكرار الحديث عن افكارنا الشيوعية والجبهوية وضرورة الاصغاء لها وتذويتها والالتفاف حول ااطار المتمسك بها لصالح الشعبين وكذلك رؤية التكرار مجسدا في موت القيم وضرورة وقفه بالعمل وبتكرار غير ممل وعدم ياس لانتصار الحياه وليست اية حياة, انما حياة الكرامة والمروءة والشهامة وحسن الجوار والتعاون البناء وتوطيد وشائج الصداقة والتقارب وحفظ الانسان انسانا بكل ما في الكلمة من معنى, نعم هناك التكرار المطلوب لتستمر الحياة وليست اية حياة, ولتجفيف الاحزان والقضاء على البؤس والفقر والشقاء والتعاسة من حياة الانسان, ففي الربيع تكون السهول غنية بالازهار وبشقائق النعمان والريحان والنسائم العابقة ولكن هناك من يراها جمامجم بشرية محطمة لانه ادمن على السكر بالالام والاحزان والسادية وعلى الولوغ في دماء الاخرين وفي ذلك خراب ودمار ليس للماديات فقط وانما للمشاعر والضمائر والافكار وثمة طموح واحلام فلكي تتحقق يجب تكرار الجيد في الفكر والسلوك والنهج والهدف والعطاء لتكون زاهرة وعابقة وجيدة ولمنع الهدامة والشنيعة والبشعة, ثم ابعد من ذلك هل يمكن تجاهل حياة الناس سعيدة ام تعيسة, ففي الحالتين مطلوب الكتابة عن ذلك اي عن الواقع وعدم القفز عنه ولتنبت الكتابة الاحلى والافيد واليس الفصل بين المعتقلين الفلسطينيين ومنع ذويهم من الاقتراب منهم وممارسات القمعوالتنكيل ومداهمات البيوت والضغط على الزناد بمثابة تكرار سيء وشنيع ويجب وقفه فورا, ورفع الاسعار وحرمان الفقراء من متطلبات الحياه تكرار, والعبرة في احداث الاردن فلما كانت ترفع الاسعار والشعب ساكت كان ذلك بمثابة ضوء اخضر لحيتان المال لرفعها ولكن عندما ثار وكرر مواقفه النضالية وصرخاته اسقط الحكومة وبعدم تكرار نزول الجماهير في اسرائيل الى الشوارع والصراخ ضد الاحتلال سيستمر بدماره وخرابه ووحشيته وعلى الاقل ليفكر كل واحد في اسرائيل ويتساءل اليس من الممكن الخروج من جحور الاحتلال, وهذا يتطلب تكرار الحديث عن السلام والتقدم لملاقاة الواحد للاخر في الحدائق وليس في المعارك.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع حفيد
- يا ايها الرفاق والرفيقات احييكم
- ​قوتنا في قوة الوحدة المشتركة
- نلنا شهادة النجاح في الكفاح
- من بيت جن اعلنها بقوة ارفض الولاء للدولة !
- يا وطني
- ​المال افضل خادم واسوا سيد
- ​ما احيلى ايام الطفولة
- هذي انا
- ​التراجع المطلوب فلسطينيا واسرائيليا
- نصرت الزهرة الفواحة
- القائمة المشتركة كالماء والهواء للجماهير التي ستحفظها اطارا ...
- ​لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
- شربت من نبع المقاومة
- في تشكيل القائمة المشتركة زغرودة الجماهير العربية بالنصر
- بين الفرح والترح خطوة
- ​لا بد ان يزهر حقنا
- تنفس العبير افضل من تنفس الغازات السامة
- شام يا ضمة ورد
- ​النصر للشمس والحياه


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - بين تكرار وتكرار خراب وعمار