أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - لانزر ولا هذر 8















المزيد.....

لانزر ولا هذر 8


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


1
قال الضابط لملهمتهِ
جئت بإجازة قصيرة.
لأصفي كل الأمور العالقة. من ضمنها عقدُ قراننا.
لقدتعبتُ من التأجيل.ما سر تأجيلك؟
ردت بأسى..
أما أنا قررتُ أن أنهي ما بيننا.
لأني لستُ مستعدة لأربي أيتاماً.
هو..
كانت آخر إجازة لهُ .
هي .
كان آخر عريس طرق بابها..
2
قال لها
كنا صديقين.
تعاهدنا لا يفرقنا سوى الموت.ولكن فرقتنا أمرأة.
قلت أين صفت المرأة
رد ساخراً
فرت مع رجل غريب.
تاركةً خلفها رجلان أحمقان.
لا لخسارتهما لها وإنما.
لخسارة الوقت الذي أمضياهُ برفقتها...
3
قالت لهُ
كنا غرمتين.
كل تحلم بإزاحة الآخرى من دربه.
غير إن القدر كان أكثر حكمة منا.
أزاحة السبب وبطلت الامنيات.
بلمحة البصر..
4
تفحص كل وجه الآخر.ثم أخذ يقهقهان بصوت عالي كأن كل يضحك على الآخر.
ضحك على غباءهم.على ثقتهم العمياء بالحمقى.كيف نجحوا بأقناعهم بأن القضية تخصهم.
كيف كانا كل ينافس الآخر بالفوز.. بقضية خاسرة سلفاً.دون أن يعترفا بذلك علناً.
قال الأول كنا منافسين أحمقين.
رد الثاني.
المنافسة كانت شريفة.
أجاب الأول.
لكن القضية كانت غير شريفة. غير عادلة.
(مخلص الحجي) لم تكن تخصنا اصلاً.
قهقهة كل على الآخر بصوت عالي.
فجأة أسكتهم صوت السجان.
قائلاً.
أحترموا حرمة المكان ونيامهِ..
5


حاولت
ان تسلي نفسها بالذكريات
انتبهت فزعة
ا لذاكرةعطبة
حاولت
ان تسلي نفسها بتطريز ثيابا لصغارها
تذكرت فزعة
ان ابناءها كبروا وتشتتوا واجتازوا مرحلة الثياب المطرزة
حاولت
ان تلهي نفسها بألبومات قديمة. انتبهت كلها صور لاناسا بالكاد تذكر اسماءهم
حاولت
أن تعيد النظر بحياتها وترتيب اشياءها المبعثرة
اي ان تضع كل شيءفي محله
تذكرت هي ليست في محلها لذا لا تعرف مواضع الاشياء
اين يجب ان تكون
حاولت
ان تحزم حقيبتها لتترك المكان
لتعود الى مكانها
تذكرت غفلة
ان ما تركته مجبرة لا يحق لها الرجوع اليه
ها هي غارقة ببحر من التساؤلات
ولكن دون جدوى...

6


فجأة رن هاتفها الأرضي البارد مثل قلبها
الو الو
الو
من فضلك
اريد ماما
ردت بصوت منكسر.
اسفا لم تعد موجودة تركت المكان
اغلقت الخط بأسى
ثم رن من جديد
الو
الو
من فضلك حبيبتي موجودة
ردت بصوت حازم
لا اسفا تركت المكان منذ زمنا
واغلقته غير اسفا
حاولت جاهدة
أن تتذكر صاحب الصوت الرخيم الذي يبحث عن حبيبته لكن عبثا
ثم رن من جديد
الو
الو
من فضلك اختي موجودة
ردت بصوت موجع اسفا غادرت دون ان تخبر احد الى اين
واغلقت الهاتف بالمرة كما كان مغلقا منذ سنتين
حارت صديقتها بها
ثم سألتتها
لماذا تدعين انك غير موجودة
ردت لانهم لم يتعرفوا على صوتي
واحداً منهم لم يقل كيف صحتك
او ردد أسمي
هذا يعني لم اعد موجودة
لذا كان يجب ان اوفر عليهم تعب المجاملة..
ردت صديقتها مجاملة اياها
اعذريهم مشاعل الحياة تجعل من واحد ينسى حتى اسمه.
أحتفظت بالرد
ودعت صديقتها وهي شاكرة اياها للطفها
ثم اخذت تشغل نفسها بالتطريز
تطرزسربا من الطيورالمهاجرة بعيدا
بعيداً عن عيون النمامين.
وخلف الباب المغلق
لا شيء سوى ثوب بالي معولاًقديماً
حزمة سنابل جافة تتأرجح كلما فتحت الباب .
صورة رجل طيب غيبهِ الموت.
وسماء ملبدة بغيوم سوداء. هذا كل ما شيء..
7
عثرت على قطعة نقدية صدئة. في الحقل اثناء حفرها لتقيم سياجا حدوديا بينها وبين جارها. رمت بالفأس جانبا وبدأة تزيل الصدأ عن العملة. غابت الشمس هي لازالت مشغولة بأزالة الصدأ عن العملة القديمة التي عثرت عليها في حقلها ولم تكمل عملها عادت في الصباح التالي وجدت ان جارها قد أقام السياج بدلاً عنها.
ومن يومها هي مشغولة بتصقيل عملتها النادرة دون ان تعرف كيف وصلت الى حقلها وما مكتوب عليها لانها لا تعرف تقرأ ولا تكتب لكنها كباقي أقرانها تعشق كل ما يلمع.كل ما هو قديم..!

8

اجرجر شوقي اليك
من ياقته
كما يجرجر المذنب من ياقة قميصه بقوة
دون ان يدري ما هي التهمة الملفقة اليه..
ابتاع قطعة حلوى تركية مطعمة بدهن الحر..
وادسها في فمي المر.
ابحث عن مسطبة فارغة
اتصفح مجلة قديمة
اجد كل اخبارها جديدة
اذن في الاعادة ...
احاول
ان ادون ما مررت به
قبل لحظات
قبل ايام
او قبل اعوام
لم اجد سوى فقاعات
تحيط بي من كل الجهات..
9


علمونا
ان نقبل الخبز
ونضعه جانبا عن الطريق
لانه نعمة الله
ولم يعلموننا
كيف نتجنب
هؤلاء اللصوص الذين جاءوا
بثياب العدالة وقلوب نهمة
سرقوا منا
خبزنا كفافنا اليوم...
14

ماذا
لو اكتب عبارات معكوسة
عبارات جميلة ومؤثرة غير اني لا اقصدها فقط ارتبها واتلاعب بالمفردات..
مثلك..من باب مجاملة لا اكثر .
كلام يشرح القلوب الموجوعة
ويفتح شهية الذين يبحثون عن محبة سطحية .
لسد وا الفراغ الذي قد يقضي عليهم .او لجعلهم يعتقدوا انهم المعنيين بذلك..
كل كلمة اتقصدهم هم وحدهم بها
غير ان القلب عنيد وبالكاد يفك الخط
هه ماذا لو اكتب بطريقة مثيرة .أو مبهمة.
بطريقة اجعل البعض يهز رأسه من شدة الوطنية التي تتقطر من كلماتي
حد الذي أجعلهم ينشدون النشيد الوطني بعد ان يقرؤا ما اكتبه .
ولكن يا عزيزي ذلك الذي يخفق تحت ثوبي الشفاف هو من يملي علي ما اكتب كما تعلم هو ليس بارعا مثلك بالمفردات و لا بالحسابات التي تحسبها أنت بدقة
وغيرها من الامور التي تجعل الاخر ينبهر من اول حرف دون ان يحلل الكلمة او يفسخها. حتى لا يمضغها يبلعها كحبة مهدئة ثم ينساها .آه
ذكرتني بذلك الثوب الذي لن البسه الا مرة واحدة يوم اوهمتني كلماتك عكس ما كنت تقصده .اكيد حد الذي كدت اصدقك لو لا ذلك الذي خفق مرة لك ثم حنطته كلماتك الى الابد
تصور منذ غيابك وانا اتدرب
على نسيانك الذي لا بد منه. كما اني تعلمت منك فن التلاعب بالمشاعر.بعدما أحدد ما اريده وما لا اريده...!

14

جتئني
كسحابة صيف
هطلت برأفة علي.
بللتني. .
كما كانت تهطل دموع اٌمي
مبللة ثوبي
كلما ضمتني بقوة
لتستعيد إبنتها المكسورة .
ثم أخذتك الريح
المجنونة بعيدا
مضت سبع سنين عجاف
تاركة خلفها حقول مهجورة
وامرأة
تنفض سلال الغلال
عند عنبة بيتها القديم
وعند النافذة
طفلة تراقب الطريق بخوف. هناك
بجانبها قطة تلعب بكرة الصوف.
ورجل معوق عاد بعد غياب طويل.
يداعب القطة الطفلة والمرأة بيدٍ واحدة..!
15
قال
الراعي مخاطبا كلبه الوفي
منذ فقداني لماشيتي
وانا لم اعد اسمع عواء الذئاب
16

كذبت
جدتي عندما انهت حكاية بنت الملك
بزواجها من الامير
لان الامير اغرم بحذاء سندريلا
والملك مات مقتولا على يد حاشيته
وانا من يومها مسجونة بمرآة متصدعة
في غرفة ساحرة لديها الف وجه وجه...!






#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هذا المساء المتأخر
- بائعة الخردوات2
- لا تندهش
- رجل من التراث
- بائعة الخردوات
- لا نزر ولا هذر7
- لحظات مكسورة جزء 14
- لحظات مكسورة جزء 13
- كل رجل بعد
- الغريب لا يكسرك
- اكيتو
- ألم السن ولا ألم الغربة
- لا نزر ولا هذر 6
- لا نزر ولا هذر 5ل
- بفضل الأنكسارات
- لحظات مكسورة الجزء 12
- كل شيء مثير حولي وحولك
- لحظات مكسورة الجزء 11
- زيتونة هنا وزيتون هناك
- ثرثرة موجعة


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - لانزر ولا هذر 8