أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى . [ج1]















المزيد.....

الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى . [ج1]


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 17:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الإشكال :

°° منطقة الزواوة ( القبائل) هي منطقة بدايات الحراك الأمازيغي الهادر ، ففي 1925 كتب ( سي عمار بوليفة) عن جرجرة عبر التاريخ ، و كانوا وقودا لنجم شمال افريقيا الذي هو جزء من حراك اليسار العالمي آنذاك ، هذا النجم الذي أصبح فيما بعد يحمل إسم ( حزب الشعب الجزائري ) فكان عمار ايماش ودعوته (الجزائرية) وكانت دينامية البعد الأمازيغي بارزة في رواية ( إدريس ) لعلي الحمامي نضالات الأخوة ( البربريست ) في 1949 لمجابهة ( المد العربو إسلامي ) بزعامة مصالي الحاج الذي تأثر كثيرا بإصلاحات (شكيب أرسلان) ودعوات عبد الرحمن عزام أول أمين لجامعة العرب في 1945 ، وكان نشيد حزب الشعب (أميس أومازيغ ) مدويا منذ أربعينيات القرن الماضي ، فالحراك الأمازيغي تعرض للمضايقات والتخوين والتكفير و التصفية ، بدعوى لم الشمل و الحاجة الى الوحدة لتحرير البلاد ، فكان الأمازيغ أنفسهم من ضحى بأمازيغ مثلهم من أجل انجاح الثورة ، فلم ينتعش المطلب إلا في ربيع الأمازيغ في 1980 ، وما تلاه من امتداد وتوسع وانتشار(أفقي وعمودي ) توج بأحداث الربيع الأسود في 14 جوان 2001.
هذا الصراع الزواوي مع السلطة المتجلببة ب(الجلباب العربي الإسلامي ) الذي رسخته عن سذاجة مدرسة جمعية علماء المسلمين الجزائرين في شخوص أمثال ابن باديس ، والبشير الإبراهيمي ، الفضيل الورثلاني و السيف السلفي الوهابي الطيب العقبي .
معارضة فكر السائد منذ قرون بقوته الفكرية والدعوية والمتسربل بفكر ديني متجاوز هو الذي ولّد احتقانات ضد منطقة القبايل .

°°التصريح الصريح بالهوية الأمازيغية المتفجر من منطقة القبائل مقلق للكثيرين ، وكان الواجب معارضته ودحضه بمحتلف الأساليب والبروباغندا التضليلية منها عزل هذه المنطقة عن باق جهات الوطن ، لهذا تحركت الدعايات المغرضة و ظهر مصطلح ( الزواف ) كرديف لأمازيغ الزواوة ، وألصقت بهم تهمة العمالة للإستعمار إفكا وكذبا ، وتنامت الروح العدائية ضد ( الزواوة ) رغم أنهم أسبق الجهات وطنية و إحدى القلاع الكبرى للإسلام و اللغة العربية ، لكن ذلك لم يشفع لهم خاصة قبيل وبعد ترسيم الأمازيغية في دستور 2016.

الزواف zouaves


°°التاريخ حديقة مفتوحة يلجُها الجميع ، وانتشار الفايسبوك والمواقع الرقمية أعطى زخما لأحداث الماضي ، فاستُخدم كأداة (للهدم لا البناء )،من أناس لا علاقة لهم بالتاريخ وبحوثه ... فأحداثه وظفت بانتقائية شديدة وبقراءات اديولوجية دينية وعروبية مهيمنة ، بعيدا عن قراءة موضوعية تحتكم [ لبعدي المكان والزمان ] ... تلك المعالجات الخاطئة أحدثت هزة في النفوس ، وقُلبت موازين الحكم على منطقة عزيزة في القطر الجزائري من منطقة مجاهدة ثائرة متمردة على كل المغيرين لأرضها وتحويلها إلى منطقة متواطئة مع المستعمر الفرنسي عبر جيش يطلق عليه zouaves نسبة لقبيلة (الزواوة ) .
هذه التهمة الخطيرة حركت كوامني وجعلت أكثف البحث بحثا عن حقيقة الزواف ، وهي فعلا أجدادنا القبايل كلهم كانوا يدا طيعة مع الإستعمار ، وما هي حقيقة ذلك كله .

°°الماضي الذي ندرسه في المصادر والمراجع والأرشيف ونحاول فهمه مثله مثل النص القرآني ، فهو مادة كانت تعطي تصورات وتوضيحات عن زمنها وليس عن وقتنا الحالي ، لهذا اختلفت القراءات وتعددت الفهوم وعلى ضوء ذلك تنوعت المذاهب .... لهذا يمكن أن تتغير قراءاتنا للماضي تبعا لقناعات انغرست مسبقا في عقولنا وألبابنا بفعل تراكمات فهمية عاطفية نادرا ما تحتكم إلى الواقع و المنطق والعقل .

°° دراسة (الظاهرة الزوافية ) التي قد نتفق وأنها [هي التعاون مع المغيرين ضد المحليين ]، أي مساعدة المغيرين على قتل المواطنين المحليين وتسهيل عملية إخضاعهم للقوة المغيرة ، بغض النظر عن الأهداف الدينية والتوسعية والكولونيالية . وهي ظاهرة قديمة قدم الإنسان نفسه اتضحت بتعاون ماسنسن مع الرومان لتقويض دعائم ملك غريمه صفاقس أو تشتيت جيش حنبعل القرطاجي في معركة زاما الشهيرة ، أو تعاون قبائل لواتة الأمازيغية في إخضاع الأمازيغ لسلطان العرب ، أو تسخير القوة لعضد المغيرين كما فعل طارق بين زياد الأمازيغي في توسيع مملكة الخلافة في الأندلس سنة 711م .
أو استقدام جيجل وبجاية للقوة البحرية العثمانية التي حلت لنجدتنا وسقطنا في براثن استعمارها لأزيد من ثلاثة قرون ، أو خيانات أخرى إبان الثورة التحريرية في كل جهات الوطن الجزائري دون الحاجة إلى فضحها بالأدلة والوثائق التي بحوزتنا ، ففي السنوات العصيبة للثورة كان ( عدد الخونة من الحركى ) والمتواطئين مع الإستعمار الفرنسي (يفوق عدد الثوار بكثير !) .

°°دراسة [ الظاهرة الزوافية ] تتطلب استحضار ما كُتب عنها من قبل ألأهالي الجزائريين والفرنسيين باعتبارهما هما المعنيان بالأمر ، أو أجانب كانوا معاصرين لتلك الأحداث ، وأفضل الحقائق وأقربها للفهم الصحيح هو ما نحصل عليه من الأرشيف العسكري المكتوب في حينه كمخطوطات ( كأوامر و شهادات و تقريرات ... الخ ) ، فقيادات الجيش غالبا تقدم معلومات صحيحة خوفا من العقاب ، لأن تلك المعلومات كثيرا ما تستخدم في رسم خطط بديلة تضمن النصر ، فإن كانت المعلومات غير صحيحة فينجر عنها خطط فاشلة .

°°المصادر الجزائرية حول (الزواف ) شحيحة جدا ، فكتاب المرآة لحمدان خوجة ، وكتاب المفتي بن العنابي ، ومذكرات أحمد باي الكرغلي ، و كتاب الآغا بن عودة المزاري [ 1] .... الخ وهي لم تشر لأمر الزاف في شيء ، وأهم من كتب ولو بهامشية كبيرة هو المؤرخ أبو القاسم سعد الله في محاضراته ،أو أبو يعلى الزواوي في كتابه تاريخ الزواوة ، لكن في بضع من ألأسطر ، وهو ما يدل أن ظاهرة الزواف هي ظاهرة سطحية بسيطة ، مقارنة بخيانات أكبر منها في تنظيمات الجيش الإفريقي الفرنسي مثل ( الصبايحية ) و(القناصة الجزائريين) ، و(جيش الهندسة العسكرية) ، وتنظيم (المكاتب العربية ) ودورها الفعال في التمكين للإستعمار الفرنسي .
فالمخزون المعرفي حول الظاهرة موجود في المكتبة الفرنسية ، وفي مراكز مخطوطاتها المتخصصة بالشأن الحربي كما هو الشأن في مركز أرشيف وزارة الحربية الفرنسية في ( قصر فانسان بباريس) الذي يحوي أرشيف كمي معتبر .

°°البحث عن حقيقة ( الزواف ) لا يُستقى من الفايسبوك والمواقع الرقمية وحديث المقاهي التي تعالج الظاهرة من موقع اديولوجي أو قومي أو جهوي عنصري ، وإنما من أبحاث جدية موضوعية تعالج الأمر بعلمية بحثا عن الحقيقة كما حدثت في زمانها وظروفها وبالعوامل والتأثيرات المحيطة بها ، فالمعالجون للظاهرة الزوافية حاليا بالغوا كثيرا في التعميم ، لضرب منطقة ( الزواوة ) بمصطلح (الزواف ) رغبة منهم في إركاعها أو دفعها للتطرف كما حدث مع حركة الماك الإنفصالية التي هي نتاج تعسف النظام وتلكئه في الإعتراف بمكون الأمازيغية الذي هو الأقدم في ربوع هذه البلاد .
------------------------------------------
[1] طلوع سعد السعود في أخبار وهران والجزائر وفرنسا واسبانيا للأغا بن عودة المزاري ، تحقيق د/ يحي بوعزيز .


سيُتبع في حلقات ...... انتظرونا .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات الجزائر ....إنه الطُّوفان الذي لا يُقهر !
- العقيد عميروش ... والقس الأمريكي [1]
- المازُونيات .... المازيغيات .
- عندما ترد ( مسكيانة ) على ( قرطاج)؟ !.
- كرنفال الجزائر بمناسبة يناير .
- خيمة الإسلام أم خيمة العروبة ؟ ! .
- [عين بوشريط ] وسقوط الوهم العروبي في شمال افريقيا.
- الجزائر من قبلة للثوار ... إلى قُبلة لصاحب المنشار .
- خرافة العرُوبية ؟!
- الدولة الوطنية الجزائرية مشروع مؤجل .
- الفنيقيون الجدد !
- عربُ الجزائر .
- الشيخ المولود بن الصديق الحافظي الفلكي الأزهري.
- الصراع اللغوي في الجزائر ..... قَاطع تُقاطع .
- اغتيال [جمال خاشقجي ] هو ترهيب للفكر الحر .
- الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
- ثورة تحرير الجزائر ، وقيم الحرية والتنوع .
- كرة قدم مستفزة !
- جزائرنا .... والكونغرس العالمي للأمازيغية .
- فيلم العربي بن مهيدي ... ومقص الرقيب .


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الطيب آيت حمودة - الزواف zouaves أو الخديعة الكبرى . [ج1]