الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 6062 - 2018 / 11 / 23 - 02:18
المحور:
حقوق الانسان
°°°على مدار أسابيع ونحن نسمع أخبار مروعة عن مقتل خاشُقجي في سفارة بلده في اسطامبول ، والإتهامات موجهة بالأساس لفريق حضَّروه أساسا للإغتيال الرهيب ، لا يهم من نفذ الفعل ، لأن هؤلاء رصدتهم الكاميرات وسجلت تحركاتهم ، فالمهم حاليا هو الرأس الآمر المدبر ، فجميع أصابع الإتهام بعد التحقيق موجهة لولي العهد [ محمد بن سلمان ] .
°°° لا يهمُّنا ما صار ويصير في شأن مقتل خاشُقجي ، لأن المبدأ الراسخ في سياستنا الخارجية هو ( عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية) ، ولكن ما تمليه الدبلوماسية وما يراه الشعب في الأمر أمران لا يتقاطعان ، فالنظام قد يزيد في إفلاسه قبُولَه حط رحال ولي العهد السعودي المجرم فوق أديم أرضنا الطاهرة ، أرض الشهداء والتضحية .
°° أشارت وسائل الإعلام إلى زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي للجزائر في 6 ديسمبر 2018 ، بعد عودته من مؤتمر في الأرجنتين ، ولعل قبول النظام الجزائري هذه الزيارة له (أهداف استراتيجية واقتصادية) تخدمه على المدى القريب ، ولكن الشعب لا شك وأنه سيستهجن هذه الزيارة ، وسترتفع أصوات منددة بها ، فربما سيُرمى ر ئيس الحكومة بالبيض خلال الإستقبال كما فُعل بالرئيس ماكرون هذه الأيام .
°°هذا الوطن الذي كان قبلة لزعماء مرموقين في الثورات ضد الإستعمار والتمييز ( الأبارتيد ) أمثال( نلسون مانديلا )( ، و( فيدال كاسترو) ، و(هوجو تشافيز) ، و(كوامي نكروما ) ، كيف يتحول إلى استقبال المجرمين والقتلة أمثال هذا الرجل ؟ ! ، الذي يحاول شراء الذمم للسكوت على جريمته ، فالرئيس ترامب أظهر ليونة في المواقف ، لعله في ذلك فضَّل الكسب المادي على الكسب المعنوي بمواقف مبدأية مؤنسنة .
°°° سننتظر ما سيكون موقف وسائل الإعلام الجزائرية وموقف النخب فيها ، فهل تتحرك آلة المعارضة لإفشال الزيارة ، أم يسكت الجميع ويُستقبل صاحب المنشار بقبلات حارة على الخد ين ، وكأنه محرر الأوطان و معتق الإنسان ،...... فالسُّعودية وإن كانت جيوبها منتفخة (بالبترودولار) ، فهي [ حيثُما حلّت يحل الخرابُ ] ، فهي التي شجعت إرهاب التسعينات عندنا بفتاوى شيوخها ، وهي التي تمول الإجرام في سوريا ، وهي التي تقتل اطفال اليمن ، وهي التي أنزلت سعر برميل البترول ألى 50 دولارا ، وبعض علمائها ( علماء السلطان ) يفتون بأحقية الملك بإبادة ثلث الشعب لأن الحاكم واجب ٌ إطاعته ولا يجوز الخروج عليه ولو هو قاتل ومجرم !!؟ .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟