الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018 / 10 / 7 - 14:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أخبار اليوم و وسائل التواصل الإجتماعي هذه الأيام منشغلة بتفكيك خيوط مؤامرة اغتيال الكاتب والمفكر اللبيرالي السعودي ( جمال خاشقجي ) .
جمال غشقجي إعلامي سعودي مغمور شغل مناصب ريادية في وسائل الإعلام السعودي قبل هجرته ، وذاكرته عبارة عن (علبة سوداء ) لنظام الحكم السعودي ، فهو الأقدر على كشفها ورسم أبعادها وفك طلاسمها، والأنظمة الإستبدادية تخاف من هذا النوع من الرجال أكثر من خوفها من الإرهاب الدموي ، لأنه يُعد العدة لثوارات ناعمة سلسة وبالوسائل السلمية .
°°°اغتيال (جمال غاشقجي ) من طرف نظام بن سلمان الملكي السعودي ليس جديدا ، فاغتيال الكتاب وأهل الفكر قديم قدم الإستبداد نفسه ، فقد اغتال نظام معمر القذافي ( موسى الصدر 1978) في زيارته لليبيا ، ووقع الأمر نفسه ل(منصور الكيخيا) المعارض الليبي في زيارته لمصر ، فقد اختطف وعذب وقتل إرضاء لنزوات القذافي الدموية بمساعدة مصرية لتحقيق مكاسب مادية بترودلارية. .
°°°وفي ثورتنا كذلك أثناء الحرب وما بعدها وقعت تصفية المعارضين السياسيين بمختلف أشكال الإدانة ، فتم تصفية خيرة أبناء هذا الوطن الثوريين من طرف [ العصبة الإستبدادية ] فيها ، فأعدم العقيد شعباني ، و أبطال أوراس النمامشة ، وأعدم خنقا في تطوان عبان رمضان ، و أعدم خميستي ، وغيرهم وغيرهم .... وبعد الإستقلال وقع لكريم بلقاسم في فرانكفورت سنة 1970 ، ومحمد خيضر في مدريد في 1967 ، ما وقع ( لجمال خاقشجي) في تركيا ، وأفضل مثال للإغتيالات ما وقع ( لقاصدي مرباح ) من إبادة في وضح النهار في البرج البحري عام 1993 .
°°°الأنظمة ( الإستبدادية ) تقتل أبناءها على الهوية واختلاف الفكر ، أو الخوف من كشف الأسرار ، وما وقع اليوم ( لغاشقجي ) داخل السفارة السعودية بأسطنبول وإن صح ما تروجه وسائل الإعلا م من تعذيب وتمثيل بالجثة وقطع الأوصال أو ما شابه (تعذيب الحلاج ) قبل إعدامه في قنوات الفكر الداعشي الإسلامي .
°°°لا أدري كيف تتعامل الدول المسماة (الديموقراطيات الرسمية ) مع هذا الحادث ، وما سيكون المبلغ الذي ستدفعه السعودية لهذه الدول نظير سكوتها عن الجريمة البشعة ، فقد أظهرت الوقائع أن الدول الغربية الديمقراطية لا يهمُّها بتاتا إقامة ديمقراطيات سليمة في أوطاننا ، بقدر ما يهمها جني الأرباح من [ صراعاتنا الداخلية ] التي تستثمر فيها بنجاح وسط ترحيب محلي مقرف ، مهما يكن فإن النظام السعودي الذي يقوده سلمان أرسل رسائل مشفرة للمعارضين مفادها ، [ أن يد السعودية طويلة فقد تصيب معارضيها في الخارج ولو هم في بلاد الواقواق ] .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟