أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - الصراع اللغوي في الجزائر ..... قَاطع تُقاطع .














المزيد.....

الصراع اللغوي في الجزائر ..... قَاطع تُقاطع .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 14:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


.

°°حرب اللغات التي تنبأ بها جون كالفي لويس في كتابه الموسوم [ بحرب اللغات والسياسات اللغوية] بدأ في طرق أباب المحروسة ، فبعد التضييق على اللسان المحلي ( بالمنع )(و التحجير) و( النبذ ) وبمختلف أساليب التحقير و المقاطعة رغم توطينها وترسيمها دستوريا ، وهي الأولى التي يجب أن تُحترم لأنها اللغة الأصلية اللغة التي قاومت كل صنوف التعدي والطمس ، وبقيت ( لغة حية ) في قلوب وعقول الأجداد رغم غياب السند لها ( دينيا ) و(سلطويا ).
°الجزائريون في حقيقتهم يحترمون كل اللغات ، ويميزون بين اللغة كمنتوج حضاري ، وأصحابها المستعمرين الغاصبين ، فالأمازيغ تفاعلوا بايجابية مع اللغات الوافدة و أبدعوا بها ، كتبوا (بالبونية) كالعالم الفلاحي [ماغون ] و(بالاتينية ) كسانت أوغسطين ، و( بالعربية ) كالفيلسوف ابن رشد و العالم ابن فرناس.... ، وكان لهم علماء كبار في فقه اللغة العربية قواعدها ونحوها صرفها ، فصاحب ( لسان العرب ) ابن منظور أمازيغي من تونس ، ومعه وإثنان من أمازيغ زواوة ( ابن معطي الزواوي) صاحب الألفية ، (ابن أجروم )صاحب الأجرومية ، كما أن صاحب البردة في مدح الرسول التي ملأت الآفاق هي من نظم الأمازيغي الإمام محمد سعيد البصيري ، وتفاعلوا مع اللغة الفرنسية بإيجابية فكان لهم أدبهم المميز في رواق الفرنكفونية ، وهو ما يعني أن أجدادنا حملوا همَّ تطوير وإثراء لغات الوافدين على حساب لغتهم التي عانت الإهمال التقعيدي وهو ما جعلها بدرجة لهجات لكنها قابلة لتضير لغة مميزة ، فاللغات تموت وتحيا بإرادة أبنائها ، فما دامت إرادة الأمازيغ قوية في استرجاع لغتهم [فالواجب هو تشجيعهم والأخذ بأيديهم في تذليل مختلف الصعاب ].
°°لا أعتقد بأن الأمازيغ يكرهون اللغة العربية ، ربما بعضهم يتظاهر بكرهها عبر محو كتابتها على ألواح التوجيه المروري واللاّفتات ، وهي أفعال معزولة لا تعبر عن الرأي العام ، لكن ما يقومون به مبرر ، فآليات تشويه الوثبة المطلبية للأمازيغية كبيرة جدا ، وهي طافحة تعبر عن محاولات لعزل منطقة القبائل عن باقي الجزائر لا لشيء سوى أنها الرائدة في المطلب الهوياتي .
°° في الوقت الذي كنا ننتظر تعويم تدريس الأمازيغية على كل مدارس القطر الجزائري، لتكوين ملم جزائري [ معتز بأمازيغيته وعربيته ] ، نفاجأ بلوبيات عروبية مؤدلجة تكبح ذلك التوجه وتشن حربا شعواء ضد الأمازيغية في ( الوسط الشعبي المغمور في بحر الأدولوجية العروبية ) لأزيد من نصف قرن ، ولا شك بأن [لكل فعل ردة فعل] ، وردود الأفعال تأتي غالبا من [صخرة القبائل ]، فكان منع تدريس الأمازيغية في بعض جهات الوطن وعزوف الناس عليها ، هزات ارتدادية أخطرها [امتناع ] تلاميذ بعض ثانويات ولاية تيزي وزو ، منها ثانوية عبد الرحمن اليلولي على مقاطعة دروس اللغة العربية ، ... والفعل سيتعمم تدريجيا ليشمل عديد المؤسسات التعليمية التي أدركت مدى الحيف الذي تعانيه اللغة المحلية من ذويها وسلطتها ، و الغريب أن التصارع ( الأمازيغي / العربي) سيجني ثماره التيار المفرنس ، فاللغة الفرنسية لم يقاطعها أحد ، وهي إجبارية للجميع باعتبارها غنيمة حرب حسب تعبير كاتب ياسين .

°°°الجزائر حاليا تعيش على صفيح ساخن ، أزمات ازمات وفي كل الأصعدة ، الساسة حاليا منشغلون بترتيب أرضية (ضامنة للفوز بالإنتخابات الصورية ) لضمان مقاعد مثيرة لهم وسط هرج ومرج على مداخل البرلمان ، فالدول الناجحة هي الدول التي [ تخطط مسبقا لمستقبلها السياسي و التعليمي والدفاعي و الصناعي والعمراني ...]، فنحن حاليا نعيش في بلد ( طموح شعبه أكبر من طموح حكامه )الذين انشغلوا بنهب المال العام و السيطرة على مفاصل الدولة لصالحهم وصالح ذويهم والمناصرين لهم ، ذاك الإنشغال البائس الذي سيجُرنا حتما إلى وباء التطاحن و ( دخان البارود ) حسب تعبير أمين أول حزب قائد في الجزائر في خرجته المتجددة .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال [جمال خاشقجي ] هو ترهيب للفكر الحر .
- الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
- ثورة تحرير الجزائر ، وقيم الحرية والتنوع .
- كرة قدم مستفزة !
- جزائرنا .... والكونغرس العالمي للأمازيغية .
- فيلم العربي بن مهيدي ... ومقص الرقيب .
- الداي حسين ... والملوك الذين لا يستسلمون .
- الحلم الضائع ... أولوية السياسي على العسكري .
- أمين الزاوي ... والخرفان التي تحتل شوارع العاصمة .
- دينارُنا الجزائري ..... أهو رمز ٌ من رموز سيادتنا !؟
- في الجزائر ... صراع الذاكرة .
- معركة [ الجامع أمقران] بسيذي يذير .
- سنوات الدم والدمار في إلماين وأذرار نسيذي يذير
- المسلمون و (ستيفين هوكينغ ) .
- معركة [أذرار أومازة ]
- أردوغان في الجزائر ... تعاون أم هيمنة ؟
- محند الشريف ساحلي وحرب الذاكرة في الجزائر .
- بأي حرف نكتبُ اللغة الامازيغية ؟
- (عيد يناير) بين الإنكار والإصرار
- (البربريست) الذين ولّدُوا الهمة .


المزيد.....




- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - الصراع اللغوي في الجزائر ..... قَاطع تُقاطع .