نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:04
المحور:
الادب والفن
1
آه من الشوق ، لقد صار عصفورا زجاجيا ، وطار بعيدا في سماء عينيك ، الغيوم الغيورة صفعته في مؤخرته فعاد إلي باكيا .
أنا ماذا سأفعل لعصفور باك لكي أرضيه
جعلته ينام وسلمى الحايك على وسادة واحدة
في الصباح وجدته سعيدا كما أغنية وبلغة مندائية أثريه يقرأ قصائداً لرينيه شار
2
في الحب يكتشف المندائيون إن الرؤيا ممكنة حين تنام براحة بال تحت الجفن
وهم يصلون في أوقات يكون فيها النور أبداً نسرينياً يعطر ذاكرة السماء بدمعة سمكة
ينصتون إلى صوت الماء كما ينصت موزارت إلى الجملة الموسيقية
وبها يصنعون بخت الأشياء القادمة
أولئك..ليسوا بقايا سدنة الممالك المندثرة ، وليس هم ماتبقى من مشفرات الصحن الذي وضع فيه رأس يحيا .
إنهم أتوا من لحظة يسوع التي تقول
إنكم من أرث الأرض السحر
وبقايا حدائق دلمون الوارفة
وربما اعتبركم هيرودتس انتم من صنعتم خيال حصان طروادة
لهذا حين يفكر المندائي بالعشق
فهو كمن يصنع من سعفة النخلة جنح فراشة ..
3
ليس للشعر ذاكرة .. وليس له خيال . ولا تتحكم بمفرداته موسيقى
انه مطلق فقط
هذا المدى يعتقد فيه المندائيون
إن شعاع الحس يأتي بافتراض واحد
أن تمسك الضوء بأصابع مرتعشة
ثم كل شيء بعد ذلك يصبح سهلا ً
4
غيمة بيضاء في صحن رز
الرز في دمعة جائعة
الدمعة الجائعة في رسالة حب
رسالة الحب يمزقها ملك
الملك تعلم شيئا من حروف الهجاء ونام
5
لاأعرف متى ولدت كتب المندائيين ، ولكني اعتقد إنها ولدت في لحظة واحدة
عرفت هذا حين رأيت فيها الحب يرتدي ثوبا بلون واحد وحرير لماع كإشارة الشمس لليل بالهروب إلى لهاث بقايا مضاجعة وردتين ..
6
مات كمال سبتي
ولان عائلة السبتي عائلة مندائية كبيرة تواردت إلى أيملي عشرات الرسائل
تسال إن كان الشاعر المغدور بطلقة المنفى مندائيا
أنا أجبت إن كمال مسلما لكنه ولد في محلة الصابئة
وهناك تعلم من سحر العيون المرسومة كغزال في صحن خزف
كيف تولد القصيدة وتصير عنقود عنب أو مشمشة لها أقداماً خشبية
7
في عينيك المندائتين عطر برتقالة وقميص نوم سلمى الحايك
إنها صورة أخذتها من غلاف قراءة خلدونية
علقتها على جدار مكتبي في اليونسكو
مكتبي من الطين وسقفه من القصب
وحين يشرب المدير العام الفودكا
أنا اشرب ماء الأهوار ....
وحين يطالب بترميم أهرامات الأزتيك
أطالب أنا بترميم مضائف القصب
وحين تأتي الأحاد ..
ويأخذ كل حبيب حبيبته على ضفاف السين
أنا أحملك كما يحمل المسافر صرة الزاد
واذهب بك إلى بستان بأطراف الناصرية
إريكِ مديات عشقي ، وقبلات الطين
والناي الذي يقول لك بصوت ( مبحوح )
تعالي لنجرب كي يصل الحب إلى ألف درجة فهرنهايت
مصيف شقلاوة / 27 ابريل / 2007
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟