أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - فن الترجمة














المزيد.....

فن الترجمة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


الترجمة ليست عملية نقل حرفي من لغة إلى أخرى، ولا هي صناعة ميكانيكية تقوم بإحلال كلمة أجنبية مقابل أخرى مغايرة. إنها إعادة صناعة المادة الأدبية وإدخال محسنات إضافية عليها لتكون صالحة للتداول في مجتمع أخر، وهي بالتالي إعادة صياغة للنتاج الأدبي أو الفني بأسلوب جديد.
إنها تأليف جديد لمادة مؤلفة أصلاً في مجتمع مختلف من حيث الذوق والإحساس والشعور والمفردة والمعلومة والتاريخ والحضارة.... فعملية النقل الحرفي للكلمة وبصيغة الإبدال يقتل العمل الإبداعي، فالكائن الإبداعي لايعيش إلا ضمن ظروف خاصة توفر له كافة السُبل للتفاعل مع أقرانه من الكائنات الإبداعية الأخرى.
الإحساس بالكلمة قبل استبدالها بكلمة مرادفة يعمق الإحساس بالعمل، وهذا الأمر لايستقيم إلا من خلال المعرفة الكاملة بالجوانب اللغوية والفنية لكلا اللغتين المكونة لعملية الترجمة. إضافة إلى سعة الإطلاع على الحركة الأدبية لدى كلا الشعبين لإدراك المغزى الحقيقي، لأبعاد النص الأدبي وأهدافه وواقعه.
الترجمة عمل فني يتطلب الدقة والحرفية العالية، لايقل أهمية عن التأليف ذاته فهو إعادة صياغة للأفكار والرؤى والأحاسيس بطريقة منهجية ومهنية صارمة تحاشياً للمساس بتقنية ومهنية النص الأصلي.
يعتقد ((طه حسين))"أن الترجمة في الفن والأدب ليست وضع لفظ عربي موضع لفظ أجنبي، إذ أن الألفاظ شديدة القصور عن وصف الشعور في اللغة الطبيعية فكيف بها من لغة أخرى؟ الترجمة الفنية والأدبية عبارة عن عمليتين مختلفتين وكلاهما عسير".
الشعر في كل اللغات في العالم عمل يعتمد على الإحساس والشعور وبحور اللغة بالدرجة الأولى وهو الأصعب في الترجمة، فالشاعر-المترجم يدرك أكثر من غيره هذه الأبعاد لأنه يتحسس موسيقى الشعر ويعي البعد الجمالي-الحسي بين مكوناته ومفرداته اللغوية. لذلك يكون الأقدر فنياً على ترجمة الشعر من المترجمين الآخرين الذين لاصلة مباشرة لهم بالشعر.
يرى ((رونيه أوبير))"أن الشعور بالجمال هو الإحساس به من خلال نسج علاقة بين الشيء والوعي لإدراكه روحياً، فالوعي يضفي على الشيء تطلعاته ليعكس جماله".
وكما أن لكل الأعمال الإبداعية أوجهها في التخصص، فإن الترجمة الفنية يجب أن تعكس ذلك لتكون دقيقة في نقل المصطلحات العلمية على وجه الخصوص بأمانة علمية. الصياغة العلمية للنص مختلفة تماماً عن الصياغة الأدبية ولايمكنها نقل الفكرة العلمية- التخصصية بصياغة أدبية لأن المحتوى العلمي محدد، ثابت لايقبل التأويل، معبر عن مدلول علمي بحت يفقد معناه ومحتواه عند تغيير صياغته لصياغة أدبية.
واللغة في الترجمة يجب أن تكون سليمة ومعبرة عن الدلالة العلمية أو الأدبية بشكل دقيق، للحفاظ على جوهر الفكرة. والتصرف اللغوي لايعني إطلاقاً المساس بجوهر الفكرة، وأنما اختيار المفردة والصياغة المطابقة والمناسبة للتعبير بدقة عن المعنى والمحتوى لامساك بماهيتها.
الدقة الفنية في الترجمة تتطلب كذلك بذل الجهد والوقت للمراجعة وإعادة الصياغة للتأكد من تطابق المعنى قبل وضع اللمسات الأخيرة على العمل المترجم.
يقول ((أفلاطون))"لاتطلب سرعة العمل وأنما أطلب جودته، فالناس لايسألون عن مدة إنجازه بل يسألون عن جودته".
عموماً تتلخص أهم متطلبات الترجمة بالمعرفة الكاملة بقواعد ومدلولات اللغتين، والقدرة على إعادة الصياغة والتعبير للحفاظ على جوهر الفكرة. والإطلاع الواسع على النتاجات الإبداعية للمؤلف، والمعرفة العامة بتوجهات ومواقف وآراء الحركة الأدبية في البلد الأم للمؤلف وتأثيرها على موقفه وآراءه وبالتالي أهدافه ودوافعه. تعتبر المتطلبات السابقة الأرضية الصلبة التي يقف عليها المترجم قبل البدء بعملية الترجمة الفنية السليمة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصداقة والعداء في الوسط الثقافي
- علاقة المثقف بالكتاب والمكتبة
- الكاتب وعالم العزلة
- الصفوات والمجتمع
- علاقة المثقف بالمجتمع
- دور المثقف في الحراك الاجتماعي
- دور المثقف في التربية والتعليم
- فن النقد في الثقافة
- العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد
- مهام النقد
- النقد وسعة العلم
- ماهية النقد
- الروح والإبداع
- أقطاب المعرفة
- الاستقلال الفكري
- المثقف الدجال
- منتجو المعرفة
- المزاد الثقافي
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - فن الترجمة