أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد














المزيد.....

العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


هناك ضبابية في معالم وحدود الحركة النقدية قياساً بأنماط الأدب الأخرى ولم تتحدد بشكل واضح مواصفات الناقد لأن الحركة النقدية ذاتها تعاني من الانحسار في العصر الراهن ويمكن لأي مثقف أن يطلق على نفسه ناقداً بمجرد أن يقوم بعرض عدة كتب أو توجيه اللوم والانتقاد لكاتب ما!. هذه الضبابية تسببت في حالة (عدائية!) بين الكاتب والناقد، فالأول يجد أن الناقد أصبح مهمته كيل التهم والإساءة للكاتب مدفوعاً بنوازعه الحزبية- العدائية وتحكمه العلاقات الشللية في إسقاط أو رفع شأن عمل أدبي ما. والناقد يجد أن الكاتب يتطير حين يوجه النقد لنتاجه الأدبي ويطالبه أن يكون مداحاً له ولنتاجه وإلا فإنه يصنفه في خانة الأعداء.
إن سوء الفهم بين الكاتب والناقد أدى إلى القطيعة بينهما وتسبب في ضعف الحركة النقدية الجادة باعتبارها دينمو عملية تطور الحركة الأدبية.
يعتقد ((يوسف اليوسف))"أن ثمة نقاد وليس ثمة حركة نقدية، ثمة روايات وروائيون وليس ثمة حركة روائية، ثمة مسرحيات ومسرحيون وليس ثمة حركة مسرحية، حركة لها أقسامها، لها مدارسها، لها خصوصيتها".
إن ضبابية مهام النقد وتعدد مذاهبه وعدم تحديد مواصفات خاصة بالنقاد في الدول المتخلفة تحديداً تسبب بالإساءة للعلاقة بين الكاتب والناقد التي من المفترض أن تكون علاقة مكملة بعضها للأخر لمواكبة التطور في الحركة الأدبية العالمية.
إن أكثر التهم الموجهة للناقد هي تحكم أهواءه الشخصية والسياسية في عمله النقدي مجانباً المنطق في إصدار أحكامه التي هي في الغالب أحكام جائرة تقسر النص الأدبي وتحمله ما لايحتمل من آراء وأبعاد ليسقطه على الكاتب بغرض التعرض به بدون وجه حق.
يصف ((أرنست همنغواي)) الناقد قائلاً:"أنه يشعر أن قدره وشأنه أكبر من زملائه الأدباء فيمنح لنفسه الحق في توجيه الأوامر لهم، وحجته في ذلك أن (الغاية تبرر الوسيلة) فهو يهدم حين يتوجب البناء، ويبث الشك حين يتطلب تعزيز الثقة بالنفس والتشجيع وبث الأمل. والنقاد الذين وصلوا لمستوى معين من البلاغة يكونون أحياناً أسوء القضاة وبإمكان الأبله منهم أن ينتقد جميع الأشياء والأشخاص، ولايعي أن الحكمة تصنعها التجربة والذكاء يساعد على فهم الأشياء والأمور فهماً سليماً".
إن هيمنة السياسي على كافة مناحي الحياة وفرض توجهاته القسرية على كافة الشؤون الاجتماعية ومنها الشأن الثقافي أدى مع الزمن لتسيس الثقافة وإسقاط معاييرها ومهامها الأساس لصالح معايير ومهام تخدم توجهات السياسي فأصبح النقد الأدبي ينهل معاييره من التوجه السياسي، فإن اتفق الناقد معها نال النتاج الأدبي الثناء والمديح وأن تعارض معه ناله الإهمال والتسقيط.
وهذا المذهب السياسي-النقدي يتقاطع كلياً مع المذهب الثقافي النقدي وأصبح للأول سطوته على الحركة الأدبية لأنه نهج سلطوي يستخدم آليات العنف والاستبداد لإخضاع الآخرين. وعلى مدى عقود من الزمن على أتباع ذاك النهج القسري تراجعت الحركة الأدبية وأصبحت أداة طيعة بيد السياسي الجاهل الذي استخدمها لفرض توجهاته على المجتمع بالكامل.
يرى ((علي أدهم))"أنه في الماضي القريب كانت مسألة تقسيم الكتاب والمفكرين تبعاً لرأيهم في نظام الحكم، والمبدأ السياسي الذي يؤثرونه ويناضلون عنه تكاد تكون وهًّماً من الأوهام ومذهباً خاطئاً من مذاهب النقد والتحليل، والأمة الوحيدة التي كانت تخرج على هذه القاعدة وتشذ عن تلك السنة هي الأمة الروسية، فقد كان المألوف عندهم أن يعبر الشعراء والكتاب والنقاد عن ميولهم السياسية ونزعاتهم الحزبية. ومنذ أوائل القرن التاسع عشر استطاع العديد من كتاب روسيا الفرار لعدم قدرتهم على مواجهة مشكلاتها الاجتماعية وأزماتها السياسية".
إن مهام النقد والناقد أن خرجت عن سياقها الأدبي وأصبحت تخدم مهاماً أخرى فإنها تجلب الضرر البالغ على الحركة النقدية بشكل خاص والحركة الأدبية بشكل عام. وعملية تحديد المهام وفصل السلطات بين ما هو سياسي وما هو أدبي، عمل مؤسسي يخدم كلا الطرفين، فالتجارب المريرة الماضية أكدت بما لايقبل الشك أن هيمنة السياسي على الشأن الثقافي أدى إلى حجب دور المثقف وأضعاف رفده المعرفي في الحضارة الإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام النقد
- النقد وسعة العلم
- ماهية النقد
- الروح والإبداع
- أقطاب المعرفة
- الاستقلال الفكري
- المثقف الدجال
- منتجو المعرفة
- المزاد الثقافي
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد